اقتباسات إسراء حمدي

فلكل حلم ثمن ومقابل ندفعه من أرواحنا وقلوبنا وأعمارنا،

لكن، لطالما أجبرنا القدر على سلوك دروب أخرى لم نلق لها بالًا، أو نضعها في الحسبان،

فذاكرة الجبناء دومًا ضعيفة.

ذاكرة التاريخ أطول من أعمارنا، وحتمًا ستخلد هزيمة الظالم، مثلما خلدت دماء المظلوم.

ألم أخبرك ألا مجال للتعجب في مدينتنا؟

لكن، من يقوى على مواجهة القدر إذا أراد كشف ستاره؟!

ولا تهزم المرأة إلا بسلبها رمز حبها، الذي لا تمنحه إلا بصك خُتم من صميم قلبها،

فسواء كنت حيًّا أم ميتًا، في الحالتين لا أملك ما أبكي على أطلاله، يكفي أنني خسرت حبيبتي، ولا خسارة ولا فقد بعد فقد القلب..

يا ويل قلب أحب بصدق، لكن أوانه قد فات.. يا ويل قلب بات له مظلمة، فهيهات أن يعفو عن ظالمه.. هيهات.. ويا ويل من أضناه العشق وجافاه النوم، فظل عاشقًا، وإن غدا حبيبه محض رفات.. وما أشبه من أرداه هواه بمن أماته الرعب.. ومن قتله جنون الحب قتلة، لا كلمة تصفها في معترك الحياة..

ولأن الطفل مرآة أبيه فلا بد أن يتجرع معه كؤوس البؤس والذل، بل يُدفن معه مفتقرًا لكل معاني الطفولة،

أنا هنا لأخبرك أن الظلم زائل والإنصاف قائم، وأن سحب الظلام ستنجلي يومًا ليقص التاريخ حكاية، روتها "مِقصلة العدل" الباقية، بينما اندثر أبطالها وباتت ذكراهم مجرد كلمات، خُطت فوق بضعة سطور، قد يقر بها القارئ والمستمع أو ينكرها، بيد أنه لا يملك أحقية تحريفها أو المزايدة على مصداقيتها.

ولكن لا عجب، فلكل داء دواء إلا العبودية، إن تملكت من نفسٍ أهلكتها، وإن تسربت بين العقول أفسدتها، وإذا توغلت في روحٍ أزهقتها، حتى إن قُدر لمعتنقها الشفاء بأثمن العلاجات، تكالبت عليه معتقداته الراسخة "فأبطلتها".

لكن يبدو أن نهاية هذا السجل قد خُطت بنبوءة العرافة الأخيرة، قبل اختفائها من البلدة ليندثر اسمها إلى الأبد.. وهنا تحديدًا تحولت حياة "فيكتور" إلى سلسلة من الكوابيس، إذ عاش أسوأ أيامه وأحلك لياليه، مؤمنًا بأن حدثًا جللًا في انتظاره، فكلام العرافة محقق لا محالة، وما دامت أخبرته أنه سيلقى حتفه ويغدو رأسًا بلا جسد، مجرد جمجمة ملقاة وسط آلاف الجماجم البشرية بين سرداب مظلم لا يعرف له بداية من نهاية، فحريٌّ به أن يقضي ما تبقى من أيامه في انتظار ذلك المصير المجهول.

فالبطون إذا جاعت استكانت العقول، وباتت مادة خصبة للقيل والقال وكثرة الشائعات

فالبطون إذا جاعت استكانت العقول، وباتت مادة خصبة للقيل والقال وكثرة الشائعات

ترى أيهما أقسى، سجن الروح أم الجسد؟ تقييد العقل أم القلب؟ هلاك البدن بأصفاده الحديدية أم تشوه النفس بصحبة من عافته ونفرت منه!

"من نسي خطيئته استعظم خطيئة غيره.. ومن لم يكن له ذنب، فليرمني بالحطب الآن".

فلكل داء دواء إلا العبودية، إن تملكت من نفسٍ أهلكتها، وإن تسربت بين العقول أفسدتها، وإذا توغلت في روحٍ أزهقتها، حتى إن قُدر لمعتنقها الشفاء بأثمن العلاجات، تكالبت عليه معتقداته الراسخة "فأبطلتها".

لقد سئمت السؤال، فليبدأ الحساب إذن، ولتزأر راية العقاب…

أنا هنا لأخبرك أن الظلم زائل، والإنصاف -ربما- قائم، لكن ليس في كل الأزمان، فالبعض لم يثُر في جحره حين دُكت جحور رفاقه، والبعض يرى الحقيقة بعينه ثم ينكرها بلسانه، والبعض يشهد جرمًا في وضح النهار، ويبصر الأفعى تبُخ سمها في وجوه الجميع، لكنه يستكين في منأى متلذذًا بالصمت.