كان يرى أنه قاهري بالقلب، فيشعر بحنين صافٍ إلى ليالي السيدة زينب والمبتديان والمنيرة، ويشعر معها أنه يحن إلى أم طيبة، بوجه قاسٍ، تحتضنه وتفوح من حضنها رائحة قلي وتراب ومعسل وبخور وبهارات، بينما كان يرى الإسكندرية فتاة شقراء، تمرح أمام البحر، متقلبة المزاج، وتحتفظ بمسافة أمان من محبيها،
الواقعة الخاصة بأموات أهله > اقتباسات من رواية الواقعة الخاصة بأموات أهله
اقتباسات من رواية الواقعة الخاصة بأموات أهله
اقتباسات ومقتطفات من رواية الواقعة الخاصة بأموات أهله أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الرواية.
الواقعة الخاصة بأموات أهله
اقتباسات
-
مشاركة من Ola Abdel Moniem
-
أمسك حسين الرُّز الكتاب بفضول طفل، وقلَّبه سريعًا، وبحث بعينيه عن رسمة تشبهه من بين رسوم كل الرجال المعممين في الكتاب الضخم، حتى وصل إلى قصة حسن الإسكافي والجارية الجميلة، فقرأها على در الشهوار، وعندما وصل إلى النهاية التي تخون فيها الجارية سيدها الإسكافي، الذي اختارته رغم فقره وسنه وزواجه، تمهيدًا للدخول إلى قصة أخرى، أُصيب بالوجوم، وقال لدر الشهوار: «أشعر والله يا بنتي أنني بطل في قصص متداخلة؛ أخرج من واحدة إلى أخرى بفعل القدر، ولا أعرف متى أتوقف وأعود إلى لعب الماضي الواضح ومشاهده الصريحة.»
مشاركة من إبراهيم عادل -
قررت الكتابة عنه، وعمل معرض فني عن تاريخ شارع المبتديان والمنيرة من خلاله، ثم من خلال شقتهم، وكانت تفعل ذلك بتكتم بالغ، واستمتعت بسعادته الواضحة وتأنقه المفرط عندما يقابلها في جروبي أو أي مقهى شهير، يجلس معها مثل أب، ويراقب انفعالات الآخرين بابنته، حتى اكتسبت صفات شعبية من علاقتها به، فصارت تُدخِل كلمات بعينها إلى أحاديثها، وتهوى تناول أطباق المكرونة من العربات، بدلًا من المطاعم؛ لأنها أكثر لذة، وتردد كلمة «روح أمك» بثقة عندما ينظر إليها أحد في الشارع، وقد لاحظت أمينة الرُّز هذه التغيرات الخفيفة، فاستعادت مخاوفها القديمة من وراثة أحد أبنائها جين الشوارعية من حسين الرُّز،
مشاركة من إبراهيم عادل -
والحقيقة أن حسين الرُّز كان طفلًا كبيرًا غير مروض؛ فمأساة حياته كلها كانت في العناد، يعاند ما يُقال له إذا فُرِض عليه، ويعاند القدر الذي كُتِب عليه ابنًا للسيد رمضان الرُّز وأخًا للمستشار، ويعاند كل دعاوى إفشال مشروع البطاطس، بل كانت زيجته من درية عنادًا، ولذلك؛ انقلب في النهاية إلى طفل يصارع الجميع ويخاصم كل شيء،
مشاركة من Shimaa Allam -
كانت قد تجاوزت المئة وعشرة أعوام، لا تحسب الأيام، وترى نفسها طفلة في زمن راكد بلا حركة ولأن لمبة بطاح اعتادت وجودها كبركة بيت وسيدة لا تطلب شيئًا؛ بكتها كأنها أمها، وعاملتها بالاهتمام اللائق، بينما اجتاح حسين الرُّز حزن أسود وكثيف دفعة واحدة؛ لأنه أدرك أن آخر ما يربطه بدرية عز الدين قد انقطع تمامًا كان يحب تأمل جدتها بين الحين والآخر، يدقق النظر في تعاريج وجهها الذي صار مثل زهرة ذابلة، وشعرها الأبيض الكتاني، وذقنها المميز، وبسمتها الطيبة، فيتصورها صورة من درية عز الدين عندما تتخطى وديان الشيخوخة، ويراه معها في صورة مثالية: عجوزين محطمين، يجلسان في الشرفة نفسها،
مشاركة من إبراهيم عادل -
بعد مرور شهرين من تعارفهما، قرر أخذ الموضوع إلى درجة أعلى، فعرض عليها الزواج، وهو لا يفكر في كيفية معالجة كذباته التي صدقتها عن بُتوليته بعد زوجته ومطعمه الذي يقدم الباستا الأحلى في قاهرة آخر الستينيات هذه، واسمه «كايرو لا روما»، ولكنه كان يحاول الوصول إلى تخوم الجرأة بلا حدود، فيلعب لعب المقامرين، ويزن عمره ومظهره في ميزان الحب، مع يقينه بأنه صار لا يحب أحدًا سوى نفسه، ولكن منى الحسيني، التي فُوجِئت بعرضه، شعرت بالقلق دفعة واحدة، وأفاقت على حدود حقيقة أنها لا تعرفه حقًّا، فقالت بهدوء: «دعني أفكر.»
مشاركة من إبراهيم عادل -
بحث داخله عن شعور حقيقي بالإشفاق ناحيتها فلم يجد، فربت على كتفها، وعادا إلى الشقة دون كلام. وفي المساء، اعتصمت بغرفتها وهي تبكي طوال الليل، بينما ظل جالسًا في الشرفة، يفكر أن قدره مربوط بقدر الملك فاروق على نحو أو على آخر، ولأنه مات في النهاية بإيطاليا مختنقًا بالمحار والحب الممنوع، شعر أنه سيموت على النحو نفسه بسبب تكالب النساء عليه، وهي الفكرة التي اكتشف أنها كانت تدفعه إلى تنويع علاقاته بعد درية عز الدين، وتتعدى البحث عن فتاة الحمام إلى البحث عن مصادر عدة للحب، تُؤمِّنه إذا جرى شيء.
مشاركة من إبراهيم عادل -
ثمة عداوات تبدأ منذ الميلاد ولا تُحَلُّ إلا بالموت.
مشاركة من عبد الحليم جمال -
«يلزم الرجل ثمانون عامًا حتى يتعلم كيف يحب
مشاركة من عبد الحليم جمال -
فانتظرت استيقاظه ذات يوم بلا شمس، خرج فيه ليتابع كرات ثلج نادرة هبطت على القصر ليشع بألق حزين، وتاقت نفسه فجأة إلى خروجات السينما مع درية عز الدين، ليشعر بحضور مبلل شعر به قديمًا، يقلب عالمه القديم. نظر خلفه من الشباك، فرأى لمبة بطاح تعبر بالصالة عارية تمامًا، وهي تستبق الخطى بارتباك، وكانت هذه اللحظة تحديدًا هي لحظة سقوطه وتقدمه للزواج بلمبة بطاح. ورغم خوف لمبة بطاح من ردة فعله، قالت لها الست معالي: «ما دام قد تهاون معكِ فهو غلبان. لا أحد يربي عنده حرباء بلا تحقق إلا أنا؛ لأن الست زينب معي وترعاني.»
مشاركة من إبراهيم عادل -
الجحود طال كل شيء؛ حتى النيل يا أبلة، يقولون إنه سيجف والجماعة الأحباش سيبيعونه بالدولار.
مشاركة من Fatma Al-Refaee -
الجحود طال كل شيء؛ حتى النيل يا أبلة، يقولون إنه سيجف والجماعة الأحباش سيبيعونه بالدولار.
مشاركة من Fatma Al-Refaee -
الجحود طال كل شيء؛ حتى النيل يا أبلة، يقولون إنه سيجف والجماعة الأحباش سيبيعونه بالدولار.
مشاركة من Fatma Al-Refaee -
كان يؤمن من منطلق تجربته الخاصة أن قيام ابن الناس بعمل ابن الشارع خير من قيام ابن الشارع بعمل ابن الناس؛ فرغم معاناته من نفي أسرته له، كان مشهودًا له بالتعامل المنظم ومظاهر الأفندية في شغله، بينما رأى المتسلقين من التجار وأولاد الكلب، وكيف ينقلبون إلى تيوس شر بلا حكم ولا كابح. وكان صعود الجيش بالنسبة إليه إنذارًا واضحًا؛ لأنه رأى كيف بدأ بعضهم يتعامل وهو يبتاع البطاطس كبطل أنقذ البلاد من الفساد. كان يخرج في الشرفة، فيرى الدبابات وعربات الجيب تحيط بالقصر، فيشرب قهوته ويقول: «الملك كان عيل ومهمل، ولكن بلا سلاح.»
مشاركة من إبراهيم عادل -
كان يرى أنه قاهري بالقلب، فيشعر بحنين صافٍ إلى ليالي السيدة زينب والمبتديان والمنيرة، ويشعر معها أنه يحن إلى أم طيبة، بوجه قاسٍ، تحتضنه وتفوح من حضنها رائحة قلي وتراب ومعسل وبخور وبهارات، بينما كان يرى الإسكندرية فتاة شقراء، تمرح أمام البحر، متقلبة المزاج، وتحتفظ بمسافة أمان من محبيها، وهو ما كتب عنه مبحثًا نُشِر في الأهرام، ولاقى صدى جيدًا، فكتب عنه طه حسين: «للمستشار حسن الرُّز يد بيضاء في الحق، ويد بيضاء في الأدب.»
مشاركة من إبراهيم عادل -
أكثر ما اكتشفه وأعجبه في تلك الزيارة هو الإسكندرية نفسها، التي وجدها مدينة صالحة للحياة، وبها نفحة من التحضر، فقرر الانتقال إليها، ونقل عمله من التدريس في مدرسة الحقوق بالقاهرة إلى الإسكندرية، وكان يُدلِّل على قراره بمظاهر الضياع التي تسود حي السيدة وستطال المنيرة لاحقًا، بينما يؤكد أن الإسكندرية المقامة بمعايير غربية منذ البداية جديرة بالحياة لقرون.
مشاركة من إبراهيم عادل -
حدث أنه تاه في زقاق معتم وهو يمعن في الاختباء بجدية، عندما سمع صوت من يبحث عن المختبئين يقترب، ففتح فمه بذهول، ليسمع صوتًا ناعمًا يهمس له: «تعالَ سأخفيك.»
كان إخفاء الندامة؛ فعندما امتدت اليد الناعمة إليه من رحم الظلام، وجد نفسه في غرفة خشبية تفوح بالبخار ورائحة الصابون والمنظفات، وكانت فيها فتاة عارية، ساح شعرها فوق وجهها وعلى كتفيها، ولها لون غريب سيجده بعد ذلك في لون كيزان البطاطا وحدها، تبتسم وتقول له:
- انظر إلى الحائط، وغير ذلك قلة أدب.
مشاركة من إبراهيم عادل
السابق | 6 | التالي |