اقتباسات من رواية الواقعة الخاصة بأموات أهله

❞ وكانت عصبيته في التعامل مع بعض الأمور تتجلى في ردوده الجافة على من يسألونه رأيه من بعض النشطاء القدامى، أو أصدقاء الميدان والغفلة، فكان يرد بيقين: «كله خراء في خراء، والأهم حاليًّا أن نأكل عيشًا.» ❝

❞ فقالت در الشهوار بسخرية: «ينقلب الرجل بعد الأربعين طفلًا مدللًا.» ❝

❞ قال لها بيقين غريب، أضاءت له عيناه: «لو رسمنا خطًّا من ٧١ حتى أربعين سنة بعدها، يعني عام ٢٠١٠ أو ٢٠١١، فسينتهي الأربعون حرامي، وتبدأ سنة جديدة لن يكون بعدها مثل ما كان قبلها.» ❝

اكتشف بحسبة معقدة أنه مرهون للحب؛ يحبه الجميع ولكنه لا يستطيع حب أحد بعينه: كان في كل فترات حياته لا يحب سوى شخص واحد فقط؛ نفسه، وكان في أثناء ذلك يحب صورته المنعكسة في صفحة وجه من تحبه، درية عز الدين مثلًا، التي وضعها في مصاف الأساطير، وحسَّن من حياتهما معًا. لم يكن يحبها أكثر من حبه لطريقتها في رؤيته والانبهار به، وبيديه الخشنتين اللتان تمرنتا جيدًا على عمل البطاطس، وأيضًا لمبة بطاح، عندما مرت أمامه عارية في صالة الحلم قديمًا، وفكر أنها فعلت ذلك تحديدًا حتى تغويه، وصابرين سلطان، عندما ردت إليه الروح بحب شباب مفاجئ

يفصل له طبائع الرجال والفقر والغنى، والجني الطيب والجني الشرير، ويقرب له الصورة فيقول إن العفاريت ليست عفاريت بالمعنى الحرفي للكلمة، وإنما هي إشارة لوجود أشخاص طيبين وأشرار في حياتنا، لا يفعلون شيئًا سوى فعل طيب أو شرير، مثل الجان بالضبط، وذكر له درية عز الدين ولمبة بطاح كجنيات طيبات أحطن حياته، وبعض الأمثلة عن الجنيات الشريرات، وهي كلها قصص كان سيف الدين يستمع لها بإنصات شديد، فربت عنده فضيلة القراءة والاطلاع، حتى أخذته در الشهوار إلى مكتبة الجامعة الأمريكية معها ليطالع الكتب، وكانت تشير إلى المباني المصممة بالنظام الأندلسي وتقول: «تذكر جيدًا؛ ستكبر وتدرس هنا.»

أنا فوقَ الثَّرى أرَى راقِدينا

‫ وأرَى تحتَ وَجهِها مُختفينا ‬

‫ وإلى اللَّاوجودِ أُرسِلُ طرْفي ‬

‫ فأرَى القادِمينَ والذَّاهِبينا ‬

‫ من رباعيات



وقد اكتشفت أن الترمل هو الجزء الأجمل في الزواج،

عندما تخطت التسعين بصحة مباركة، عام ٢٠٢٢، حين بدأت قصتنا، إنها عاشت كل تلك الأعوام لأنها تستطيع الحياة وحدها، وإن أكثر ما يؤذي المرأة في صحتها هو عجزها الفطري عن المكوث وحدها لفترة لترضى بعدها بحثالة الرجال

كل شيء حلو في مملكة هذا العالم له رائحة خرائية أو عليه كسوة قبيحة.

❞ ولكنها تُطعِّمه بالتفهم في اللحظة نفسها، لتترك له فرصة الحنين بلا أمل ❝

«يلزم الرجل ثمانون عامًا حتى يتعلم كيف يحب.»

«يلزم الرجل ثمانون عامًا حتى يتعلم كيف يحب.»

«يلزم الرجل ثمانون عامًا حتى يتعلم كيف يحب.»

كان يؤمن من منطلق تجربته الخاصة أن قيام ابن الناس بعمل ابن الشارع خير من قيام ابن الشارع بعمل ابن الناس

بُعد المسافة الشديد بينها وبين قصتهما جعلها ترى درويش عبد الغني شخصية اعتبارية أحيانًا، تذكره على أنه ابن لتاجر بغال جاء بالخطأ في خارطة حبها وضيع قلبها إلى الأبد، وكانت ذاكرتها القوية، التي تتذكر ما تريد عند الغضب وحده، تحدد وقائع بعينها، تستطيع معها أن تتذكر ما حدث فيها تفصيلًا، وتلقي بعيدًا بحوادث سعيدة

اكتشف في لحظة سعد أن قصص السياسة تشبه قصصًا من أدب الواقع، ومطعمة ببعض الواقعية السحرية، وأنها القصص الأهم في مملكة هذا العالم؛ لأنها تبدل حياة الناس بجرة قلم.

‫ كان يستمع لها وهو يكتشف أن دفئًا غريبًا بدأ يسري في أوصاله، يكشف عن برودة كانت قد وصلت إلى عمقه البعيد، فانتبه إلى تناقض ما يشعر به مع الارتياح الذي اعتقد أنه حصل عليه أخيرًا. سيكتب بعدها قصيدة عن الأجساد القصيرة الهشة للجدات التي تبث الدفء في ليالي الشتاء، وعن الدفء الذي اكتشفه البشر مع النار مصادفة، منذ قبل التاريخ؛ لأنهم شعروا بالفارق بينه وبين ما قبله بأبسط الطرق.

‫

وكان قد احترق تمامًا من الاشتياق إلى الزحام والأسرة بعد الحبس هذا، فهاتف شادي لطفي بعد عام من عزلته، حتى يقابله في الميرغني، عندما يصل، خلال يومين، ويذهبا معًا إلى أمينة الرُّز، فسأله شادي لطفي بفضول عن سبب تغييره رأيه، فقال بجدية: «ولا شيء، استمعت لعمرو دياب القديم واكتشفت أنه واحشني.» ثم أضاف: «والحمد لله؛ خرجت العائلة من الكورونا كاملة كما دخلتها دون نقصان فرد.»

مع السن والتجارب، كانت تقف على أبعاد صعوبة طريقته في الحياة: أن يحيا كما يحلو له، ويترك للحب فرصة أن يقوده، ويعمل في مهنة يمكن أن تنهار صباحًا إدراكها هذا كان يُتبَع بدفعات مركزة من الغيرة؛ لأنها لا تستطيع فعل

توقن أن حسين الرُّز قد عثر على الحب حتمًا بين كل تلك النساء. سألته في هذه الأيام عن معنى الحب في نظره، فقال: «ألَّا تحب أحدًا غير نفسك.»