اقتباسات من كتاب رسائل من التابعين

عِشْ لترضِيَ الله، ولا تكن أسير النَّاس!

إنَّ القلوبَ تتقلّبُ فسَلِ الله الثَّبات!

‫ جاء السَّحرةُ صباحاً لينازلوا موسى عليه السَّلام بعزّة فرعون،

‫ وفي المساء كانوا شهداء مؤمنين مصلوبين على جذوع النَّخل!

‫ خلَّد القرآن ذكرهم، وأعلى شأنهم!

يا صاحبي: كما تمشي على رؤوسِ أصابعك كي لا تزعج نائماً،

‫ امشِ على رُؤوس كلماتكَ كي لا تكسر خاطراً!

‫ رُبَّ كلمةٍ أفسدتْ يوم إنسانٍ بطولِه وعرضِه!

‫ ورُبَّ كلمةٍ كانتْ أوجع من ضربةِ سوطٍ!

يا صاحبي: ليس كلُّ ما في القلب يُقال!

‫ هناك خيباتٌ لا تُحكى عليك أن تتجرَّعها وحدكَ،

‫ وهناك جروحٌ لا تُكشف عليك أن تداريها وحدك،

‫ وهناك دموعٌ لا تُشارك عليك أن تذرفها وحدكَ،

‫ ولأجل هذا خلق اللهُ تعالى السُّجود والدُّعاء،

‫ انكسر لله على سجَّادة صلاتك، اِبكِ ولا تتجلَّد على ربِّك،

‫ ثمَّ امسحْ دموعك، وخبِّئ جروحك، واخرُجْ بهيًّا للنَّاس!

يا صاحبي: نحن إلى قليلٍ من الأدبِ، أحوَجُ منَّا إلى كثيرٍ من العلم!

‫ فما نُزِعَ الأدبُ من شيءٍ إلَّا غدا قبيحاً مهما كانت فِكرته جميلةَ!

يا صاحبي: الذَّكرُ لذَّةُ المُحبِّين!

‫ أيسرُ عبادة، وألذُّ طاعة، وأسهل غنيمة!

سلامُك النَّفسيِّ لا يُقدَّرُ بثمنٍ فلا تُفرِّط فيه،

‫ اِفهَمْ كلَّ شيءٍ، وتَظاهرْ بأنّكَ لم تفهم!

الإيمان يقلبُ النّاسُ، يقلبُهم رأساً على عقب!

في كتابِ تاريخِ دمشق لابنِ عساكر:

‫ دخلَ الفتحُ بن خاقان على المتوكِّل فوجده مُطرِقاً يُفكِّر،

‫ فقال له: يا أمير المؤمنين: علامَ الوُجُوم، وما في النَّاس أنعم منك بالاً؟

‫ فقال له: أنعمُ منِّي بالاً رجلٌ له دارٌ تؤويه،

‫ وزوجةٌ ترضيه، ومعيشةٌ تكفيه،

‫ لا يعرفنا فنؤذيه، ولا يحتاجنا فنزدريه!

كم من حيٍّ يعيشُ بين النَّاس وهو يحمِلُ جنازته!

‫ نعم يعيش المرءُ دون حبيبه، ولكن سَلْهُ كيف يعيش!

أسهلُ شيءٍ على الإنسان أن يتحدَّث عمَّا في قلوب النَّاس،

‫ وأصعب شيءٍ أن يتحدَّث عمَّا في قلبه!

وستعرف أنَّك أحسنتَ الاختيار عندما يكون رجوعك إلى البيت،

‫ أحلى على قلبك من الخروج منه

إجابةُ الدَّعوات لجبرِ الخواطر وليست لملءِ البُطون!

في كتابِ تاريخِ دمشق لابنِ عساكر:

‫ سأل عمر بن عبد العزيز جلساءه، من أحمقُ النَّاس؟

‫ فقالوا: رجلٌ باع آخرتَه بدُنياه!

‫ فقال: أَأُنبِّئُكم بأحمقِ منه؟

‫ فقالوا: نعم.

‫ فقال: رجلٌ باعَ آخرتَه بدُنيا غيره!

القاسي يُهابُ في حضوره، والحنون تُحفظُ غيبته!

‫ والفظُّ يُطاع خوفاً، واللَّيِّنُ يُطاع حُبّاً!

‫ قيِّدْ أُنَاسَك بالحُبِّ، لا يوجد حَبلٌ أمتن من حَبلِ القلبِ!

يا صاحبي: اُنظرْ أين الهوى وَكُن في الجهةِ الأخرى فهناك النَّجاة!

الحُبُّ كالماء مهما حاولت حبسه وراء السَّدِّ،

‫ شيءٌ منه سينفلتُ رغماً عنك!

يقول السُّيوطي: سُميت البنت جارية لأنَّها أسرعُ جرياً في قلوب الآباء من الأبناء!

ومَن ذا الذي تُرضى سجاياهُ كلُّها، كفَى المرءُ نُبلاً أن تُعدَّ معايبُه!

إن الحُبَّ بالمودَّة لا بالمدَّة!

‫ وإنَّ الأثر بالعمق لا بالكثرة!