ومن حين إلى آخر كانت دماؤنا تتجمد رعبًا كلما قدمت أفعى إلى العنبر وشرعت تخرج من زنزانة وتدخل إلى أخرى باحثة عن الفئران الطرية, وقد حدث في كثير من المرات أن استلذت المقام عند أحدنا فباتت في كرم الضيافة حتى مطلع الفجر.
سيرة روائية: تزممارت؛ الزنزانة رقم 10
نبذة عن الرواية
لما تواجهنا وأصبح كل واحد منا على مرمى خطوة من الآخر، وقفتُ، ووقَفت، فتحت عينيها تنظر إليّ كالمصعوقة، حاولت أن أبتسم، فجمعت شتات عقلي وقلت في دفعة واحدة بصوت خرج مبحوحاً من شدة الإختناق: حبيبتي أمي... كيف أنت؟... صرخت المسكينة صرخة واحدة جرحت من شدة حدتها أذن الفجر المتنفس، وهتفت وهي تشهق في بكاء مثير ملتاع: ولدي... ولدي... أحمد... ارتمت في أحضاني وعانقتني بكل ما أوتيت من قوة وهي تنوح وتئن وتتوجع غير عابئة بتوسلات إخواني وهم يناشدونها باكين أن تئوب إلى رشدها كي لا تزيد في محنة قلبها. مضى ما يقرب عن عقدين من الزمن والسلطات المغربية تنكر بشدة وجود معتقل للموت البطيء على أرضها في تخوم الصحراء يسمى تزممارت، في دياجير تلك الربوع الظلامية الرهيبة، دفن أحياء ثمانية وخمسون ضابطاً وضابط صف لضلوعهم عن غير قصد في محاولتين إنقلابيتين فاشلتين (أحداث الصخيرات يوم 10 تموز/ يوليو 1971، وأحداث طائرة البوينغ الملكية يوم 16 آب / غشت 1972). بعد إعتقال مرير في ظروف مروعة جهنمية دامت ما يفوق عن ثمانية وعشرين سنة، ألقت تزممارت أخيراً ما بجوفها، فقذفت بثمانية وعشرين إلى الخارج وهم نصف أحياء، واحتفظت في أحشاء رمالها باثنين وثلاثين ضحية. الملازم أحمد المرزوقي، ساكن الزنزانة رقم 10 يشهد باسم أصدقائه الناجين والراحلين.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2012
- 446 صفحة
- ISBN 995368572X
- [ردمك 13] 9789953685724
- المركز الثقافي العربي
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من رواية سيرة روائية: تزممارت؛ الزنزانة رقم 10
مشاركة من آمنة
اقتباس جديد كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
لونا
تحذير إلى ذوي النفوس الضعيفة "لا تقرأو هذا الكتاب" أبشع أنواع الظلم التي تنفرد به الأنظمة السياسية العربية موجوده بين دفتي هذا الكتاب
بعد محاولتي الانقلاب، الأولى "انقلاب الصخيرات" سنة 1971 و الثانية "انقلاب
أُفقير" سنة 1972 على الملك الحسن الثاني ملك المغرب قامت المحاكمة التي وصفت بغير العادلة، لأن أغلب العسكريين المشاركين لم يكن لهم علم بالعملية وبُلغوا أنها مناورة تدريبية روتينية .. سيق المحكومين الذين يتجاوز عددهم 58 وتتفاوت فترة حبسهم من سنتان إلى المؤبد إلى "تزممارت" .. الجحيم الذي عاش فيه السجناء مدة 18 عاماً من الظلام والذل والموت البطيء
وصف السجين في الزنزانة رقم 10 "أحمد المرزوقي" في هذا الكتاب هذا الجحيم الذي نجح النظام المغربي في تحويله إلى واقع بدون مؤثرات ولا خدع سينمائية هوليودية
تكلم السجين كيف قُسِّم السجناء على عنبرين وقد كان محظوظ ( وهي كلمة تزممارتيه ترتفع به قليلاً ليقترب إلى صفة الحيوان ) بأن كان وجوده في العنبر الأول الذي كان فيه الميسورين مادياً والحمد لله شخص متزوج من "أمريكية" ساهموا كثيراً في تقديم الرشاوى للحراس للاتصال بالعالم الخارجي وإيصال المأساة للمؤسسات الدولية بفضل طبعاً الزوجة الأمريكية
أما العنبر الثاني عنبر الموت أو كما أطلقوا عليه "آكل لحوم البشر" فقد بقى معزول عن العالم وتساقط فيه الموتى الواحد تلو الآخر وفي النهاية لم ينجو منه سوى أربعة "أشباه " أشخاص فقط
18 وبعد عاماً من الموت البطيء، القذارة، الجوع، البرد الشديد، وملابس لا تُستبدل حتى تتمزق وتظهر العورات، جميع أنواع الأمراض .. .. خرج من بقى حياً وهم 28 من أصل 58 "بعفو ملكي!!!!!!" محطمون نفسياً و بدنياً بأوامر مشددة بالتكتم الشديد عن مكان اختفائهم
ملاحظة: سئل الملك عن قصة سجن "تازممارت" الرهيب ، أجابهم "أن هذا السجن لا وجود له إلا في خيال أعداء الديمقراطية في المغرب" .... هنيئاً لكَ ولأعوانك بتزممارت الآخرة بإذن الله
-
آمنة
أول ما يميز هذا العمل البديع هو أسلوبه الأدبي العظيم والذي افتقدته في أغلب ما قرأته عن أدب السجون, إضافة إلى بدء السرد من لحظة الانضمام للمدرسة العسكرية وليس من لحظة وقوع الانقلاب أو لحظة ولوج المعتقل.
أما ما ساءني وجوده في هذا الكتاب فهو ذكر المؤلف لأسماء رفاقه المناكيد الحقيقية مع كل ماتعرضوا له من أهوال ومن صنوف التعذيب والإذلال, إضافة إلى دراما احتضارهم وغرغرتهم ولفظهم لأنفاسهم الأخيرة. أقرأ الكتاب من وجهة نظر ذوي المغدورين فأتهاوى لفرط الواقع المرعب الذي قدّر على أبنائهم.
لم تكن المرة الأولى التي أقرأ فيها عن تزمامرت, ومع ذلك أقتنص في كل مرة جانبًا جديدًا.
-
عامر الموسى
أحمد المرزوقي : أنسان رغم العذاب والظلم . يتحدث عن الجلادين بادب ويحاول أن يبرر لهم في بعض طرحه ...
-
نفلاء القصير
أحمد المرزوقي وهو أحد الناجيين من مقبرة تزممارت، يذكر لنا في كتابه مدى فظاعة و قسوة ووحشية بعض البشر في سجن دام لعقدين من الزمن .
غُيب عن الحياة ٢٠ سنة ، ورجع إليها مرة أخرى .
الانخراط في الحياة بعد سرقة مرحلة الشباب ليس بالأمر اليسير يذكر ذلك في شيء من التفصيل و كيف تغيرت همم شباب المغرب و ثقافتهم و تبدل اللغة العربية بالفرنسية و أشياء كثيرة .
كتاب يحكي معاناة إنسان
عن القتل البطيء
المرزوقي كتب ليشكو النار التي أوقدوها بداخلهم .
ليرثي النصف الذي مات منهم .
ليطالب بحق .
ليمنع الظلم !
-
mehdi chadli
هذا اخر كتاب قراته.. لا يمكن القول انه ممتع لانه على العكس من ذلك. بل مؤلم جدا يجعلك تدخل مع المياجين في غيابات السجن تحية تقدير للكاتب و اليجين السابق احمد المرزوقي على هذا الكتاب