وتعصف في قلبها العاطفة المنهزمة التي قبلت أخيراً أن تتخلى عن حيازتها المقدسة: ليكن سعيداً قبل كل شيء! ولو كان في يدها السلطان لنادت ماتيلد من شاطئ الموتى، فإن نشوة التنازل قد كشفت لحبها مظهراً فتنها وأعجبها تلك غريزة الحب الذي لا يريد أن يفنى عندما تزول أرضه من تحت قدميه، وتنهدم سماؤه المألوفة لديه، فسرعان ما يخترع الحب سماء أخرى وأرضاً أخرى تلك ساعة يهمس فيها المبغض للذي لم يعد يحبه: «لن تراني بعد، لن أثقل عليك، سأعيش في ظلك، وسأحوطك بحماية رفيقة لا تحس بها » هكذا كانت فيلستيه كازيناف عند نشوة انهرامها تلقي الى عاطفتها النهمة بالتنازل