هاهو عصام الزيات يفعلها مرة أخرى ويخ.طف القارئ فى عالم حكاياته فيقدم لناعمله الثانى (الإختباء فى عجلة هامستر) بحرفية بل وأزيد تفوق على عمله الأول (الكلب الذى رأى قوس قزح )فاستحق تقييم خمس نجوم عن جدارة .
تحفة مذهلة.. هى إجابتى لو سألتنى مارأيك فى الرواية كيف لا وقد إستوفت كل جمال أبحث عنه فى رواية ما من حيث القصة المؤثرة، الحبكة القوية، رسم الشخصيات العميق ، الأحداث الشيقة ، التفاعل بين الشخصيات الحقيقى ، القدرة على الغوص فى نفوس الشخصيات دوافعها ، أفكارها ،إنفعالاتها وإقناعنا بها ، أما السرد فله البطولة المطلقة سرد غنى سلس ممتع واللغة سهلة واضحة ،جمل ممتعة حتى الثمالة .
لقد تم إخtطافى بين دفتى هذى الرواية كل ماأذكره أننى كنت أتصفح الغلاف ذى الألوان المبهجة ، أتمعن فى الرسم وأكرر قراءة إسم الرواية كان هذا البارحة نهارا ماإن بدأت القراءة وتقليب الصفحة تلو الأخرى حتى فقدت إحساسى بالمكان والزمان وفشلت كل محاولات الآخرين إنتزاعى من عالم الرواية ، لم أنم ولم أتوقف إلا عندما وجدتنى فى النهاية ، هل تعتقد أنى رجعت للحقيقة ، لا أنا مازلت هناك حتى الآن عالقة بين عالمى عمران والعجايبى مثقلة بمعاناة كلا منهما ،متعجبة كيف إستطاع الزيات إغراقى بينهما لقد وقعت فى فخ التعاطف مع الإثنين لا غلبة لأحدهما على الآخر .
عمران والعجايبى بطلا الأحداث فى عالم كلا منهما قصة ظلم فيها بالرغم من أنه حاول وأخلص قدم كل ما يملك ويحب وفعل كل ما يستطيع ولكنه وقع تحت غواية اللحظة الفاصلة التى ينقلب فيها العالم فوق رأس صاحبه والآخرين وعندما إلتقيا فى صداقة ظنا أنها دواء وشفاء كانت فى حقيقتها أن أصبح كل منهما ظالما لنفسه ولصاحبه.
( تور فى ساقية) عبارة نشرح بها معاناة العمل المستمر بلا راحة ، صنع لنا الزيات عبارة ( الدوران فى عجلة هامستر ) يقصد بها الحيرة ،الشتات، الإلهاء والإستنزاف بلا طائل والغريب أن الجميع عمران ، العجايبى ، الشاذلى ، نسرين وإنجى كانوا تحت وقع الدوران بلاتوقف الدوران كفأر هامستر .
قد لا تتفق معى فى أن ماتعرض له عمران والعجايبى فى ماضيهما هو ظلم ،ستقول لى هما من سمحا بحدوث هذا فمن ذا الذى يجرؤ على تحدى أستاذ جامعة بل ومبادلته الشtائم أو أن عمران لم يعترض على أى حدث تعرض له فيستحق ماجرى له ولكن لاأحد فينا يقدر على توقع ردة فعله إذا ماتعرض لنفس الموقف
أما مالاأختلف معك فيه هو أنه لم يترك لنسرين وإنجى الحق فى الدفاع عن أنفسهن أو تبرير أفعالهن ، لم يترك لنا مساحة لنتعاطف مع كل منهن كما تعاطفنا مع عمران وعجايبى فى أخطائهما ، نزواتهما ، وماإرتكباه من جنايات فى حق كلا منهما .
وللمرة الثانية لم يقدم لنا الزيات ملحمة إنسانية وإجتماعية فحسب بل ناقش العديد من القضايا وألقى الضوء على العديد من الأفكار الإجتماعية ، الإقتصادية وفى العلاقات الإنسانية التى تتعرض لها جميعا بشكل أو بآخر مثل تعنت الأمور الإدارية الحكومية ، معاناة السفر للخليج والرضا بأقل من مستوى المعيشة الإنسانى لمساعدة الأهل ، خراب علاقات كثيرة من وراء الإستخدام السئ لتطبيقات التواصل الإجتماعى ، الخيانة وأن أقرب من يخونك ربما هو صديقك نفسه الذى تأتمنه على أدق الأسرار
ومن اللطيف ذكر عادات وتقاليد أهل الأقصر الجميلة وبراعة إستخدامه لعمله كطبيب فى شرح معاناة الأطباء فى العمل المتواصل والنباطشيات والتعامل مع المرضى والخطر الذى يتعرض له الأطباء بلا حماية .
وأخيرا شكرا عصام الزيات وبرافو برافو برافو
بس كده خلى بالك إنت بتصعبها على نفسك وعلينا
العمل الجديد مينفعش يقل عن الحرفية دى
ربنا معاك وبالتوفيق جدا .