" ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟" ، عنوان يشد القارىء الى معرفة ماهية هذه الخسارة....
وكنت اتوقع أن اجد جوابا مباشراَ عن هذه الخسارة؛ إلا انك عند قراءة الكتاب تشعر حقاَ كم يحتاج هذا العالم الى الاسلام وكم هي خسارته بضياعه - إن صح التعبير-.
فيبدأ الكتاب بوضع صورة عامة عن مرحلة الانحطاط والضياع التي سادة العالم قبل ظهور الاسلام ، كوأد البنات عند العرب ، والانحطاط الاخلاقي-مثلا كالزواج بالاخت عند الفرس، وانحطاط الاخلاق والفساد الاداري والمالي عند الروم وتعدد المذاهب الدينية في القارة الهندية مما يجعلها غير صالحة لقيادة البشرية ... الخ وغيرها من الامم والامثلة عن ضياع هذه الأمم وذوبانها في شهواتها وملذاتها...
ويتكلم الكاتب عن الفترة النبوية وقوتها في تغيير النفوس ، وما عملته من سمو في الاخلاق والعدالة والمساواة ... الى الحديث عن دور القيادة العثمانية ، والتلميح ببعض الاسباب لانهيارها ....
فهو كما قلت كتاب ماتع، بأسلوبه البسيط، وسرده المختصر لكثير من الاحداث التاريخية والاجتماعية ... وحديثه عن المادية الأوربية بنظرياتها المختلفة ...
فهو يجعل القارىء بحالة مقارنة على ما كانت عليه البشرية من ضياع ، وما الآت إليه من عدالة وعمران وحضارة بعد ظهور الاسلام ...