* قراءات سابقة للكاتب *
لا يوجد.
---------------
* نظرة على الغلاف *
ينظر الطبيب النفسي ( عمران ) في المرآة ليرى نفسه اشبه بحيوان الهامستر في قفصه ، يدور ويدور للأبد داخل العجلة الدوارة. يفكر ماذا لو استطاع الخروج من القفص ؟.
السؤال اين الهامستر في القفص ؟!.
الغراب ؟ ربما كناية عن جريمة القتل داخل الرواية التي ارتكبها ( عجايبي ).
في المجمل التصميم متوسط الجاذبية.
---------------
* المميزات / نقاط القوة *
- الشخصيات واعدة.
- طريقة سرد مميزة تم تطعيمها بتكنيك الفلاش باك الجميل.
-----
* العيوب / نقاط الضعف / الملاحظات *
- رواية اللا حبكة ، اللا صراع ، اللا ذروة والمنطقية تبكي احياناً في الزاوية.
- لغة الحوار على طريقة احمد كالحاج احمد.
- نهاية ضعيفة بلا اي اثارة.
---------------
* فلسفة / رسالة الرواية *
الحياة التي تألفها وتعرفها خيراً من البحث عن مغامرة تعطيك احساساً مزيفاً ونشوة مؤقتة مصيرها الى زوال ، وعندما تعود لسيرتك الأولى تكتشف ان كل شىء اصبح في مهب الريح.
تبدو رسالة جيدة لكن ايصالها لم يكن على النحو المأمول.
---------------
مراجعة الرواية:
يمكنك ان تحكي حدوتة ظريفة بلا حبكة محددة ، بلا صراع وعقدة واخيراً بلا ذروة. الحكي لمجرد الحكي فقط.
نحن ندور في دائرة مفرغة طيلة الوقت. ننتظر حدوث شيء ما يجعلنا نتحمس فنجد انفسنا نلف وندور الى ان يصيبنا الدوار. المحصلة النهائية ؟ لا شيء مهم. لا جديد تحت الشمس.
نحاول ان نخرج قليلاً خارج هذه الدائرة على سبيل التغيير لنجد أنفسنا تائهين وعندما نقرر العودة مجدداً لما نألفه نجده قد تبدد وضاع.
هي رواية باردة ومتوقعة جداً.
* الفكرة / الحبكة *
لا اجد الكثير كي اتحدث عنه. لا تشويق ، لا اثارة ، لا ذروة. الأمر يبدو كحياة يومية رتيبة شاهدنا من قبل ونعرف نهايتها من قبل ان نصل للختام.
المنطقية ؟ هناك نقاط لا أعرف كيف تم تجاوزها بهذه البساطة. ( تحذير بكشف بعض الاحداث ).
- ( السيد بيه ) ماتت زوجته وابنه في حادث حريق. في الصفحة التالية نجد ان ابنه تولى ادارة الأمور نيابة عنه !!!!. هل هو ابن اخر ؟ لم يتم التوضيح.
- الرسالة التي ارسلها ( عمران ) لزوجة ( عجايبي ) غالباً تحمل تحذيراً انه يشك فيها وعليها الحذر. لاحقاً هي تلتقط صور فاضحة لنفسها وترسلها ل ( عمران ) !!!!. ما فائدة التحذير اذن خاصة وان ( عجايبي ) اصبح كالمجنون الذي يشك في كل شيء ويبحث عن دليل ادانة ضد زوجتة. هل هذا لتبرير ما حدث منه على طريقة - كشفت سرك يا خاينة - بصوت محمد صبحي في مسرحية الهمجي في فصل الخيانة !!!!.
- ( عمران ) يقدم دليل براءة ( عجايبي ) امام المحكمة ليكتشف ان الصورة تم حذفها من الهاتف الذكي. هناك خاصية استعادة الصورة بكل سهولة لانها تبقى على الهاتف لمدة لا تقل عن ٣٠ يوم قبل التخلص منها ، والمحاكمة كما تم ذكره امامها شهر تقريباً والصورة تم حذفها قبل موعد النطق بالحكم بمدة اقل بكثير من شهر !!!!. يقومون بتبديل الدخول على حساباتهم في برنامج الماسينجر ويتلاعبون بالمحادثات ويحذفوها لكنهم لم يسمعوا عن خاصية استعادة الصورة داخل جاليري الهاتف نفسه !!!. الرواية تدور في الزمن الحاضر وليس في ازمنة قديمة.
- ما مبرر اعطاء ( عمران ) مواد مخدرة ؟ كي نبرر هياجة الجنسي على زوجة ( عجايبي ) والادهى انه يظل طيلة اسبوعين كاملين في غير وعيه !!!!. معالجة سطحية لأزمة منتصف العمر اذا كان هذا هو المقصود. اما اذا المقصود ان يكون ذئباً مثل مدير المستشفى - ومحدش احسن من حد - فهذا ينسف تماماً سمات شخصية الطبيب كما سأذكر في عنصر الشخصيات.
لنكتفي بهذا القدر.
* السرد / البناء الدرامي *
بناء الأحداث سار على خط مستقيم حيث النقطة أ تسلمك للنقطة ب مع وجود القليل من نقاط الالتفاف للوراء - الفلاش باك - عند احداث بعينها ثم نعاود المسير للامام مرة اخرى.
اعجبن اسلوب سرد ووصف رحلة ( عجايبي ) في المدينة الجامعية وكلية الهندسة ولاحقاً سفره للخليج وما تعرض له من اهانات واذلال بشكل يحاكي الواقع البائس في مجتمعنا. كذلك مع رحلة ( عمران ) بدءاً من السفر بالقطار ولاحقاً مع المشاكل والمهاترات والاعتداءات التي يتعرض لها الأطباء في المستشفيات الحكومية بشكل يومي.
الخط الدرامي واضح وسلس لكنه للأسف مكشوف ومتوقع جداً.
* الشخصيات *
ما يميز الرواية هو جودة شخصياتها. قدم الكاتب مزيج مميز يجمع اهل بحري - طنطا - مع اهل الصعيد - الأقصر - على اختلاف الافكار والثقافات.
( عجايبي ) الأقصري شاب طموح يحمل احلاماً بلا حدود تلامس حد السماء والطبيب النفسي ( عمران ) المتكيف والمتماهي مع نمط حياتي يتشابه وغالبية جيله. هناك بالطبع شخصيات مساعدة تمثلت في الاسرتين وشخصيات ثانوية محدودة الظهور.
على صعيد الوصف الخارجي للشخصيات فالأمور على خير ما يرام. الخلفيات البيئية والاجتماعية حاضرة بقوة. ما سبق يحمل المبررات الكافية لردود الأفعال والتصرفات في مواقف كثيرة خاصة فيما يتعلق بالجانب العملي في حياة كلا الرجلين.
التحولات والتغيرات في حياة كليهما كانت أفضل فيما يخص ( عجايبي ). الشاب من الممكن القول انه انسحق انسانياً واجتماعياً والأهم فيما يتعلق بكرامته واحساسه بذاته.
اما ( عمران ) فهو شخص بارد ، متكيف مع الوضع طيلة الوقت حتى مع وجود مشاكل تواجهه. هو قادر على حلها او الالتفاف حولها بشكل ما حتى تسير الحياة. ما لم استسيغه هو ما الهدف من حقنه بمواد مخدرة ويظل طيلة أسبوعين كاملين غائب عن الوعي وعن ادراك ما يحدث حوله الى ان يفيق ويكتشف اموراً قام بها تحت تأثير هذه المواد. هنا نعود لنقطة اللاحبكة كما ذكرت سابقاً. نريد مبرر ما لحالة انعدام الوزن أو أزمة منتصف العمر كي نفسر علاقته بزوجة ( عجايبي ) ؟. وحتى بعد استفاق وعرف حقيقة ما فعله نجده يستمرىء الوضع ويستمر في هذه العلاقة كأي مراهق أرعن وليس كطبيب نفسي متزن.
الشيء الملاحظ هو انك تشعر امام رواية ذات بطلين اساسين. كل طرف انفرد بنصف الأحداث تقريباً ولم يطغى احدهما على الاخر. لا أعرف هل هذا كان مقصوداً من الكاتب ام لا لكن في جميع الأحوال لا بأس.
* اللغة / الحوار *
التقليدية عنوان بارز فيما يخص عنصر اللغة سواء على مستوى السرد او الحوار.
لغة السرد جاءت افضل نسبياً خاصة في الاجزاء المتعلقة بالشق العملي في حياة كلا الشخصيتين. رحلة ( عجايبي ) من الهندسة مروراً بالحياة في الخليج ونهاية بقيادة سيارة ميكروباص تمتعت بوصف معقول جداً. كذلك الحال مع رحلة ( عمران ) من طبيب نفسي في طنطا وصولاً الى الاعارة في مستشفي بالأقصر حيث يعمل طبيب طوارىء لسد العجز والمشاكل التي يواجهها اي طبيب في المستشفيات الحكومية ، جاء الوصف للبيئة المحيطة بشكل يفي بالغرض.
على صعيد لغة الحوار فلا فارق لغوي يميز بين ( عجايبي ) و ( عمران ). كلاهما يتحدث بأسلوب واحد ونغمة واحدة. في كثير من الاوقات تجد نفسك تتسائل من المتحدث ؟. اللمسة الحوارية الشخصية مفقودة او باهتة في أفضل الاحوال.
* النهاية *
كل ما سبق يقودنا الى محاكمة هزلية شكلاً وموضوعاً في مشهد الختام لاننا فقدنا الكثير من منطقية الاحداث سابقاً.
ختام ضعيف وباهت جداً.

