مراجعات رواية أوراق شمعون المصري

مراجعة نقدية وتحليل أدبي معمق لرواية "أوراق شمعون المصري" لأسامة الشاذلي

تُعد رواية "أوراق شمعون المصري" لأسامة الشاذلي عملًا أدبيًا استثنائيًا يمتزج فيه التاريخ بالخيال، والفلسفة بالروحانية، في نسيج روائي غني ومعقد. لا تكتفي الرواية بسرد حكاية من الماضي، بل تقدم رؤية عميقة للوجود الإنساني، مطروحة بأسلوب أدبي رفيع.

البناء السردي واللغة: تحفة من السلاسة والعمق

يُبهر الشاذلي القارئ ببنائه السردي المحكم، الذي يمزج بين الرواية التاريخية الواقعية والتأملات الفلسفية الوجودية. يتبع السرد خطًا زمنيًا في غالب الأحيان، ولكنه لا يتردد في التوغل في ذكريات شمعون وتأملاته الداخلية، مما يضفي عمقًا نفسيًا على الشخصية والأحداث. الانتقال بين المشاهد يتم بسلاسة، وكأن القارئ يتابع شريطًا سينمائيًا يُعرض ببطء تارة، وبتسارع تارة أخرى، حسب متطلبات المشهد.

أما اللغة، فهي جوهرة الرواية. يستخدم الشاذلي لغة عربية فصحى جزلة ورصينة، ولكنها في الوقت ذاته شفافة وعذبة. لا يهدف الكاتب إلى استعراض عضلاته اللغوية، بل يوظف المفردات القوية بذكاء لتصوير المشاعر، الأفكار، والمشاهد بدقة متناهية. يتميز أسلوبه بجمالية التصوير، حيث يرسم الكاتب لوحات وصفية حية للمشاهد الطبيعية في الصحراء، وللملامح الإنسانية المتنوعة. كما أن الحوارات ليست مجرد تبادل للكلمات، بل هي فيض من الأفكار والمعاني، تعكس صراع شمعون الداخلي والخارجي، وتكشف عن عقائد وشخصيات من حوله. إنها لغة تُعلي من قيمة الكلمة وتُحملها معاني أبعد من مجرد دلالاتها المعجمية.

شخصية شمعون: تجسيد لمعضلات الهوية والوجود

تُعتبر شخصية شمعون المصري المحور الذي تدور حوله الرواية بأكملها. هو ليس مجرد بطل، بل هو رمز حي لـصراع الهوية والتوق إلى اليقين. كونه ابنًا لأب عبراني وأم مصرية، يضعه في منطقة رمادية، بعيدًا عن انتماء واضح. هذا الازدواج الجذري يُشكل أساس مأساته الإنسانية ورحلته الروحية.

رحلة شمعون ليست مجرد رحلة جغرافية عبر صحراء سيناء، بل هي رحلة داخلية عميقة للبحث عن الذات، عن الإيمان، وعن مكان له في عالم يموج بالصراعات والأسئلة. يُواجه شمعون تعصب قومه، وتحيزهم، وعنصريتهم، وهو ما يدفعه إلى التساؤل عن مفهوم "القومية" و"الاختيار الإلهي". هذه التساؤلات ليست حكرًا على شخصية شمعون، بل هي انعكاس لتساؤلات تُعاني منها البشرية على مر العصور.

تُظهر الرواية تطورًا نفسيًا وفكريًا بارزًا لشخصية شمعون. فمن شاب يعاني من نظرة الدونية والنبذ، إلى باحث عن الحقيقة، ثم إلى فيلسوف وناقد، قادر على فهم الآخر وتقبل الاختلاف. يتعلم شمعون أن الإيمان الحقيقي لا يكمن في التمسك بحرفية النصوص، بل في التفكر، التسامح، والرحمة. هذه النضوج الروحي يجعله شخصية محورية، لا سيما في علاقته بموسى عليه السلام، حيث يُقدم وجهة نظر مختلفة، مليئة بالتساؤلات، بعيدة عن التصورات النمطية.

الثيمات الفلسفية والروحانية: رحلة البحث عن اليقين

تزخر الرواية بالعديد من الثيمات الفلسفية والروحانية التي تُعطيها بُعدًا أعمق من مجرد السرد التاريخي:

* البحث عن الإله واليقين: يُعد هذا المحور الأبرز في الرواية. يتساءل شمعون باستمرار عن طبيعة الإله، وكيف يتجلى في الوجود. لا يقبل الإجابات الجاهزة، بل يبحث عن إيمانه الخاص المبني على الفهم والتجربة.

* التسامح وتقبل الآخر: في ظل الصراع الديني والعرقي، تُبرز الرواية أهمية التسامح ونبذ العنصرية. شمعون، بصفته هجينًا، يُدرك قيمة الانفتاح على الثقافات والأديان المختلفة.

* معنى الوجود والموت: تتخلل الرواية تأملات في معنى الحياة، الفناء، والخلاص. كيف يواجه الإنسان مصيره؟ وما هو المغزى من وجوده؟

* الخطيئة والفداء: تُناقش الرواية مفهوم الخطيئة والتكفير عنها، ليس بالمعنى الديني الضيق، بل بالمعنى الإنساني الأوسع، حيث الأخطاء هي جزء من تجربة التعلم.

* القيادة والسلطة: تُقدم الرواية نظرة نقدية للقيادة والسلطة، وكيف يمكن أن تتحول النبوة إلى سلطة دنيوية قمعية في بعض الأحيان، كما تُظهر تحديات القيادة في أوقات المحن.

الربط بالواقع المعاصر: مرآة تعكس تحدياتنا

على الرغم من أن أحداث الرواية تدور في زمن سحيق، إلا أن الشاذلي يُجيد ربطها بـالقضايا المعاصرة بشكل لا يخفى على القارئ المتأمل. الصراعات العرقية والدينية، البحث عن المعنى في عالم مضطرب، التحديات الوجودية، والأسئلة حول طبيعة الإيمان، كلها قضايا تُعاني منها البشرية اليوم. تُصبح رحلة شمعون مرآة تعكس تحدياتنا المعاصرة، وتدفعنا للتفكير في حلول جذرية للصراعات القائمة. إنها دعوة للتأمل في جوهر الرسالات السماوية، بعيدًا عن تعصباتها السطحية.

الخاتمة: عمل روائي خالد

"أوراق شمعون المصري" ليست مجرد رواية تُقرأ لتسلية الوقت، بل هي تجربة فكرية وروحية عميقة. إنها عمل أدبي يضع أسامة الشاذلي في مصاف الروائيين الذين يُقدمون أعمالًا تُثير الفكر وتُلامس الوجدان. تُشكل الرواية إضافة قيمة للمكتبة العربية، وتدعو إلى إعادة قراءة التاريخ والقصص المقدسة بعين نقدية وفلسفية، بحثًا عن حقيقة أعمق تتجاوز ظاهر النصوص. يُمكن القول إنها رواية خالدة، تُسائل الثوابت وتدفع نحو التفكير الحر، مما يجعلها تستحق القراءة المتأنية والتحليل المتعمق.

بالتأكيد، لنُعمق التحليل في هذين الجانبين المهمين من رواية "أوراق شمعون المصري".

علاقة شمعون بموسى: جدلية الإيمان والقيادة

تُشكل العلاقة بين شمعون المصري وموسى عليه السلام محورًا أساسيًا في الرواية، وهي ليست مجرد علاقة بين نبي وتابع، بل هي جدلية معقدة تُعبر عن صراع الأفكار، تباين الرؤى، والبحث عن الحقيقة. هذه العلاقة تُسلط الضوء على جوانب إنسانية عميقة لدى كلا الشخصيتين:

* موسى كرمز للسلطة النبوية والقانون الإلهي: يُقدم الشاذلي موسى كقائد كاريزمي ومُتلقٍ للوحي، لكنه في الوقت ذاته يُظهر بعضًا من صرامته، انفعاله، وأحيانًا عدم قدرته على استيعاب كل جوانب البشرية. موسى هو الذي يتلقى الشريعة ويُحاول تطبيقها بحذافيرها، وهو الذي يتحمل عبء قيادة شعب متقلب.

* شمعون كصوت للأسئلة والوعي النقدي: يقف شمعون في الضفة الأخرى، لا يُنكر النبوة، ولكنه لا يقبل التسليم الأعمى. هو صوت الوعي النقدي والبحث الفلسفي الذي يتساءل عن الحكمة الكامنة وراء الأحكام، وعن طبيعة الإله الذي يُعاقب ويُسامح. علاقته بموسى ليست تمردًا، بل هي محاولة لفهم أعمق، لا سيما في ظل ما يراه من تعصب وقسوة من جانب قومه.

* التصادم بين الفهم الظاهري والعميق للدين: تُجسد العلاقة بينهما التصادم بين الفهم الحرفي (الظاهري) للدين والفهم التأويلي (العميق). موسى يُركز على تطبيق الشريعة، بينما شمعون يُبحث عن الروح والمقصد من وراء هذه الشريعة. هذه الجدلية تُذكرنا بالعديد من النقاشات اللاهوتية والفلسفية عبر التاريخ حول كيفية فهم النصوص المقدسة وتطبيقها.

* التأثير المتبادل: على الرغم من الخلافات، هناك تأثير متبادل بينهما. موسى يُقدم لشمعون الإطار الديني الذي ينطلق منه في تساؤلاته، بينما شمعون يُجبر موسى، ولو بشكل ضمني، على التفكير في أبعاد أخرى لرسالته، ربما في لحظات خلوته. تُظهر الرواية أن الحقيقة غالبًا ما تتجلى من خلال حوار الأضداد.

* تمثيل للصراع بين العقل والإيمان: إلى حد ما، تُمثل هذه العلاقة الصراع الأبدي بين العقل الذي يُحلل ويُشكك، والإيمان الذي يدعو إلى التسليم. شمعون يُمثل العقل المستنير الذي لا يرضى بالإجابات الجاهزة، بينما موسى يُمثل تجلي الإرادة الإلهية التي تتطلب الطاعة.

تأثيرات الصوفية: رحلة إلى باطن الروح

تظهر تأثيرات الفكر الصوفي بشكل جلي في الرواية، لا سيما في رحلة شمعون الداخلية وتأملاته الروحانية. هذه التأثيرات لا تُعرض بشكل مباشر كفلسفة صوفية مكتملة، بل تتخلل الأحداث والأفكار كـروح صوفية كامنة:

* البحث عن الحقيقة الإلهية خارج الظواهر: يُظهر شمعون ميلًا صوفيًا في بحثه عن الإله ليس فقط في المعجزات الظاهرة أو الأحكام الصارمة، بل في جوهر الوجود، في الطبيعة، وفي أعماق النفس البشرية. هذا يُذكر بمفهوم "الشهود" الصوفي، حيث يرى الصوفي تجليات الحق في كل شيء.

* نقد التعصب والتمسك بالظاهر: يُعتبر المنهج الصوفي نقديًا للتعصب والجمود الفقهي الذي يُركز على الظواهر. شمعون يُعاني من هذا التعصب في مجتمعه، مما يدفعه للبحث عن طريق آخر أكثر اتساعًا وشمولية للإيمان، وهو ما يتوافق مع النظرة الصوفية التي تُركز على جوهر الإيمان والتسامح.

* الرحلة الداخلية والخلوة الروحية: رحلة شمعون في الصحراء، وإن كانت جماعية في ظاهرها، إلا أنها تُشكل خلوة روحية له. العزلة، التأمل في خلق الله، ومواجهة الذات في قسوة الصحراء، كلها عناصر تُذكر بممارسات المتصوفة في الخلوة والسلوك للوصول إلى مراتب أعلى من المعرفة بالله.

* مفهوم "الخوف" و"الحب" الإلهي: في الفكر الصوفي، ينتقل السالك من مقام الخوف من الله إلى مقام الحب له. تُلمح الرواية إلى هذا التحول في فهم شمعون للإله، حيث لا يُصبح الإله مجرد معاقب، بل مصدرًا للحب والرحمة.

* الوصول إلى اليقين بالذوق والكشف: لا يعتمد شمعون على السمع أو التقليد وحده في إيمانه، بل يسعى إلى الذوق والكشف الروحي، أي التجربة الشخصية التي تُوصله إلى اليقين. هذا المنهج هو أساس التجربة الصوفية.

* الرمزية والتأويل: يُكثر الشاذلي من استخدام الرمزية في الرواية، سواء في وصف الطبيعة أو في الأحداث. هذا الميل إلى الرمزية يُشير إلى التأثر بالمنهج الصوفي الذي يعتمد على التأويل العميق للنصوص والظواهر للوصول إلى معانٍ باطنية.

باختصار، تُقدم "أوراق شمعون المصري" علاقة ديناميكية بين شمعون وموسى تُجسد صراع الأفكار والبحث عن الحقيقة، بينما تتغلغل التأثيرات الصوفية في عمق الرواية، لتُقدم رحلة روحية وفلسفية تتجاوز حدود الزمان والمكان، وتدعو القارئ للتأمل في جوهر الإيمان والإنسانية.

انتهت القراءة الثانية لهذة الرواية الرائعة 🥹❤️

كأني اقرأها للمرة الأولى رغم تذكري لبعض أحداثها وأجمل الاقتباسات فيها إلا أني كنت أقرأها منقطعة الأنفاس كأنها المرة الأولى..

الرواية تتحدث عن بني إسرائيل من وقت الخروج من مصر هرباً من بطش الفرعون مع نبيّ الله موسى عليه السلام.. مروراً بالشتات والتيه في الصحراء حتى رحلة دخولهم الأرض المقدسة والتى وددت لو كان هناك ولو نبذة عن دخولهم الفعلي للأرض المقدسة وماذا حدث لهم..

الرواية مزيج بين أحداث تاريخية فعلية وأحداث دينية نعرفها نحن من القرآن مع حبكة درامية جميلة وبالقدر الكافي حتى لا يصبح الأمر مبتذلاً ..

نبدأ مع شخصية (زخاري) النجار من سبط راؤبين.. زخاري كان مثال للمؤمن المُسَلم أمره لله متبعاً أوامره ومبتعداً عن نواهيه وسط مجموعة من العصاة أو المجادلين.. يحيا على أمل أن يمن الله عليه بدخول الأرض المقدسة كما وعد الله بني إسرائيل .. يمكن كانت شخصيته أقرب للمؤمن المتشدد قليلاً خوفاً من المعصية حتى أنه اعتزل أي فرح وأجله حتى دخول الأرض المقدسة.. و نأى بنفسه عن قومه حينما رأى ضلالهم وقت أن اعتزلهم سيدنا موسى أربعين يوماً فضَلُّوا من بعده..

زخارى كان الرجل المؤمن الخاشع الآمل في عفو الله و الخائف من غضب ربه على قومه حتى أنه يأس منهم ومن هدايتهم وكان بقاؤه الوحيد لأن النبي بين أظهرهم.. (أحببت رسم هذة الشخصية جدا).

"‫ ـ هون عليك يا أبي، فسينجز الله وعده لك وللصالحين من بني إسرائيل!

‫ ابتسم في مرارة وقال:

‫ ـ بل أخشى أن يعاقبنا الرب جميعًا بأفعال تلك الجماعة الشريرة! ❝

أما شمعون ❤️ ياربي الشخصية دي رهيبة 👌

فصول الرواية أصلا على لسان شمعون تنتقل به من حال إلى حال من الطفولة إلى الشباب إلى الرجولة ثم الكهولة في آخر الأمر ولكن يا لها من رحلة!

كان شمعون الطفل والمراهق منبهراً بالنبي ومعجزاته ولكن مع مرور الوقت ومجادلة قومه للنبي كانت تنمو بداخله تساؤلات تثيرها تصرفات قومه ورد النبي والري عليهم..

هل بني إسرائيل محقين في جدالهم لكل ما أمروا به تقريبا ؟

هل كتب عليهم الخروج والشتات في الصحراء ؟أما آن لهم ام يرتاحوا بعد ما عانوه من بطش الظالمين؟

لماذا كل هذة التكاليف ولماذا كل هذة الروادع والعقوبات ؟

وكثير من الأسئلة مثل هذة.. كان شمعون الطفل مثال للمؤمن المتشكك في أمر دينه الذي يتحسس الطريق في كل اتجاه حتى يجد اليقين والإيمان. إلى أن قاده قدره لتيه شخصي بعيدًا عن أمه وأهله وقومه.. تيه مثل تيه بنى إسرائيل لأنه اختار الاحتيال على أمر من أوامر الله كما فعل زُمرة من قومه.. كان مهووساً بتحقيق حلم أبيه. ولم يدرك أن حلم أبيه كان أن يشُب هو على طاعة الله حتى ينال ما لم يناله غيره من قومه من رضا الله.

شمعون المراهق والشاب الذي وجد بصحبة الشيخ (عابر) العربي المكيّ ما فيه إجابة شافية لمعظم تساؤلاته.. كان الشيخ عابر بمثابة الجد والأب والمعلم والمرشد لشمعون في سنوات تخبطه.. كان رحيماً به واثقاً بقدراته وبقلبه النقى وبفطرته السليمة وظل معه حتى شب شمعون رجلاً واثقاً.. رجلاً وجد إجابة لكثير من أسئلته.. رجلاً غادر قلبه الشك والتخبط وسكن فيه اليقين و الإيمان.

أحببت الشيخ (عابر) وابنه الشيخ (نابت) من كل قلبي ❤️ كانا بمثابة صوت الحكمة والعقل والقلب المؤمن.

"وفي تلك الليلة، أدركت أن الشيخ (عابر) قد عبر بي من منازل التيه التي مررت بها في الأشهر السابقة إلى منزلة من اليقين ما كنت لأصل إليها دونه."

ثم تحدث أحداث كثيرة كان من أجمل نتاجها صداقة شمعون وعمرو وليث أحفاد الشيخ (عابر).. صداقة بدأت في سن الشباب ومرت بالكثير من المِحَن والتخبطات حتى صارت علاقة قوية تحولت لأخوة وأصبحوا كالعائلة أقرب منهم للأصدقاء. عائلة وعشيرة تحتويه كان يتمناها شمعون لنفسه .

أكثر ما آلمني في الرواية هو معاناة سيدنا موسى مع قومه.. سبحان الله كم المعاناة وكم المناجاة التى كان يقوم بها لأجل قومه لأجل هدايتهم ولأجل تعليمهم وتأديبهم.. وكان المقابل الجحود والعصيان!

كان نبي من الله بينهم والمعجزات تجرى علي يديه لأجلهم ولأجل راحتهم بشكل يومي ولكن مع ذلك كانوا دائمي الجدال.. دائمي الكِبر والجحود!

عقلي مش مستوعب إن شخص ربنا مَنْ عليه و نجّاه من مصائب كثيرة وأنعم عليه بمعجزات وأنعم عليه بصحبة نبى من أنبياءِه وهوا بعد ما اختار الإيمان يختار الجحود والمجادلة وأحيانا الشرك!

ومع ذلك سيدنا موسى كان يستغفر لهم خشية عليهم من العقاب حتى يغفر الله لهم.. ثم يعودوا!

بني اسرائيل لم يقدروا أن يحملوا الأمانة.. أمانة حرية الاختيار التي فضّلهم الله بها وسائر بني آدم.

يا الله كم المعاناة التى رأها سيدنا موسى عليه السلام والله تفطر القلب..

بكيت موته عليه السلام كأني كنت موجودة معهم.

نرجع لشمعون.. الرجل والزوج والأب والصديق.. عملته السنين والتجارب وشحذت شخصيته حتى شب رجلاً قوياً مثل أبيه مؤمناً مسلماً أمره كله لله ولكنه فعل ما لم يفعله أبوه واختار النجاة بنفسه وأهل بيته من بطش قومه حتى وإن كان يعنى ذلك مفارقة صحبة نبي الله.. ولكنه آمن وعلم أن الله وتعاليمه في قلوب المؤمنين أينما ارتحلوا.

الرواية ذكرت معجزات سيدنا موسى عليه السلام على قومه مثل حادثة البقرة والسحابة التي تظل القوم وترتحل معهم أينما ارتحلوا والمن والسلوى.. وتناولت أيضا العواقب التى عاقب الله بها العصاة من بنى إسرائيل.. والحكم عليهم بالتيه والشتات.. كل هذا بشكل درامي جميل ومتداخل مع حياة شمعون وأهله.

أعتقد لو فضلت أكتب أكتر من كدة هاحلل الرواية فصل فصل 😅 بس حقيقي رواية جميلة مليئة بالعِبر والمواعظ.. وفيها معلومات كثيرة عن بنى إسرائيل وعن مكة في فترة معينة من التاريخ .. لا أعرف التزامن بين الأحداث في مكة ومع قوم سيدنا موسى كانت فعلا في نفس الوقت ولا ده تقريب من الكاتب لتحقيق العبرة والعظة!

ولكن على أي حال استمتعت بها جدا جدا وأثرت فيا جدا وحبيتها أكتر وأرشحها وبشدة للآخرين لأن أكيد هاتلاقي فيها استفادة ولو بشيء واحد.

هانهي المراجعة بنفس نهاية الرواية.. وأنا لا أكف عن التساؤل (أيمكن انه كان هناك من بين بني إسرائيل شخص مثل زخارى وابنه شمعون؟) 🤍

❞ «وبعد، فهذا ختام ما كتبه (شمعون بن زخاري)، والملقب بـ(شمعون المصري)، عن أخبار بني إسرائيل في أرض «سين»، وما كان من أمرهم منذ عبور البحر وحتى وفاة نبي الله (موسى بن عمران) وأعلم أني ما كتبت في هذا الرقاع إلا أحد أمرين؛ أمرٍ شهدته بعيني أو أمرٍ سمعته من رجل من الرجال الثقات، وأشهد الرب (إيل) أني ما بغيت بهذا الكتاب مجدًا ولا شرفًا، وإنما إظهار شهادتي على جيل من شعب بني إسرائيل، اصطفاه الله وأنجاه بمعجزة من عدوه، ثم غضب عليه وأهلكه في تلك البرية القفراء بعد أن أذاقه شقاء الارتحال ومرارة التيه.. هذا كتاب لا أدري من سيكون قارئه، فأيًّا من تكون أرجو أن تتذكر كاتب هذه الأبواب بالرحمة وأن تدعو له بالغفران». ❝✨

رواية من أمتع وأجمل ما يكون.

من النادر جدًا أنك تلاقي رواية بتمثل النموذج الأفضل في جوانب كتيرة، في البحث التاريخي الدقيق، في التناول الاجتماعي لحركة المجتمعات، في بناء الشخصيات وتصاعدها، في المعالجة الدرامية، في الخلط الفني بين تناول التاريخ بالقدر اللي يسمح بتطور الشخصية وتصاعد الأحداث، في اللغة الراقية والألفاظ المنتقاه بعناية بما يناسب الحقبة الزمنية ، وفي الحفاظ على وتيرة التشويق وسط كل ده.

الحقيقة الرواية دي نموذج نادر للرواية التاريخية المعجونة بالفلسفة، وللرواية التاريخية التعليمية دون شبهة وعظ أو تقرير .

في مبدأين مهمين في الكتابة الإبداعية .

المبدأ الأول هو (صوّر ولا تقرر Show don’t tell ) وده بيهدف إلى التأكيد على إن الرواية هي في الأساس حكاية، حدوتة، قوامها الأحداث وليس اللغة التقريرية.. وبرغم إن مجال الرواية أو موضوعها الأساسي هو تناول حياة بني اسرائيل بعد الخروج من مصر وبدء الطريق إلى القدس، وهو موضوع شائك ومعقد ومحتاج خبير في الأديان وخبير في التاريخ، إلا إن تصوير الحكاية والمواقف المختلفة وفرق بني اسرائيل واختلافاتهم في الرأي والعقيدة، كان جميل وسلس وبيخلي القارئ قادر يشوف الأحداث ويفهم الشخصيات ودوافعها. كل شخصية فعلا مرسومة بدقة، وواخدة مساحتها في العرض بما يخدم الحبكة وتطور الأحداث، ودي معادلة صعبة جدًا وتحتاج لموهبة قوية، ومعادلة شبه مستحيلة بالنسبة لتجربة أولى في كتابة الرواية، باعتبار إن دي رواية Ossama A. Elshazlyالأولى.

المبدأ التاني؛ هو إن الحوار يجب أن يهدف لأحد أمرين؛ إما تصاعد الأحداث ، أو بناء الشخصية وتصويرها. وده متحقق جدًا هنا، لإن مش بس الحوار كان بيخدم في أحد الجانبين دول، وأحيانًا في الجانبين معًا، لكن كمان سرد الأحداث التاريخية والمواقف الفلسفية، كان الغرض الظاهر للقارئ مش استعراض عضلات الكاتب، ولكن فعلا استكمال لعملية رسم الشخصية وتكوين دوافعها.

في نهايات الرواية ، لما كان التاجر شهبور بيحكي الحكايات الثلاثة اللي ذُكروا في سورة الكهف عن لقاء سيدنا موسى بالعبد الصالح، وبسبب طول المساحة اللي أخذتها الحكايات الثلاث، وبرغم إن تم تصوير الحكايات وسردها بشكل جميل وتفصيلي جدًا، إلا إني حسيت إن الحكي التاريخي لم يعد يخدم الهدف الروائي ، لكن بعد كدا اكتشفت إن الكاتب لعب لعبة حلوة، لإن التفصيل دا كان تقديمة بتوضح تحول مهم جدا في شخصية شهبور، وفي نقل الأحداث لمنحنى جديد ما كنش هيكون منطقي لولا التقديم التفصيلي للحكايات الثلاث للعبد الصالح.

وده الحقيقة عجبني وزاد افتتاني بالرواية..

ده بخلاف إن الرواية مثال رائع فعلا لسرد أفكار الكاتب الفلسفية في قالب روائي حكائي غير متعالي، بالعكس ، تشعر معه بالألفة والحميمية.

قد يكون عيبها الوحيد هو طولها الشديد، إذ تتجاوز ٦٠٠ صفحة بكثير.. والحجم ده للأسف ممكن يخلي بعض القراء يخافوا منها أو يبتعدوا عنها.

لما عرفت انها في طريقها لتتحول إلي مسلسل فرحت جدا، لإن الرواية فعلا مثال ممتاز لإعادة الربط بين الفن المكتوب والفن المرئي بعيدا عن وصفات وخلطات السوق التجارية..

واحدة من أجمل الروايات اللي قرأتها في حياتي وأطولها!

تجاربي مع الروايات التاريخية قليلة جدا، ولكنها مميزة بصراحة، فكرة إني عارفة القصة مُسبقا، ومستنية أعرف الكاتب هيضبط الحبكة إزاي كانت ممتعة جدا بالنسبالي!

بل إنّي ككاتبة كُنت مُنبهرة وبقرأ عشان أتعلم فعلا إزاي ممكن الكاتب يطوّع القصة تحت إيده، يلتزم بالأحداث كما وردت في النصوص الدينية، وفي نفس الوقت يبقى كل حاجة مُنسجمة مع الرواية وشخصياتها!

الوصف بالنسبالي دايما بيكون المعضلة الأساسية في الروايات التاريخية تحديدا، قليل جدا لما بتكون الرواية قادرة تغذّي ذاكرتي البصرية بالكلام بس، وأعرف أبني أجواء الرواية في دماغي ، بس المرة دي أنا راسمة لكل مكان صورة في دماغي، من أول برية سين ، وعصيون جابر، لحد برية فاران، وسقيفة العنب في يثرب ، وكل تفصيلة اتذكرت بسلاسة ووضوح، بلغة قوية، مفيهاش استعراضات، وواضحة ومفهومة!

تطوّر شخصية شمعون بين أول الرواية وآخرها مرعب، مرعب لأني متخيلة حجم المجهود اللي يتطلبه بناء شخصية متغيرة ومتطورة من حين لآخر بالشكل ده، عشان يجمع في الآخر بين مآثر كل الأبطال اللي صاحبوه في الرواية، يمكن الشيء الوحيد اللي أزعجني بعض الشيء هو إهمال ذكر السياق الزمني شوية، ولكنّي قادرة أستوعب مبررات الفكرة دي.

عاجبني جدا كمان الصفحة الأخيرة اللي اتذكر فيها مين هم الشخصيات الحقيقية ،

في الحقيقة دايما الروايات التاريخية بقرأها بهدف المتعة، مش بحس أبدا إن فيها من الشفافية اللي تخليني أعتمدها كمصدر لمعلوماتي، لكن المرة دي فعلا كنت مطمئنة بشكل أو بآخر، خصوصا بعد ما انتبهت إلى تجنب الكاتب لحدوث أي حوار مباشر مع سيدنا موسى، إلا ما جاءت به النصوص، وده أكسب الرواية قدر كبير من المصداقية عندي.

ختاما، بنصح جدا بقرائتها، رواية ممتعة لأقصى درجة، عرفت فيها إجابات على تساؤلات كتير، وأهابني بشكل أو بآخر إن تساؤلاتي هي تساؤلات شمعون الصغير، كنت محتاجة أقرب فعلا عشان أفهم طبيعتهم وليه استحقوا كل ما جرى فيهم!

مبسوطة إنّ الرواية كانت رفيقة لليالي الامتحانات العصيبة ! ❤️

"لكل إنسان حكايته التي لا يستطيع أحد أن يرويها عنه"

حكاية التيه من عيون شمعون الشاهد عليها الذي كان في ذلك الوقت طفل صغير.. أبوه من بني إسرائيل وأمه مصرية.. تبدأ الرواية بخروج النبي موسى عليه السلام من مصر ويتبعه بنو اسرائيل.. وانشقاق البحر لهم.. والأحداث التي قادتهم إلى التيه في برية سين..

"تذكرت قوله (إن من أنجانا من فرعون لن يهلكنا في البرية)، وأدركت على صغري أن الإيمان والعقل قد لا يجتمعان أحياناً"

يبدأ شمعون الصغير بكتابة سيرة حياته في أوراق كإثبات لوجودة، وتذكرة لمن يطالعها في المستقبل، أو لمن أراد أن يعرف الحقيقة خلف ما حدث.. "هذه الأوراق هي الشاهد الوحيد على حياتي؛ فكل ما يمر في حياتي متغير، إلا هذه الأوراق، فهي الشيء الثابت الوحيد الذي يربط بين حياتي الماضية وحياتي الحالية"

تاه بنو إسرائيل وتاه شمعون تيهاً أعظم .. "ليس التيه فقدان الأرض بل فقدان الأمل في لقاء الأهل والأحبة".. ولكن تيهه كان أعظم خير له بصحبة صحبها في رحلته.. "أدركت أن الوطن هو أرض تشعر فيها بالطمأنينة، وأن الأهل هم صحبة تشعر بينهم بالأمان".. هناك فقط وجد الإيمان في أحضان القبيلة التي كانت على شريعة النبي إبراهيم عليه السلام.. وكان مما أعجبني بهذه الرواية تداخل القصص بعضها ببعض.. ونرى كيف نضجت شخصية صديقنا شمعون..

كتبت الرواية باسلوب بسيط سهل غير متكلف.. وكان هذا من أحد سماتها الجميلة.. أن يسترسل القارئ بالقراءة دون أن يشعر حتى وإن كانت البداية مملة بعض الشيء..

شخصية شمعون.. كما قال عنه الشاذلي هو الشخصية المثالية التي نريد أن نكونها.. جاءت لتوضيح بعض الأشياء والأفكار التي دائماً ما يختلف عليها البشر..

أعجبني مراعاة المؤلف للقارئ والمعلومات التي لديه في الأصل.. وأن لايكون هناك أي صدام أو تعارض بين المعرفة السابقة وما كتبه في الرواية..

أكثر ما يبهرني بالأعمال هو الجهد المبذول عليها..

حاسة اني مش هقدر أكتب مراحعة جميلة توفي حق الرواية، ولكني حابة أكتب عن رأيى في واحدة من أجمل الروايات اللي قرأتها واللي أظن مش هلاقي في جمالها تاني ❤️

بداية انا فعلا كنت خايفة من حجمها، خوفت الموضوع يكون أوڤر اوي ان ليه اقرأ كل ده عن سيرة بني اسرائيل اللي كل الذكر عنهم في القرآن هو العصيان والجحود؟ وكنت بطيئة في الرواية لحد الصفحة ١٠٧، كنت بكل كل يومين تقريبا ورقة ولا ورقتين من اوراق شمعون، بس الساعة ٤ عصرا يوم ٢٢ فبراير وعينك ما تشوف الا النور، مسبتهاش الا الساعة ١:١٠ صباحا ليلة ٢٣ فبراير غير وانا مخلصاها !

الرواية فيها أكتر بكتير من اخبار بني اسرائيل وعصيانهم وتحديهم لنبي الله موسى وكل العواقب اللي حصلت فيهم، لا، الرواية واصلة لحدود مكة واللي حصل فيها من فتنة قبل هدم الكعبة!

مشاعر كتير اوي مختلطة عن اللي قرأته، أشخاص كتير اوي اتعلقت بيهم زي الشيخ عابر وشمعون وأروى ورومانا وزخاري وشهبور وحتى الشخصية اللي مقعدتش معانا كتير "الشيخ نابت" حاسة اني هفتقدهم كلهم وهفتقد حديثهم وأخبارهم وأحوالهم، هفتقد كلام شمعون عن وصوله للمعنى الحقيقي للأرض المقدسة، وان الله في قلوبنا مش في بيت ولا في بلد، وان أرض الله كلها لله، وان الشخص مهمته في الحياه يصلح ويقوم ويعمل الخير..

شكرا للكاتب على لغته ومعلوماته وصياغته لفترة مهمة زي دي بالشكل ده، وربطه لأحداث كتيرة في القرآن بالقصة دي زي وجود ذكر لسيدنا الخضر في الرواية فجأة ووجود حد يتقفى اثره ❤️

اتمنى ارجع اقرأها تاني في يوم من الأيام، وان شاء الله ده يحصل

شمعون المصري عمل من العيار الثقيل، استثنائي في سلاسته وعمقه حيث يجمع بين الصياغة الأدبية الرصينة والتوثيق التاريخي العميق، دون أن يفقد القارئ شغفه أو ارتباطه بالأحداث ويمنحه متعة نادرة حين يجد نفسه انتقل فعليا في الزمن وتعايش وسط الحكاية لا على هامشها وتفاعل مع شخصياتها.

أسامة عبد الرءوف الشاذلي نسج سردًا محكمًا يضيء زوايا مهملة من التاريخ المصري القديم والقبطي، وقدم شخصيات حقيقية تنبض بالحياة، بلغة تجمع بين البساطة والجزالة.

أما الراوي وبطل الأحداث شمعون يمثل واحدة من أكثر الشخصيات صدقًا وإنسانية بداية به كطفل هشّ تتقاذفه الهوية والأسئلة الوجودية، ثم ينضج روحيًا وفكريًا في رحلة مليئة بالتأمل والخطر.. وأمّه، تلك المرأة الصلبة والحنونة، تحمل قسوة الحياة بقلب لا ينكسر، وتبقى خلفه كجذر لا يراه دائمًا لكنه يثبّته من الداخل.

أما الشيخ عامر بشخصيته المتزنة والذي رافقه وعلّمه، فكان بمثابة مرآة للحكمة والرحمة، يرمم داخله ويزرع فيه الوعي، دون أن يفرض عليه شيئًا كذلك بقية الشخصيات لم تكن حشوا روائيًا، بل جزء من البناء الأخلاقي والفكري للعمل، ولكل منها بصمته في تكوين شمعون ومساره.

قرأتها وورقيًا واستمتعت بها صوتيا، وفي كل مرة بدت لي أكثر امتلاءً وصدقًا، وكأنها تروي ما لم يُحكَ بعد. رواية تُقرأ باحترام وإجلال وهي أقرب إلى كشفٍ صادق عن النفس والتاريخ والهوية.

للروائي الدكتور أسامة عبد الروؤف الشاذلي

رواية دينية تاريخية تستحق القراءة ✨☘️

مبدأياً الرواية عظيمة و ممتعة جداً انا مبهورة ان في عمل قادر يجمع بين التاريخ و الدين في شكل روائي غطي من الفجوات التاريخية كتير فسرلي آيات من القرآن ف شكل رواية شيقة عن نبي الله موسي و هارون و يوشع بن نون و جبروت فرعون و عن بني اسرائيل و السامري و عن بني إسماعيل و قبائل جرهم و خزاعة و تضمنت قصة الشيخ الخضر و بصيرته و القوم الطغاة من الإدوميين و عن تاريخ بكة و بلاد الشام و جزيرة العرب و عن سر البقرة الصفراء و لماذا اختار الله بالذات العجل للتبرئة و استفاض ف الحديث عن معجزات الرب مع سيدنا موسي و بني إسرائيل و قد ايه كانوا كُثر المجادلة...

اتعلقت بيها اوي و بشخصياتها كأني عيشت الأحداث و المشاعر هحس ب غربة بجد بعد م خلصت الرواية..❤‍🩹

*السؤال اللي ب يراودني من اول صفحة ف الرواية هل الاوراق دي حقيقية بالفعل و ان فيه شخص عبراني اسمه شمعون بن زخاري عاشر الأحداث دي بالفعل و دونها ولا ده خيال الكاتب و حبكة لأجل ان العمل يطلع بالعظمة دي*⭐☘️

ما هو التيه؟ لربما سمعنا جميعاً عقاب بني اسرائيل بالتيه أربعين سنة في الصحراء لكني لم أفهم المعنى الفعلي للتيه حتى قرأت قصة شمعون بن زخاري النجار.

يحكي الكتاب قصة سيدنا موسى وبني اسرائيل ولكن هذه المرة من وجهة أحد أبناء القوم. ابن ل رجل صالح نقي القلب، تعلق قلبه بالإيمان. يروي شمعون القصة منذ قدوم موسى بالرسالة و الخروج من مصر وجميع محدثات القصة كما رويت بالكتاب المقدس.

في هذا الكتاب يشق شمعون طريقه نحو الإله ليتعلم عن الحب الإلهي، فيتعلم ما تعلمه من أبيه وبني اسرائيل كما يتعلم من بني اسماعيل.

يشبه هذا الكتاب مشاهدة فيلم طويل أو رسوم متحركة عن قصص الأنبياء، فيحمل معه العظة ويدرك أن رحمة الله تتجلى بطرق مختلفة. إن الاستماع لأحاديث الشيخ عابر (وفي هذا الكتاب الشيخ دلالة على كبر السن و رفعة المقام) من بني اسماعيل عن الحب و التقدير الإلهي جعلني أتفكر بالواقع الذي أحياه و أعيد النظر فيه.

كان كتاباً ممتعاً فيه من التشويق الكثير وفي ذات الوقت يحمل في طياته السكينة.

يحكي الكتاب سيرة شمعون بن زخاري، المعروف بشمعون المصري من بني إسرائيل وُلد لأب عبراني وأم مصرية، عاش طفولته في مصر قبل أن يغادرها مع قومه فارًّا من فرعون وجنوده في رفقة نبي الله موسى عليه السلام.

يبدأ شمعون رحلة التيه مع والده و قوم موسى عليه السلام و خلال هذه الرحلة يبدأ بتدوين رحلته في أوراق منثورة منذ أن كان طفلًا حتى وفاة النبي موسى، كاشفًا لنا تفاصيل المعجزات، ومراحل الجحود، وأسباب التيه.

تحكي الرواية الأحداث التي عاشها بنو إسرائيل و ذُكرت في القران الكريم من بعد مفارقة موسى لقومه وصعوده إلى الجبل، و من ثم صُنع العجل الذهبي، وختامها بعقر البقرة الصفراء..

تتحول الرحلة من رحلة تيه إلى رحلة يقين و معرفة الحق الذي عكسها شمعون في أوراقه بعد كشفه لحقيقة الايمان.

الرواية دينية تاريخية فريدة من نوعها، كتبت بأسلوب سلس ومعانٍ عميقة.

تحمل الكثير من العبر و التفاصيل التي تشدّ القارئ من الصفحة الأولى.

المراجعة كاملة في حساب الانستغرام

‏Instagram: @r.e.a.d_bookclub

📌عمتوا مساءا يا قوم مُحمّد وقوم عيسيَ

معكم محدثكم «شمعون بن زخاري بن رأوبين»

الملقب بـ «شمعون المصري» من قوم نبيّ الله موسي

أنا ابن حظي بأم مصرية تدعي (رومانا الجارية المصرية) وابي هو زخاري من بني اسرائيل

وتلك بعض من اوراقي اردت ان اقصها عليكم لعل هناك من يتذكرها ويتذكر ما حدث لقومي

تلك الاوراق دوّنت بها رحلتي مع قومي بني اسرائيل منذ خروجنا مع نبينا موسي من مصر وحتي وفاته.

ورحلتنا للوصول للاراضي المقدسة ووقوعنا بالتيه كعقاب الرب ائيل لافعال قومي بني إسرائيل

فقد عاني نبي الرب إيل موسي عليه السلام بهداية قومي للطاعة الحق ومنّ علينا الرب إيل بمنن كثيرة ولكن دائما كان يمليء قومي الغرور والطمع والجشع

هل تصدقون يا قوم ان يهبنا الاله طعام مجاني كل يوم (المنّ والسلوي) ومع ذلك يتبتر القوم ويطمع بالمزيد واشتهاء كل ماهو محرم وان يقوموا بإستغلال رحلة موسي لتلقي تعاليم الرب بالالواح المقدسة للوقوع بالذنب الاعظم وكانت ذلك للأسف علي يد زوج عمتي باتشيفا (الشامري) او كما اطلقتوا عليه بأديانكم فيما بعد السامري، اهه تلك الحادثة لا اريد تذكرها...

ففرض علينا التيه....

ولكني رفضت تضيع 40عاما من عمري في ذلك التيه هربت من قومي وقضيت ترحالي عبر الاردن وفلسطين وشبهه الجزيرة العربيه وياهول ما لاقيت وتعلمت!!

لم اعلم ان الديانة الابراهيمية استمرت علي يد النبي اسماعيل ابن ابراهيم فقد ظننتها مختلفة عن دين موسي ودعوته فلماذا فرض الرب إيل علي قومي العقاب ودين التوحيد بهذا اليُسر في قوم اسماعيل ولكني عرفت السبب وتعلمت الكثير وعرفت ان العقاب كان بسبب سوء افعال قومي ويا ليتهم يعلمون...

تعرفت علي الخالق حقاً برؤية جديدة ومختلفة كليا فهمت ما كان ابي زخاري يحاول ان يوصله الي فقد كان شديد الايمان بالاله ويعرفه حق المعرفة ولولا تلك الرحلة لما عرفته حقا.

اذا اردتم معرفه المزيد فقد سردت رحلتي كاملة بتلك الاوراق

اقرأوها وستفهمون وتستمتعون اكثر..

🔷أوراق شمعون المصري للكاتب د/أسامة عبدالروؤف الشاذلي

🔹تمت القراءة من خلال تطبيق ابجد والاستماع عبر ستوري تيل.

🔹استمتعت كثيرا بقصة سيدنا موسي والاحداث والشخصيات ولكن أحسست ببعض المط والتطويل فبداية الرواية بجزئها الاول أكثر امتاعا من جزئها الاخير.

🔹اللغة فصحي سليمة سردا وحوارا ولغة قديمة وكأنها بعثت من ذلك الزمن حقا

🔹تعددت الشخصيات نظرا للاحداث والاماكن ولكن تم رسم الشخصيات الرئيسية بعناية خاصة شمعون.

🔹دمج الاديان مع المصادر التاريخيه كان ممتاز.

🔹امتلئت الرواية بأحاديث فلسفية ممتعة ورؤي مختلفة للدين الواحد من خلال شمعون.

#أوراق_شمعون_المصري

بدأت رواية أوراق شمعون المصري بطريقة رائعة برأيي وشدتني بشكل كامل وتملكتني فكرة أن الرواية ستحول قصة موسى وتيه بني إسرائيل في صحراء سيناء من مجرد رؤوس أقلام نعرفها من القرآن إلى تفاصيل الحياة اليومية والاحداث التي أحاطت بذلك الشعب في تلك الرحلة. كنت أعرف فقط أن موسى عبر بقومه البحر إلى سيناء وهناك صعد الجبل لتلقي وصايا ربه ليعود ويجد قومه يعبدون العجل مما أثار غضبه على أخيه هارون... ثم تقريباً لا شيء غير حكم الرب على قومه الذين اصطفاهم بالتيه 40 عاماً في الصحراء. اتاحت هذه القصة عن طريق شخصية شمعون تسليط الضوء على عدد أكبر من الإسرائيليين وكيف أنهم لم يتفقوا على الخروج بل عارض البعض منهم ذلك نظراً لارتباطهم القوي بمصر وأرضها وحياتهم فيها. حتى مع إدراكي أن الاحداث قد لا تكون حقيقة ما حدث لكنها بكل تأكيد أعطت صورة مغايرة عما كانت سابقاً في مخيلتي. لم يرد جميع بني إسرائيل الانسياق فقط بدون حتى طرح سؤال على نبيهم الذي غالباً لم يرد الحجة بالحجة بل دائماً كان الرد بالعقوبات القاسية والتي قد تكون في غاية الدموية والعنف. حتى وإن صورت الرواية الطرفين بالشكل المتعارف عليه لكن التفاصيل والحوارات وتقييم الأفعال وردود الأفعال سيعطيك الكثير مما يستحق التفكير. حتى شمعون كان يرزح تحت ثقل العديد من التساؤلات التي يفرضها اطلاعه على ما يدور من صراع داخل قومه وبعض تساؤلاته امتدت إلى الشك في حكمة الرب من وراء شرائعه.

بعد فرض التيه، يخرج شمعون من قومه ليلتحق بالصدفة مع عرب من بني إسماعيل، وهنا برأيي اصبح المؤلف يجتهد بشكل كبير لتأكيد أن بنو إسماعيل يمارسون طقوس ويتبعون شريعة تتطابق تماماً مع شريعة الإسلام الذي لن يظهر إلا بعد أكثر من ألفين وخمسمائة عام. كان هذا الأمر مملاً وأطفأ بشكل كبير حماستي للرواية. أصبحت الاحداث والجغرافيا والتفاصيل كلها تقريباً ترديداً للقصص القرآني. الغريب في الأمر أن شمعون مع استمرار رحلته مع بني إسماعيل بدأت التساؤلات في رأسه تقل وتحول إلى شخص يريد أن يلتزم وفقط يلتزم بأحكام شيخه عابر حتى بعد وفاة الأخير والتغيير الجذري في ظروف الحياة في بكة حينها... ذكرني ذلك بالسلفية بشكل ما.

الرواية طويلة جداً وزاخرة بالأحداث المشوقة والدرامية والعاطفية وقدمت وجبه غنية ومتنوعة من القصص. واضح بأن المؤلف مطلع بشكل كبير على التاريخ الديني المرتبط بسيناء والحجاز والطريق فيما بينهما. لم يعجبني تصوير بنو إسرائيل بهذه الصورة من السطحية وكونهم متمردين على الدوام وأغبياء حيث دائماً ما يقعون في فخ العقاب بعد أن يخالفوا توجيهات موسى والرب.

📖 مراجعتي لرواية “أوراق شمعون المصري”:

كنت أرغب في قراءة هذه الرواية منذ فترة طويلة، لكن ما كان يردّني هو حجمها الكبير. وبعد الانتهاء منها، يمكنني القول إن الفصول الأولى كانت رائعة جدًا من حيث اللغة والكتابة والوصف وبناء العالم القديم، وقد أعجبتني طريقة تصوير تفكير بني إسرائيل قبل الخروج من مصر وبعده.

تطرقت الرواية إلى كيف كانوا متأملين النجاة من بطش فرعون، لكن بعد أن نجاهم الله، غمر قلوبهم الكِبر وظنوا أن الله بحاجة لعبادتهم، فكثر التمرد والطلبات: رُزقوا المَنّ والسلوى فطلبوا البصل والثوم، ثم تمادوا في العصيان أكثر من مرة.

لكن الرواية تعاني من إشكال واضح في ترتيب الأحداث التاريخية. فهي تدور عن فترة خروج موسى وقومه من مصر حتى وفاته، ومع ذلك زُجَّت فيها قصص لا تتناسب زمنيًا مع تلك الحقبة، مثل قصة أصحاب السبت، التي لم يُذكر فيها موسى ولا هارون ولا يوشع بن نون، مما يرجّح أنها وقعت بعد زمانهم، والله أعلم.

منذ لحظة هروب شمعون إلى ديار العرب، بدأ الحشو في الأحداث واستحوذ على أكثر من ثلثي الرواية، رغم أن العنوان والتسويق يوحيان بأنها تتمحور حول بني إسرائيل في التيه ومرحلة موسى عليه السلام.

كذلك ذُكرت حرب جرهم وخزاعة، رغم أنها وقعت في القرن الثالث الميلادي، بينما عهد موسى يعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد. أيضًا، لم يكن عمرو بن لحي قائد خزاعه في فترة الحرب، بل جاء بعدها بزمن. هذه الفروق التاريخية لم توضَّح في الرواية، مما قد يُربك القارئ، ويضطره للبحث والتحقق بنفسه.

من النقاط التي لفتتني أيضًا أن بعض الحوارات جاءت بلغة معاصرة لا تواكب طبيعة الفترة الزمنية التي تدور فيها الأحداث. لا أُلقي باللوم على الكاتب في ذلك، لأن التقمص الكامل لروح تلك العصور صعب جدًا، خصوصًا مع قلة المصادر وتفاصيل الحياة اليومية في ذلك الوقت.

رغم هذه المآخذ، أُعجبت بتقنيات السرد ودمج الرواية بين مصادر متعددة، مما أعطاها طابعًا دراميًا جميلًا، لكني تساءلت عن سبب تهميش شخصية موسى عليه السلام، فقد جاء حضوره نادرًا ومقتصرًا على مشاهد العقوبة والغضب، بينما كانت أغلب الحوارات والمواقف تُروى على لسان هارون أو يوشع بن نون.

⭐️ تقييمي النهائي: 3 نجوم من 5

لجمال الأسلوب، وقوة البداية، وبناء العالم التاريخي، لكن مع تحفظي على الحشو، وتداخل الأزمنة، وبعض الحوارات المعاصرة التي قللت من واقعية الفترة الزمنية.