اقتباسات من رواية والده

وبدأت تدرك أن الغائبين على حق دائماً : فهم الذين لا يمنعون الحب أن يأخذ مجراه ويحدث أثره؛ وإذا نظرنا الى حياتنا بدا لنا دائماً أننا مبعدون عن أحب الناس إلينا وأقربهم الى قلوبنا. وربما كان هذا راجعاً الى اعتقادنا بأن ملازمة الحبيب مما يضعف الحب والاعزاز، فالحاضرون هم المخطئون.‏

وتعصف في قلبها العاطفة المنهزمة التي قبلت أخيراً أن تتخلى عن حيازتها المقدسة: ليكن سعيداً قبل كل شيء! ولو كان في يدها السلطان لنادت ماتيلد من شاطئ الموتى، فإن نشوة التنازل قد كشفت لحبها مظهراً فتنها وأعجبها تلك غريزة الحب الذي لا يريد أن يفنى عندما تزول أرضه من تحت قدميه، وتنهدم سماؤه المألوفة لديه، فسرعان ما يخترع الحب سماء أخرى وأرضاً أخرى تلك ساعة يهمس فيها المبغض للذي لم يعد يحبه: «لن تراني بعد، لن أثقل عليك، سأعيش في ظلك، وسأحوطك بحماية رفيقة لا تحس بها » هكذا كانت فيلستيه كازيناف عند نشوة انهرامها تلقي الى عاطفتها النهمة بالتنازل

حقاً إن العبادة تخلق الصنم. ولعل ماتيلد، ماتيلد بمفردها هي التي كانت تستطيع أن تتعلق بهذا الإله الهرم الغضوب الذي خلقته أربعون عاماً من عبادة الأم