اقتباسات من كتاب رسائل من التابعين

فمن كان المالُ في قلبه فليسَ زاهداً ولو لم يملك منه شيئاً،

‫ ومن كان المالُ في يدِه فهو زاهدٌ ولو ملَك الدُّنيا!

يا صاحبي: من أجملَ ما قالَ الأوائلُ: المالُ أفضل خادمٍ وأسوأ سيِّدٍ!

اِعملْ ولا تستقلَّ عملاً، فإنَّك لا تدري بأيِّ عملٍ تدخلِ الجنَّة!

‫ لا تُحسَبُ الفضيلةَ فضيلةً، ما لم يقدر الإنسانُ على ضدِّها!

ليس الخائفُ من بكى وعصرَ عينيه،

‫ إنَّما الخائفُ من تركَ ما اشتهى من الحرامِ إذا قدِرَ عليه!

إنَّ الله لم يطالبك بالعِصمة، وإنَّما طالبَكَ بالتَّوبة!

لا تجعلِ النَّاسَ معياراً لأخلاقِكَ!

‫ إن أحسنُوا أحسنتَ، وإن أساؤوا أسأتَ!

‫ إذا كذبتَ على الكذَّاب، وسرقتَ من اللِّص، وغشَشْتَ الغشَّاش،

‫ فبأيِّ شيءٍ أنت تختلفُ عنهم؟!

‫ بل اُنظُرْ إلى الشَّيء الذي تُحبُّ أن يُقدَّم إليك وقدِّمه للنَّاس!

إنَّ الحبَّ ليس كلاماً يُقال، وإنَّما فعلٌ يُرى!

جميلٌ أن تُقَام البُيوت على الحبِّ،

‫ ولكن لا بأس أيضاً أن تقوم على المعروف!

يا صاحبي: أعلى درجات الحياء أن يستحيَ العبدُ أوَّلاً من الله!

‫ أن يستحيَ أن يفقده اللهُ حيث أمره أن يكون،

‫ ويستحيَ أن يجده حيث نهاه أن يكون!

من لم يكن له صديقٌ نادرٌ تغرَّب ولو كان بين أهله!

الأصدقاءُ الصالحون قرابة،

‫ لا من جهة الأمِّ، ولا من جهة الأب، وإنَّما من جهة القلب!

‫ قد يُجافيكَ قريبٌ فيعوِّضُكَ الله عنه بصديق،

‫ وقد يكسرك رحِمُك فيجبرك الله بخليل،

ما الذي يبقى من الإنسان إذا ما ذهبتْ كرامته؟!

‫ وبأيِّ عينٍ ينظرُ إلى نفسه إذا أراق ماء وجهه؟!

‫ كان عمر بن الخطاب يقول:

‫ اُطلبُوا الأشياء بعزَّة الأنفس، فإنَّ الأمور تجري بالمقادير!

أسوأ صنفٍ اُبتلينا به هذه الأيام،

‫ من طال خيره على النَّاس، وقَصُرَ على أهله!

‫ تجده خارج البيت ضاحكاً، فإذا دخل بيته كان عبوساً قمطريراً!

‫ ويكرم ويُنفقُ خارج بيته، وعلى أهله شحيحٌ يدُه مغلولة إلى عنقه!

‫ يحتملُ الأذى والإهانة خارج بيته، ويثورُ لأهله عند أول كلمة!

كان الأوائل يقولون: ما جاهد الإنسان عدواً أشرسَ من نيَّته!

يا صاحبي: من عاش يقضي حوائج النَّاس قضى الله حوائجه!

‫ واعلم أنَّ حوائج النَّاس مقضيّة بك أو بغيرك،

‫ ولكن عندما يصطفيك الله تعالى لقضاء حوائج النَّاس،

‫ فإنَّ فضله عليك أكبر بكثير من فضلك على النَّاس!

أنزِلْ حاجتك بالنَّاس، ولكن قبل ذلك اطلبها من الله!

تأدَّبْ في بلائك، تَوَجَّعْ بالحمد، وزيِّن أنينك بالاستغفار،

‫ هو ربٌّ، يقضي ما يشاءُ، ويعطي ويمنعُ ما يشاءُ، أمّا أنتَ عبدٌ، فتَأَدَّبْ!

الزُّهدُ أن يكونَ المالُ في يدِكَ لا في قلبك!

‫ فمن كان المالُ في قلبه فليسَ زاهداً ولو لم يملك منه شيئاً،

‫ ومن كان المالُ في يدِه فهو زاهدٌ ولو ملَك الدُّنيا!

من النَّضح أن تعلم أن الكثير من مواقف الحياة تختارك بدل أن تختارها!