المؤلفون > واسيني الأعرج > اقتباسات واسيني الأعرج

اقتباسات واسيني الأعرج

اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات واسيني الأعرج .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.


اقتباسات

كن أول من يضيف اقتباس

  • لا أعرف من المذنب ومن البريء. ليس مهمًّا. ولكنّي أعرف جيّدًا أنّ حرب الأدوية على أشدّها وأنّ تدمير صيدال، أي المعوق الرسمي الذي يقف في طريقهم، أصبح أكثر من ضرورة. سيشوّهون كلّ الكوادر حتى تتفكّك المؤسّسة بنفسها، وينقضّون عليها قبل أن يصبحوا هم سادة السوق الوطنيّة والاستيراد».

    لم يبالِ بابا زوربا بهم وببطشهم، ولا أدري إن كان مخطئًا في ذلك!

    أوقفوه ثلاث مرّات في زاوية الشارع الخلفي الملتصق ببيتنا. كانوا ملثّمين. طلبوا منه أن يترك نهائيًّا وظيفته في مختبرات صيدال، لكنّه هزَّ رأسه، وقال سأفكّر. أحتاج إلى بعض الوقت . في الصباح الموالي احترق بقدرة قادر مختبر صيدال، ومخزن الأدوية الذي كان يوفّر الحاجات الطبِّيّة الضروريّة من أدوية وأجهزة. ليلتها بات بابا زوربا حزينًا ومنكسرًا.

    «- هم اللي عملوها. القتلة. لا يوجد غيرهم...

    - من هم يا بابا. تساءلت وأنا أقبض على يده المرتجفة يومها. يمكن أن يكون المخزن قد احترق لأنّه مليء بالموادّ الكيماويّة السريعة الاشتعال.

    ـ لا، حبيبتي. لقد أصبحوا ذئابًا واختلطوا مع الضباع. مافيا الأدوية. أعرف أشياء خطيرة. قالها وهو يقترب منّي أكثر لكي لا يتسرّب صوته إلى الخارج. أشياء تبيّن بأنّ هذا البلد يسير بخطى حثيثة نحو هلاك أكيد. مختبر السلام ليس إلّا غطاء لإنتاج المخدّرات الاصطناعيّة التي يُرسل بعضها للمستشفيات المتعاقدة معه لتخفيف آلام مرضى السرطان، ويُباع الباقي في الأسواق المحلِّيّة بكمِّيّات غريبة. تُستورد الكثير من هذه الأقراص من مختبرات صينيّة متخصّصة في ذلك، وتشتغل بشكل شبه شرعي. أكثر من ذلك، يقال إنّ مختبرات السلام تعاقدت مع صينيّين لإنتاج ذلك محلِّيًّا وتسويقه مغاربيًّا وعربيًّا وإفريقيًّا»

    مشاركة من المغربية ، من كتاب

    مملكة الفراشة

  • المسألة ليست بسيطة ولكنها كذلك ليست معقدة. أهناك شيئ أكبر من الحب ومع ذلك نبذل كل شيء لإخفائه؟ مثل جميع البشر أكتب من انكساراتي وأشواقي. أنا أكتب عن امرأة فيّ ومني. وقد تكون موجودة لكن المهم هو وقعها في داخلي. ما هي التحولات التي تجعل منها قيمة أدبية وإنسانية. لا أدري إذا كنت قد تخلصت من ملامحها الموضوعية، ولا أعلم أصلًا إذا ما كان هذا التخلص يشغلني. عندما ننكسر، الشيء الوحيد الذي يجعلنا نجبر الكسور هو الكتابة. الكتابة وحدها تمنحنا هذه الفرصة بدون أن يطلب منا أي شخص ورقة الضمان الاجتماعي لتبرير طبيعة المرض والدواء. نكتب لأننا في حاجة للنسيان، أو لمزيد من الألم، موجهين نداء استغاثة ولا يهم إذا سمعنا أم لم نسمع.

    مشاركة من المغربية ، من كتاب

    طوق الياسمين

  • نعم يا ابني. نعم حبيبي. لم يعد هناك شيء يستحق الذكر. لقد باع الورثاء كل شيء، كل شيء. الدم، والقصص والتاريخ. لقد باعوا حتى أنفسهم. هل بقي لهم شيء يعرضونه للبيع؟ لا أظن. الذي يبيع حائطا ليس له، يبيع وطنا بلا تردد.

    في ماذا يمكن أن يزعجهم ردم صرخاتنا ونداءاتنا؟

  • أخطر شيء أن يتخلى عنك من يحبك في لحظة، في ثانية وكأنك لم تكن فيه أبدا، ويفضل عليك وافدا جديدا؟ فجأة اكتشفت أني أصبحت أنتمي للخوف والفراغ، أواجه قدرا ساحقا وحدي، ولا أساوي حتى جناح بعوضة في هذا الوطن.

  • المدن عندما تسقط تحتاج إلى زمن آخر كي تتعافى أو تتلاشى. في كل شئ هناك لحظة سقوط لا أحد يتكهن بوقتها و زمن حدوثها. تحرق جيلا بعينه و تنهيه بقوة الموت و البطش و تحمّله خيبات تاريخ عاشه لكنه ليس مسؤولا عنه.

  • أشعر بالبرد. نقلتَ لي عدواك. كلما خفتُ، شعرتُ بالبرد في ظهري. أشعر فجأة كأن اللقاء بك أعادني إلى هشاشتي الأولى حيث أتحول فجأة إلى أنعم من شعاع، وأخف من لمسة.

  • لقد عشتها كما اشتهتني لأنها كانت الأقوى. لم أكن استثناء عظيما في هذه الدنيا، ولم أكن إلها صغيرا، لكنّي لم أمر على هذه الحياة كغيمة جافة.

  • وأنا أتدحرج نحو الأعالي، كانت سرعة الأشياء تتنامى من حولي وتكبر، حتى جعلت كل شيء يهتز، ثم يتهادى ليدخلني في دواره. تجرّدتُ من كل شيء. من فوطتيْ الحرير، اللتين سترني بهما ألبينو قبل عبور المسلك، ثم جسدي، حتى أصبحت خفيفا مثل نسمة فجرعلى حافة بحر قريتي التي تحوّلت إلى صورة هاربة، مثل قبلة مسروقة لمجنون طوّحت به عاصفة القلب من شدة الغيرة.

    كل شيء انتهى الآن، بما في ذلك جاذبية الخوف.

    أصبحتُ فجأة ملكية كون أوسع.

    مجرد ذرة نور في مدار منفلت قليلا، محمّلة بذاكرة ستين سنة وبعض العمر

  • محا النور المتخفي وراء الستائر الثقيلة كل ما كان في ذاكرتي بما في ذلك وجودي، وأوجه الكثير ممن عرفتهم. وجه واحد ظلّ عالقا في العينين والقلب والذاكرة. وجهها هي. تلك التي نبتت في ضلعي الأوحد الذي بقي مستقيما بعد رحلة الحياة الشاقة واللذيذة، كحليب اللوز المر. نبتت وكبرت في ظل هذا الضلع، وتعودت على ملوحته، ومائه المتحرك دوما، وسكينة بحاره السرية وعنفها الأبدي. وجه واحد ووحيد...

    وجهها الصّافي الذي لن يغيب عني أبدا...

    تلك التي اشتهتْني... تلك التي عشتُها

  • لك وحدك يا جدّي أوجّه خوفي وطفولتي العارية. لو وجدتَ عمري كلّه، شبيهًا بلحظة واحدة، من حياتك السخية، سأكون أسعد حفيد لك وأنا أتهيأ للقائك بقلب صغير، وشوق كبير إلى التربة التي شربت من دمك وعرقك، وشكلتني كما اشتهتْ، ولكنّي كتبتُها كما اشتهيتُ.

  • مِيتْرا الحَبيِبة... متعبٌ. إنَّهَا عَلاَمَاتُ النّهَاياتِ.

    للقلب سلطانه. اخْتَرتكِ أنتِ، من بين مِئاتِ الأشْخَاصِ والشّخْصِياتِ، لتكوني أنا، ولأرويَ لكِ آخرَ الحِكَاية كمَا تراءتْ لي، قبل أن أضَع النّورَ الأخير الذِي بقي متّقِدا في ذاكٍرَتي، في عمقِ عيْنَيْكِ وقَلبِك. استمعي إليَّ قليلا لأنّها المرّة الأخِيرة التِي أفتحُ لك فيها لغتِي وسِرّي وحواسِّي، وظِلالَ رُوحِي.

    لقد انْسَحَبَ العُمْر يَا قَلبِي، ونزَلَ اللّيلُ بسرعة، وغَابتْ أشِعَّةُ الشَّمسِ الأخِيرَة وجفَّتِ الغَيْمَاتُ القَلِيلَةُ، وحلّتْ محَلّهَا سَكِينَة القلب. إنّهَا تُمْطِر من وراء النّوافذ البحرية. أتذكّر همس معلّمي في السّحر والخطيئة والإشارة، فِرْنَانْدُو بٍيسْوا: مَاذا فَعَلتُ بالحياة؟ ومَاذا فَعَلَتْ بِي أيْضاً، أجِيبُ بِلاَ نَدَمٍ ولاَ خَوْفٍ؟ ألتفتُ نَحْوَكِ للمَرَّةِ الأخِيرَةِ، تَبْدُو مَلاَمِحُكِ غَائِمَة قَليِلا، أقبّل يدَكِ وجبْهتَك، وأبْحَثُ فِي فَوْضَى الكَلِمَاتِ عَنْ جُمْلَتِي التِي حَمَلتُها لكِ قبْلَ أنْ أنطفئ في مَسَالِكِ النُّور،وعَتْمَةِ المُكَابَدةِ وشَطَطِ المُبْهَمِ: ميترا... مِيمَا الصَّغِيرَة. شُكْرًا... شُكْرًا لَكِ وَحْدَكِ. لَوْلاَكِ، مَا كَانتْ هَذِه السِّيرة، وَمَا كَانَ هَذا المُنْتَهَى.

    (إهداء الكتاب)

  • في النهاية لا نفعل شيئا سوى أن ننحت معنى لحياة تمر بسرعة، ونريد أن نستحقها مثل الفارس العاشق، لأنها أهل لذلك، ولأننا أيضا نريد أن نكون أهلا لذلك.

    هل نحتُّ هذا المعنى؟ لا أدري، لكني حاولتُ.

    حاولتُ بيقين الوصول إلى ما اشتهيتُ

  • تنافست الرياح والأمطار على غسل المدينة وفراشي وحنيني إلى أمكنة أكلها الوقت القاسي. تعرت أشجار الصفصاف العملاقة من أوراقها وبعض أسرارها، كما يحدث في أي خريف، واستكانت عواصف الشمال كلها في عمق لغة كانت تكبر كل يوم فيّ، بدون أن أتمكن من فهم رموزها ومعمياتها.

  • بعض الكتب تسكننا قبل أن نطمئن إليها و نسكنها.

  • ينتابني الحنين إلى شيء لن أراه ثانية إلا بذاكرتي المتعبة.

  • وحدها المرأة تصنع من رماد الكلمات وطنا حيا و نبضا مدهشا للقلب المتعب.

  • ألم أقلْ لك إن القلب سيد الرعشة الأولى؟

  • ضع أولا وجهي بين كفيك ولا تتركه يهرب منك. وشدّني إليك كما يشد الله قوسه دون أن يكسره. أريد أن أشعر بقوتك، aوأفتحْ عينيكَ في عينيَّ فقط، ولا تسألني عن أي شيء.

  • كم أشتهي أن أمتلئ بك من جديد بلا قيد ولا خوف.

  • عندما فاجأنا المطر، تخفينا تحت شجر اللوز. ضممتها إلى صدري. أول قبلة في النور كان لها طعم السكر والملح. البرتقال والليمون. أحسست كم أن شيئا يشبه عالما جديدا كان يولد بين يديّ.