اقتباسات من كتاب رسائل من التابعين

‫ لا تستهينوا بالكلمات، فإنَّها ترفع الأجر، أو تُلقي في النَّار!

كتابِ تاريخِ دمشق لابنِ عساكر:

‫ قال عثمان البتيُّ: رأيتُ جريراً ما يسكتُ عن التَّسبيح،

‫ فقلتُ له: وما ينفعكَ على كثرة هجائك؟

‫ فقال: إنَّ الحسنات يُذهبنَ السَّيِّئات، وعدٌ من الله حقٌّ!

‫ في كتابِ عيونِ الأخبارِ لابن قُتيبة:

‫ كانت امرأةٌ من التَّابعين تقول:

‫ سبحانكَ، ما أضيقَ الطَّريق على من لم تكن دليله،

‫ سبحانكَ، ما أوحشَ الطَّريق على من لم تكن أنيسه!

‫ يا صاحبي، ما أتعس أولئك الذين ليس لله في حياتهم متَّسع!

‫ أين يذهبون بصدورهم حين تضيق، وكلَّ الصُّدور تضيق؟!

‫ أين يُلقون أحمال قلوبهم، وفي كلِّ القلوب أحمال؟!

‫ بمَ يتعزَّون حين يفقدون، وما منَّا من أحدٍ إلا وفقدَ؟!

‫ وبمن يُنزلون حاجاتهم، وكلُّنا أصحاب حوائج؟!

‫ يا لتعاسةِ حياةٍ خاليةٍ من الله!

سلامُك النَّفسيِّ لا يُقدَّرُ بثمنٍ فلا تُفرِّط فيه،

‫ اِفهَمْ كلَّ شيءٍ، وتَظاهرْ بأنّكَ لم تفهم!

❞ إنَّ العلم والثَّقافة رحلة عُمرٍ، وليس كدحُ سنة!

⁠‫استمتعْ بالرِّحلة، تلَذَّذْ بالخطوات بين الكُتَب،

⁠‫مع الزَّمن ستكتشف أنَّه قد صار في صدرك مكتبة! ❝

❞ يا صاحبي: إنَّ عوض اللهِ إذا حلَّ أنساكَ ما فقدتَ!

⁠‫على أنَّ العوضَ ليس بالضَّرورة من جنس المفقود!

⁠‫فلا تشترطْ على الله!

⁠‫إنَّ الله يُعطيكَ ما يَصلُحُ لك، ويُصْلِحكَ!

⁠‫فإنَّه يعلم، وأنتَ لا تعلم! ❝

لا تحملنَّ على يومكَ همَّ غدِكَ،

‫ فحسبُ كلِّ يومٍ همَّه!

لقد أتى بابك طارقاً بأصابع حُسن ظنِّه فيك!

على أنَّ جرح السَّيف يبرأ، وجرح الكلمة يبقى ينِزُّ!

قال لقمان الحكيمُ لابنه: اتَّخِذْ امرأةً صالحةً وصديقاً صالحاً،

‫ تستريحُ إلى المرأة الصَّالحة، إذا دخلتَ إليها،

‫ وتستريحُ إلى الصاحبِ الصَّالحِ، إذا خرجتَ إليه!

‫ يا صاحبي: إنْ صفا لك زوجةٌ وصديقٌ، فما يضرُّك بعد ذلك ما تكدَّر!

اُنظُرْ دائماً إلى موضِع قدميك!

‫ إن كنتَ حيث يرضى الله فأقِمْ، وإن كنتَ حيث يغضبُ فغادِرْ،

إنّ للمُحِبِّ حواساً ليست للنَّاس!

‫ صوتُ حبيبِه عنده نغمةٌ وعزف،

‫ ووجهُهُ عنده قمرٌ وبدر،

‫ ولمستُه عنده دواءٌ وطِبٌّ،

‫ وحضنُه عنده أرحب الأماكن الضَّيِّقة في هذا العالم!

❞ ما بعد الضِّيق إلَّا السَّعة،

⁠‫وما بعد الهمِّ إلَّا الفرج،

⁠‫وما بعد المرض إلَّا العافية،

⁠‫ساعةُ الفرج قد تتأخر، ولكنَّها حتماً ستأتي، هذا وعد الله! ❝

علامةُ موتِ القلبِ ألا تُؤلِمُه جِراحات الذُّنوب!

قال أبو حازم: شيئان إذ عملتَ بهما أصبتَ خيرَ الدُّنيا والآخرة!

‫ تعمل ما تكره إذا أحبَّه الله، وتترك ما تُحبُّ إذا كرِهَه الله!

كتب صديقٌ إلى صديقه يعتذر منه: مثلي هَفا، ومثلك عَفا!

‫ فكتبَ إليه صديقه: مثلك اعتذرَ، ومثلي غفر!

قال الفُضيل بن عياض: لا تكونوا كالغربال، يُخرجُ الدَّقيق، ويُمسِكُ النِّخالة،

‫ تُخرِجون الحكمة من أفواهِكم، ويبقى الغِلُّ في صدوركم!

❞ كانت العرب في الجاهلية تقول: العبُدُ لا يكون إلَّا في أمر سيِّده!

⁠‫فَكُنْ عبداً لله كما يتطلَّبُ مقام العبوديَّة، في أمر سيِّدك!

⁠‫وإنَّ الإنسان لو صَال وجَال، وذهبَ وأتى،

⁠‫فلن يشعر بالحُرِّيَّة إلَّا إذا كان عبداً لله! ❝

الاعتذارُ يُذهِبُ الهموم ويُجلي الأحزان، ويدفعُ الحِقدَ، ويُجلي الصدَّ!

إنَّ الله تعالى قد تكفَّل لنا بالرِّزق، وأمرنا بالعبادة،

‫ فانشغلنا بما تكفَّل لنا به، عن الذي أمرنا به!