اقتباسات تميم البرغوثي

يا كِساءَ النبيّ

‫يا كساءَ النَّبِيِّ اجْتَمِعْ

‫كالضِّمَادَاتِ ضَمَّتْ إلى جُرْحِها بُرْأَها

‫والشِّبَاك ِإذا انْتَشَلَتْ مِلْأَها

‫والأُمُومةِ في ضَمَّةِ الصَّدْرِ تَنْشُرُ حَتَّى نُجُومِ السَّما دِفْأَها

‫يا كساءَ النبيِّ اجْتَمِعْ

قم وأعطهمو الدِّرْعَ والسَّيْفَ والرُّمْحَ،

‫ وَاْتْلُ عليهم من الذِّكْرِ شَيئاً

‫وصلِّ صلاةَ الجماعةِ فيهم

‫وقُل حارِبُوا كلَّ باغٍ قَويّ

‫فلا ماءَ يَخْرُجُ مِنْ تحت أقدامِهم

‫لا وَلا وفدَ يأتي إليهم

‫وإن أُخِذُوا ليُضَحَّى بهم

‫لا فداءَ لهم يَتَنَزَّلُ من جَنَّةٍ ما

‫ولابيتَ تَعلو قَوَاعِدُه فَوقَهم

‫فَيَجِيءَ الحجيجُ إليهم بفاكِهَةِ الأربعِ النَّائِيَةْ

ويا رحمةَ اللهِ منسوجةً في خِيَاطَةِ بُرْدٍ يماني

‫وتذكرةً بالزمانِ العَفِيّ

‫يا كِساءَ النبيّ

‫يا كساءَ النبيِّ ارتفعْ رايةً عالِيةْ

‫ لِبَني الجارِيةْ

‫للَّذِينَ إذا تُرِكُوا في المنافي وشُقْرِ المواني

‫فلا ماءَ يَخْرُجُ مِنْ تحت أقدامِهم

يا كِسَاءَ النَبيِّ اْسْتَمِعْ ‫يا عليَّ المقامْ ‫أنتَ أكرمُ ما في مخيَّمِنا من خيامْ ‫فليُقَم فيكَ مُسْتَوْصَفٌ، إن تَيَسَّرَ، ‫يأوي إليهِ ضِعافُ الأنامْ ‫يا كساءَ النبيِّ، وبرجَ الحمامْ ‫يا شريطاً من النُّورِ ضُمَّ على باقَةٍ من كِرامْ ‫يا شبيهَ السماءِ القريب

على هامِشِ الصُّورَةْ

‫جموعُ المشجعينْ

‫يضربُ بعضُهم بعضاً بالأحذِيَةْ

‫شيوخُ الدينْ،

‫ يبنونَ مساجدَ في الفضاءِ الخارجيْ

‫شيوخ السياسة،

‫يحملون الكراسي على رءوسهم

‫كآلهة المصريين القدامى

‫شيوخ الكلام،

‫والكلام أمرٌ عظيم،

‫مشغولونَ بقصيدةِ النثر،و الكبت الجنسي

تزدادُ العداوةُ كلَّما اقتربَ الخصمُ من خصمِه

‫فما ظنُّكَ بالخصمين ِوقد أصبحا متجاورَينِ في ورقةٍ واحدَةْ

‫تصابُ الأوراقُ بالفِصامْ

‫فتقطعُ كلُّ ورقةٍ نفسَها من الوَسَطْ

‫نهايةُ النَّشْرَةْ

سلة المهملات

أربعةُ جيوشٍ من وَرَقِ اللَّعِبْ

‫جيشانِ أحمرانِ وجيشانِ أسودانْ

‫تظهر المذيعةُ في نشرةِ الأخبارْ

‫يتقاتلُ الأسودانِ والأحمرانْ

‫المذيعةُ تَذْكُرُ خَلْطَ الأَوْرَاقْ

والكتبُ في التبرع.

‫بعد فترة،

‫أصبحت القبابُ تشتعلُ ذاتياً

‫يعني من غيظِها،

‫أما الكتبُ،

‫فأصبحت من كثرة ما تَبَرَّعَتْ

‫بيضاءَ تماماً

‫ومن ابيضَّتْ كُتُبُهْ،

ابيضت راياته

المصلونَ أكثرَ الناسِ حرصاً على إحراقِ المساجدْ ‫والكفارُ أكثرُ الناس حرصاً على المشاهدةِ والترميمْ ‫أو على الترميمِ أولاً، أي قبلَ الحريق ‫تجتمع الكتب سراً، وتتبرع، مرةً أخرى ‫كلٌّ بسطر أو اثنينْ ‫وتتصل السطورُ لتصبحَ ساقَ نباتٍ طويلْ ‫يلتفُّ على الركام،

تتصلُ السطورُ وتتلوَّى في تكويناتٍ نباتيةٍ متشابكةٍ على المحرابْ

‫المحرابُ ينمو إلى أن تحتكرَ فروعُ نباتاتِهِ توزيعَ الشمس والظلِّ

شبكةٌ من النور

‫تُلقى لتنتشلَهم

‫يسقطونَ من خلالها واحداً تِلوَ الآخرْ

‫فتعود إلى ربها،

‫كَيَدِ طفلٍ يحاولُ نقلَ البحرِ بأصابعه إلى دلوِهِ

‫كتبُ النحوِ، والفلسفةِ، والرياضياتْ

‫تتبرعُ لجدرانِ المساجدْ

‫كلٌّ بسطرٍ أو اثنينْ،

و من رد كَيْدَ التَّحَالُفِ عَنْ شَارِعٍ في العِرَاقِ سَيَدْخُلُ تحتَ الكساءْ، وإنْ كانَ هذا على مَذْهَب لا يُوَافِقُ ذاكَ فإني أرى تِلْكَ مَوْعِظَةً لَوْ تَفَكَّرَ أَهْلُ العُقُولْ، وهذا خُلاصَةُ نَثْري، فإنْ تُرِدِ الآنَ أَنْ تَسْمَعَ الشِّعْرَ فَاْسْمَعْ: ‫* * * ‫أَقُولْ: ‫دخانٌ كثيف يوزن بالأطنان

أَجْرِي على اللهِ فيما أَقُولْ، بَأَني سَأُدْخِلُ فيه الذينَ أَبَوْا أَنْ يَذِلُّوا لِغَازٍ أَتَاهُمْ، وَأُخْرِجُ مِنْهُ الذينَ عَلَى العَكْسِ مِنْهُمْ أَبَاحُوا لِحَاهُمْ، فَمَنْ رَدَّ كَيْدَ اليَهُودِ عَنِ المسلِمِينَ بِلُبْنَانَ عِنْدِي سَيَدْخُلُ تحتَ الكساءْ، وَ..

لَقَدْ نَظَرَ الناسُ في أَثَرِ الضَّمِّ هَلْ فِيهِ رَمْزٌ لِعِصْمَةِ مَنْ كَانَ تحت الكساءِ أَمِ القَصْدُ تَكْرِيمُهم دُونَ تَوْصِيَةٍ بالإمامَةِ بعد الرسولْ وَلَكِنْ أنا، ولأني مِنَ الشعراءِ، ولستُ مِنَ الفقهاءِ، ولا أبْتَغِي أن أُحَوِّلَ هذي القَصِيدَةَ دَرْسَاً بِعِلْمِ الأُصُولْ، أَقُولُ،

فأنزل رَبُّكَ آيةَ تَطْهِيرِهِمْ، هَكذا وَرَدَتْ في مَرَاجِعِ أَهْلِ الحدِيثِ من الفِرْقَتَيْنْ ‫حديثُ الكساءِ حديثٌ جميلٌ ولستُ أُبَالي إذا اْخْتَلَفَ الناسُ مِنْ بَعْدِ ذلكَ في الأَثَرِ الطَائِفِيِّ لذِكْرِي لَهُ ‫بَلْ وَإني لَمِنْ أَجْلِ هذا خُصُوصَاً ذَكَرْتُ الحديثْ .

حَيْثُ إِنَّ القَصيدَةَ عن وحْدَةِ النَّاسِ في وَطَني ولأني أرى وحْدَةَ المذْهَبَيْنِ على مذهبي اللغةَ العالِيَةْ: ‫حديثُ الكساءِ حديثٌ قصيرٌ مُؤَدَّاهُ أَنَّ النَّبيَّ دَعَا حَسَناً وَحُسَيْناً وفَاطِمَةً وعَلِيَّا وضَمَّ عليهم كساءً من الشَّعْرِ ثُمَّ دعا اللهَ أن يُذْهِبَ الرِّجْزَ عَنْهُمْ

حديثُ كساءِ النبيِّ الذي سوفَ أكتبُ عنهُ حديثٌ عن الوحدةِ العربيةِ والعافِيَةْ ‫وسأبدأُ قولي بنثرٍ أضيفُ له الوَزْنَ والقافِيَةْ ‫ومِنْ بعدِه سوفَ أُنْشِدُ شِعْراً بلا حِلْيَةِ الوَزْنِ يَحْسَبُ نُقَّادُهُ، خَطَأً، أنَّ ما فيهِ مِنْ صُوَرٍ، حِلْيَةٌ كافِيَةْ ‫وَبَعْدَهُمَا سَأُوَحِّدُ بَيْنَهُمَا،

يَأَيُّها الطِّفْلُ الذي مِنْ بَيْت لَحْمٍ

‫لا تَظُنَّ بَأَنَّهُم يبغونَ عودتَكَ الجليلةَ هَا هُنا

‫واللهِ لو عَلِمُوا بِأَنَّكَ قَادِمٌ حَقَّا

‫لخَاضُوا أَلْفَ حَرْبٍ مُرَّةٍ

‫لِيُؤَجِّلُوكْ

وَانْظُرْ لِتَعْلَمَ مَنْ حَرِيٌّ أَنْ يَصُونَ

‫وَمَنْ حَرِيٌّ أَنْ يَخُونَكْ

‫وَاْعْلَمْ بِأَنَّكَ حِينَما تَخْتَارُ قَوْمَاً غَيْرَهُمْ

‫سَيُعَاقِبُونَكْ

‫وَيَقُولُ قائلُهم

‫بأن الناسَ قد سَئِمُوا المجاعَةَ والدَّمَارْ

‫وَيَقُولُ قائلُهم قَدِ اْشْتَقْنَا لِنَصْرٍ مَا

‫فَسَمَّينا الهزيمةَ الانتصارْ