اقتباسات من كتاب رسائل من التابعين

كان عبد الله بن المبارك يقول:

‫ المؤمن يطلبُ المعاذير، والمنافق يطلبُ العثرات!

التَّواضعُ يُورثُ الحبَّة، والقناعةُ تورثُ الرَّاحة!

أسوأ العلاقات هي تلك التي تمشي فيها على رؤوسِ أصابعك!

‫ تشعرُ كأنَّكَ تسيرُ في حقلِ ألغامٍ، لا تدري متى ينفجرُ لغمٌ ويطيح بك!

‫ العلاقاتُ خُلقت للرَّاحة، وكل من يسرقُ سلامكَ الدَّاخلي لا يلزمك!

‫ وكلُّ من عليكَ أن تنتقي مفرداتك معه دَعْه

جاء في الأثر أن موسى عليه السَّلام قد خرج ببني إسرائيل،

‫ إلى صلاة الاستسقاء، فصلَّى بهم فلم يمطروا!

‫ فأوحى الله تعالى إليه أنَّ فيكم عبداً عاصياً!

‫ فطلب موسى عليه السَّلام من بني اسرائيل أن يخرج العاصي من بينهم!

‫ لم يخرجْ أحد، ولكن المطرَ بعد لحظاتٍ انهمر!

‫ فسأل موسى عليه السَّلام ربَّه عن هذا!

‫ فقال له ربّه: لقد تابَ بيني وبينه!

‫ فقال موسى عليه السَّلام: من هو يا ربِّ؟

‫ فقال له الله: سترته عاصياً، فلا أفضحه تائباً!

‫ خلاصة الكلام: أنَّ أمَّةً كاملةً حُرمت المطر بالذَّنب، وأمطرت بالتَّوبة!

اِعرفِ النّاسَ من فعلهم لا من كلامهم!

دفء المشاعر يجعل الأماكن رحبة، وبرودها يُضيّقهَا!

الثَّقافة هي أن تعرف شيئاً عن كلِّ شيء،

‫ والتَّخصُّص هو أن تعرف كلَّ شيءٍ عن شيءٍ واحد!

‫ لا شكَّ أن الثَّقافة شيءٌ جميلٌ، إذ تجعلك متنوعاً،

‫ ولكنَّ التخصُّص أجمل، لأنه يجعلك خبيراً،

أسهلُ شيءٍ على الإنسان أن يتحدَّث عمَّا في قلوب النَّاس،

‫ وأصعب شيءٍ أن يتحدَّث عمَّا في قلبه!

ما أسِف المُحبُّون على هجرانٍ أعقَبَه الوصل،

‫ ولا على تعكيرٍ أعقبَهُ التَّصافي!

‫ لولا الهجرُ ما أَنِسَ المُحِبُّون بِلَذَّة الوصل،

‫ كأنَّه ميلادٌ جديد، ونارٌ تأجَّجَت بعدما خبَتْ،

‫ ولا تستغربْ إذ أقول لك: نحنُ مدِينُون للهُجران!

‫ ذاك لأنَّه يُرِينا أحجامَنا الحقيقيَّة في قلوب أحبابنا!

إنَّ لنفسِكَ عليكَ حقّاً،

‫ ومن حقوقها عليكَ ألَّا تُهِنْها، ولا تجعلها تمشي في دروبٍ لا تليق بها،

‫ وأن ترفعها عن الزَّائف من النَّاس، والملوَّث من العلاقات،

‫ وأن تُورِدها مورد النَّقاء، فيكون ظاهرُكَ كباطِنِك،

‫ وتضع رأسكَ على وسادَتِك آخر اللَّيل وكلُّ شيءٍ فيك مطمئن،

‫ لا شيءَ يعدلُ الطُمأنينة، لا شيءَ!

‫ لكلِّ شيءٍ ثمن، فلا تطمحْ للحصاد ما لم يكن لكَ زرع!

الإخوان يُعرفون عند الحوائج، لأنَّ كلَّ النَّاسِ في الرَّخاء أصدقاء،

‫ وشرُّ الإخوان هو الخاذلُ لإخوانه عند الحاجة!

انتبه لكلامك أثناء الاعتذار، فانتزاعُ السَّهم أوجعُ من غرسه!

لا تخف من أحبابِك إذا عاتبوك،

‫ وإنَّما خفْ منهم إذا توقَّفوا عن عتابك!

‫ العتاب مجلاة القلوب، والجروح التي لا يتمُّ تطهيرها تلتهب!

‫ فإيَّاكَ أن تُضمِّدَ جرحاً قبَل تطهيره!

العتابُ حدائق المتحابِّين، وثمار المتوادِّين، ودليل الظنِّ،

‫ وحركاتُ الشَّوقِ، وراحة الواجد، ولسانُ المشفِق!

كلٌّ كلامٍ كان لوجه الله، وضعَ الله له القَبول ولو كان بسيطاً،

‫ وكلُّ كلامٍ أُريد به حظُّ النَّفس لم يجاوِر الآذان مهما كان مُنمَّقاً!

ولا تحقرنَّ صغيرةً، فإنَّ الجبالَ من الحصى!

❞ الرَّفيعون عندهم سلامٌ نفسيٌّ فلا يحتاجون إلى انتقاص النَّاس،

⁠‫والوضيعون عندهم عُقَد نقصٍ فيتكبَّرون ليرمموا نقصهم! ❝

❞ فلا تُجادلْ مُحِبًّا ما لم يكن قلبُه في صدركَ! ❝

❞ زِنْ كلَّ إنسان بالشَّيء الذي وزنكَ به لا أقلَّ ولا أكثر! ❝