عودة الغريب
نبذة عن الكتاب
بعد أيام وصلتني رسالته، محمّلة بعبارات الاستغفار والندم. كنت معتادة على الرد على كل ما يرسله، وأجد متعة خاصة في الكتابة إليه. ومع انقضاء الهزيع الأول من الليل جلست إلى مكتبي وحيدة، أفتش في كلماته السابقة، ثم شرعت أصوغ جوابي. وحين أمسكت بالقلم اجتاحتني دوامة من الذكريات. تتبعت خيط العلاقة منذ بواكيرها، وترك خيالي العنان لنفسه؛ يصور لي ما وقع فعلاً وما لم يقع. رأيتني معه في زورق يشق ماء النيل، ومعه في مطعم نتناول الشطائر وقوفاً، ومعه في مسكنه حين أصر ذات ليلة على تعديل تسريحة شعري بمشط كبير. رأيته يقف خلف الكرسي، يرفع رأسي برفق، ويمسّد خدي بكفه، ثم يفاجئني أن اللمسة انقلبت إلى لطمة. انتفضت من المشهد الوهمي، فإذا بأبي واقف خلفي، يده تمسك بالرسائل الأخرى ويده الثانية على كتفي. كنت قد غلبني النعاس فاستسلمت له فوق المكتب. عاد أبي من سفره لتوه، وكانت أمي نائمة، وحين فتح باب البيت بمفتاحه ولاح له ضوء غرفتي دخل ليرى ما أنا عليه. جمع الرسائل كلها وأخذ كل شيء. وفي صباح اليوم التالي وجدتني واقفة أمامهما في محاكمة لا مهرب منها.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2025
- 209 صفحة
- [ردمك 13] 9786338270308
- وكالة الصحافة العربية
مراجعات
المؤلف
محمد عبد الحليم عبد الله 1913
مؤلف وأديب مصري، ولد في 3 فبراير 1913 في كفربولين في محافظة البحيرة. أصبح أحد رموز الرواية في الأدب العربي الحديث، ومن أكثر الذين تحولت أعمالهم الأدبية إلى أفلام سينمائية بسبب ما تميز به من ثراء في الأحداث والشخصيات والبيئة المحيطة بها.. وهي الخصائص التي ميزت أعماله عن سائر الروائيين من جيله. مثل مسلسل لقيطة عن روايته بنفس الاسم وكذلك مسلسل شجرة اللبلاب عن روايته بالاسم نفسه وكذلك مسلسل للزمن بقية، وفيلم الليلة الموعودة وفيلم غصن الزيتون. تخرج في مدرسة "دار العلوم العليا" عام 1937. نشرت أول قصة له وهو ما يزال طالبا في عام 1933، وعمل بعد تخرجه محررا بمجلة "مجمع اللغة العربية" حتى أصبح رئيسا لتحرير مجلة المجمع واشتهر كواحد من أفضل كتاب الرواية المعاصرين. توفي بتاريخ 30 يونيو 1970. أنشئت مكتبة أدبية باسمه في قريته "كفربولين" التابعة لكوم حمادة بمحافظة البحيرة، وأقيم متحف بجوار ضريحه في قريته، وأبرز ما يوجد في المتحف المخطوطة الأولي لقصته "غرام حائر" . من أهم مؤلفاته:
1. بعد الغروب
2. شمس الخريف
3. الجنة العذراء
4. للزمن بقية
5. شجرة اللبلاب..
6. الوان من السعاده
7. غرام حائر.... وغيرها
كما كتب العديد من القصص القصيرة. ترجم العديد من أعماله إلي اللغات الفارسية، والإنجليزية، والفرنسية، الإيطالية، والصينية، والألمانية، كما تحولت معظم رواياته إلي أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية.