جميلة هي، تشبه القمر ليلة اكتماله في سمائه اللامعة..
هيفاء تسير بين الحشود فتميل لها الرقاب، ولا يميل قلبها أبدًا..
غنجُها عاصفة، تهب رياحها كلما أمطرت السماء معاني الحسن والدلال، فتُختزل جميعها في كلمة تنساب بين حبتي توت قُطفتا من ثمار الجنة، أو نظرة تلوح للمحبين كقبلاتٍ تروي عطش قلوبهم المعذبة في هواها، على أمل التفافة واحدة من جيدها، علّها تبصر ما أخفته العيون والأفئدة.
حين يراقصني الموت
نبذة عن الرواية
تعودُ بنا الكاتبةُ إسراء حمدي في روايتِها إلى سنواتٍ سحيقةٍ في باريس في الفترةِ الزمنيةِ (1788 – 1792). في هذه الروايةِ لن تجِدَ راويًا عاديًّا، بل هي مِقْصَلَة العدلِ تقصُّ علينا ما رأتْه في تلك الفترةِ، التي كانت زاخرة بالعديد من التناقضات بين حياة النُّبلاء الذين عاشوا في البلاطِ الملكي والقُصور والشّعب الذي عاشَ على الفُتات ليُشبع بُطون النُّبلاء، نرى كيف كانت المحاكماتُ وطريقُ المِقْصلة طريقًا سهلًا لمن حاول فقط الحُصول على حِفنة من الطّحين أو الحُبوب ليسدّ بها رَمَقه، وفي هذه الأجواء تظهر “ماريان” وتكونُ شرارةً لأمرٍ ما، فهل ستنجحُ أم ستكونُ لها حكايةٌ هي الأخرى مع المِقْصلة!التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2025
- 192 صفحة
- [ردمك 13] 9789778842227
- المحرر للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية حين يراقصني الموت
مشاركة من Lili Ahmed
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
عاطف سالم الزيني
قوة اللغه واضحه جدا
و رشاقة التنقل بين المشاهد تبدو جليه
مما يثري العمل
و شخصية الكاتبه واضحه من خلال قوة اللغه و تعبيرها عن نقل حالة المشهد للقارئ
شابووووه
-
Dr. Toka Eslam
🔷️️اسم الرواية : حين يراقصني الموت
🔷️️اسم الكاتبة : إسراء حمدي
🔷️️نوع الرواية : تاريخية - إجتماعية - فنتازيا
🔷️️اصدار عن : المحرر للنشر والتوزيع
🔷️️عدد الصفحات : 192صفحة
🔷️سنة الإصدار : 2025
🔷️️التقييم : ⭐⭐⭐⭐⭐
في زمن زيفت فيه الحقائق فأصبح الظالم مظلوماً وأصبحت الحقيقة خدعة كبيرة مزورة بأدلة مدسوسة ، يحاسب فيها البرئ بكل قسوة وقهر بإتهامات شنيعة لايفهمها ولايعرف من أين جائت !
هل الرب يعلم ما يحدث على أرضه ؟ هل يرانا ونحن نعذب ونقتل ؟ من هذا اللي نصب نفسه حكماً على أفعالنا وديننا وعقيدتنا ؟ كيف يتركنا نموت جوعاً ويغشانا الفقر والعدم ويأتي ليحاسبنا على حفنة من القمح مسروقة
نسد بها جوعنا في لحظه ضعف ؟ كيف تبنى الأوطان بالجوع والتعب والقهر ؟ ولم الكل هنا صامت خاشع ذليل !!
🔷️عن الرواية /
تدور الأحداث في عام ١٧٨٨ في فرنسا، بطلتنا ماريان ولدت لفيكتور الأب الذليل يعمل هو وابنته لحساب الأكابر ليحظى بلقيمات قليلة تسد رمق جوعهم من بعد وفاة زوجته او لنقل انتحارها في ظروف غامضة ، هنا لاتجد الا فئتين فئة الأسياد وفئة العبيد ، فئة تعمل لكي تعيش الفئة الأخرى في رغد وترف ...
تخبر ساحرة فيكتور ان ابنته سيكون لها شأن عظيم ومستقبل لامع في ظلال الأسياد ، فيجنن جنونه من السعادة فيكتور الذي عاش حياته خاضعاً لهم مطيعاً لتعليمات الرب المتمثلة في المكتب المقدس متمثلة في الأب ليوني ...
ليقع تحت يده خبر يرسمه ويفصله على حسب فهمه وتفكيره المحدود ، فلقد وقعت ابنته وصديقتها صوفيا في جرم شنيع لقد سرقنا حفنة من القمح في احدى ليالي الجوع المرير ، ليغتنم الأب الفرصه ويذهب للأب ليوني معترفاً بهذا السر الشنيع ...
فما مصير ارنته وصديقتها بعد ان انقلب الأمر من سرقة الأسياد لهرطقه وكفر بالدين ؟ هل ستنجوان من هذا الفخ الكبير ؟ وما علاقة الساحرات والنبؤات بالأب ليوني ومحاكم التفتيش ؟
🔷️رأيي في الرواية /
الرواية مليئة بالمفاجئات والسحر والخيال ، فبالرغم من ان العمل يحكي عن محاكم التفتيش وتاريخها وقسوتها ، إلا أنه رسم بإبداع اختلطت فيه الحقيقه بالفنتازيا والخيال بشكل جعلني أقرأه في جلسة واحده دون ان اتركه إلا مع كلمة النهاية. ..
اول عمل أقرأه للكاتبة واشيد به وبتمكنها من السرد والتشويق وايصال الفكرة دون ان تشعرك بملل او تكرار ....
🔷️ اللغة /
فصحى قوية عذبة سلسة أضافت قوة للعمل بجمال التعبير وقوة السرد والوصف الدقيق ..
🔷️ الغلاف /
ملفت للأنظار ألوانه بديعه ، جذبني بإسمه الغريب لأبحث عن سره ، فوجدته ملائم جداً للعمل ...
🔷️إقتباسات /
- ثمة من يعريه الفقر، ينتزع إنسانيته، يشتت أحلامه قبل لمسها أرض الواقع، يبدد ويفتك بهويته، فلا يجد الخلاص سوى في تغليف عقله بالضلال، وإيهام روحه بموتها المحتم، فيطعن بالكلمات ويخون بالمعتقدات، متخذًا من أوهامه حجة. حتى يُباغَت بشرّ منيّة "لا وصف لها في لغة الحياة".
-من نسي خطيئته استعظم خطيئة غيره .
-لا للمزيد من الذل، فأرضهم خالية من الحياة دوننا، بينما أرضنا لا تزال قادرة على النبض من جديد، قادرة على الرفض والشجب والاعتراض، والنطق إذا أرادت".
-فلكل داء دواء إلا العبودية، إن تملكت من نفسٍ أهلكتها، وإن تسربت بين العقول أفسدتها، وإذا توغلت في روحٍ أزهقتها، حتى إن قُدر لمعتنقها الشفاء بأثمن العلاجات، تكالبت عليه معتقداته الراسخة "فأبطلتها".
- أنا هنا لأخبرك أن الظلم زائل والإنصاف قائم، وأن سحب الظلام ستنجلي يومًا ليقص التاريخ حكاية، روتها "مِقصلة العدل" الباقية، بينما اندثر أبطالها وباتت ذكراهم مجرد كلمات، خُطت فوق بضعة سطور، قد يقر بها القارئ والمستمع أو ينكرها، بيد أنه لا يملك أحقية تحريفها أو المزايدة على مصداقيتها.
-
Mohamed Nasr
🖍️الروايه:حين يراقصنى الموت
📝 الكاتبه: إسراء حمدي
📚دار النشر: المحرر للنشر والتوزيع
📜تصنيف العمل: تاريخى
📚 عدد الصفحات ١٩١صفحه ورقى
📌المكان فرنسا وبالتحديد باريس
📌الزمان 1788قبل قيام الثوره الفرنسيه
✨فرنسا القابعه فى عهد الظلام والعبوديه والهرطقه والسحر والكثير من الفقر والجهل ناهيك عن الأوبئة فطالما كنت أتساءل لماذا سميت باريس بعاصمه النور ولم أقتنع مطلقاً بأى أجوبة
شخصيات الروايه :
📌ماريان البطله الرئيسيه ومحرك الأحداث وعلاقتها وتشابك قصتها وحكايتها مع باقى أبطال العمل حيث تقع فريسه فى قبضه الأب ليونى الذى سيقع فى غرامها ويهيم بها حبا
📌 الأب ليونى رمز السلطه والجبروب والحاكم والأمر الناهى بإسم الكنيسه ومعاداة كل من يقف ضد ما يؤمن به شخصيه متغطرسه يتلذذ بتعذيب ضحاياه
📌 لورتورمان ستظهر لنا كشبح أو ساحره ستغير مجرى أحداث الروايه بمفاجآت مدويه ستصعقك حرفيا
باقى الشخصيات فيكتور الذى يزج به السجن تحت جبروت ليونى وهو والد بطله الروايه وعند موته سنكتشف تغير لمجرى الأحداث حيت ستاخدنا الروايه إلى الماضى بطريقه فلاش باك ونرى كيف تولى مهمه تربيه ماريان
📌 ماكسميليان وعلاقته بشخصيه أخرى هى صوفيا وكيف سينتهى بهما الحال
📜هناك أيضا مخطوطه ستحول مجرى الأحداث وتقلبها رأسا على عقب
المحاكمات صورت كأروع مايكون ومشاهد تنفيذها والحشود الناظره للمحاكمات سواء ثائرين ضد السلطه المتمثله فى الأب ليونى أو المهرطقين من الساحرات وستصف الروايه تباعاً تلك المشاهد وكيف آلت إليه المحاكمات
📝 السرد الروائي كان بليغ لأقصى حد وممتع بلغه عربيه فصحى سلسه جدآ ومعبره
📝 الحوار أيضا كان ممتع بين شخصيات الروايه ولم يخلو من أسلوب الجذب طوال الأحداث
📝 الحبكه لطاما كانت الكاتب تملك من فنيات الحبكات الروائيه ما يجعلها لديها القدره على مفاجأه القارئ وإرباكه بالشك وهذا عهدى بها ،فالحبكه كانت غير متوقعه على الاطلاق وأن كانت المفاجآت على مراحل عده تبدأ بفلاش باك مروراً بمخطوطه عجيبه وتنتهى عند المقصله
اقتباسات 🥰🥰🥰
📌
فى رثاء أحد الأبطال
ياويل قلب أحب بصدق ،لكن أوانه قد فات...
ياويل قلب بات له مظلمه فهيهات أن يعفو عن ظالمه..هيهات..ويا ويل من اضناه العشق وجافاه النوم ،فظل عاشقا ،وإن غدا حبيبه محض رفات... وما أشبه من أرداه هواه بمن أماته الرعب..ومن قتله جنون الحب قتلتة ،لا كلمه تصفها فى معترك الحياة...
📝
فى النهايه تخبرك الروايه أن حتى مقصله العدل من الممكن ألا تكون منصفه
أخيرا كنت أقول فى قراره نفسى إن إسراء حمدى ستنتحر أدبيا وتكتب شهاده وافتها إن غيرت نمط كتابتها ولكن أعلنها فقد تفوقت على نفسها وصالت وجالت فى ملحمه أدبية تاريخيه
وفاقت توقعاتى
-
ملك الشناوي
" حين يراقصني الموت " سيمفونية أدبية!
ليست رواية تُقرأ على عجلٍ، تنهيها في جلسة قراءة واحدة؛ بل هي عمل يُستمتع به على مهلٍ وببطءٍ، كل كلمة تحمل في طياتها ثقل الحقبة التاريخيّة التي تصورها، وكل مشهد يُرسم بعناية ليضع القارئ وسط الأحداث، لا كمجرد متفرج، بل كجزء من الحدث!
تنغمس داخل الشخوص وما يعتريها من تأرجحات، اضطرابات، وصراعات..
" حين يراقصني الموت " ليست مجرد قصة تُحكى، بل تجربة غنية تُشعرك كأنك تعيش داخل تلك الفترة، تسمع صخب الشوارع، وتشعر بثقل الزمن، حتى تكاد تنسى أنك تقرأ كتاب، لا أنك تعبر الأزقة المظلمة بنفسك!
-
Ragaa kassem
لجأت لقراءة الرواية في فترة أصابني فيها الإحباط من كثرت الروايات التي بدأت قرأتها ولم أكملها لأن لغتها لم تعجبني و كدت أصاب ببلوك قراءة و لكن هذة الرواية أنقذتني من الإصابة به فقد انغمست في الرواية و سحرتني لغتها و الأسلوب الذي كتبت به لأجد أنني لا استطيع تركها من يدى في يوم قرأتي فيه تكون قليلة رُغماً عني و لكني استأنفت قرأتها في اليوم و أنهيتها فيه،الكاتبة لديها قدرة على تغيير الأحداث بصورة مدهشة في اللحظات الأخيرة.
أرشح هذة الرواية بشدة.
-
Lili Ahmed
رواية تبلغ من الجمال الكثير هي الكاتبة صراحة جديدة بالنسبة لي، وكانت تجربة جميلة ورائعة وأظن اني رح أحب اقرأ لهاي الكاتبة أكثر ان اتيحت لي الفرصة.. 🥰😘
انصح وبشدة بهيك روايات وكتاب.. ♥
-
Tharaa Islam
أمتع وقت قضيته وانا بقرأ رواية ممتازة زي دي من اول سطر لأخر سطر انا اسبح في ابداع الكاتبة لسرد الأحداث والحبكة الفوق رائعة اخر الرواية🥳🤩
-
Nourhan Essam
الحبكة والتويست والنهاية غير متوقعة ابداا واللغة رهيبة بجد وعيشتني الأجواء كإني شايفاها بالظبط بجد شابووو
-
وجدان شتيوي
قرأت الصفحات الأولى وأخذتني اللغة بعيدا بجمالها، كلمات رااائعة مشوقة جدا...شوقتني لقراءتها كلها
-
Mahmoud Toghan
1️⃣ الموضوع : قراءة نقدية
2️⃣ العمل : رواية " حين يراقصني الموت"
3️⃣ التصنيف : تاريخية ـ نفسية ـ فلسفية
4️⃣ الكاتبة : إسراء حمدي
5️⃣ الصفحات : 197 Abjjad | أبجد
6️⃣ سنة النشر : 2025 م
7️⃣ الناشر : المحرر للنشر والتوزيع
8️⃣ التقييم : ⭐⭐⭐⭐
ـ أجواءٌ مشحونةٌ بالقلق، مختومةٌ بالأرق، يُسْرُها عسير، ويسرُها مرير، وحُلوُها مرار، ومُرُّها شرار ،
لا يكادُ يمرُّ اليومُ إلا بسماعِ ما يُؤرِّق مضجعَك، ويُؤذي مَسمَعَك ، ومالا يرضيك ربما هو يفجعك !
ـ والحقُّ، فإن مثلَ هذه الأجواءِ تحتاج إلى أمرين:
الأول: هو اللجوء إلى مالكِ الملكِ والملكوت، الحيِّ الدائمِ الذي لا يموت.
فكما قيل في الأثرِ لأحدِ الصالحين:
"كيف ننجو من سهامِ القدر؟"
قال: "أن تكون بجوار الرامي."
وهذا يحتاج إلى قلبٍ سليمٍ، مُغَلَّفٍ بالنور؛ اللهُ أسألُ أن يرزقنا إياه.
أما الأمر الآخر: فهو العزلة ، فهي في الفتنة جنة ، كما يقول الأديب كمال علي كمال
ولا تكون الأخيرةُ ذاتَ أثرٍ ينعكس صداها على الروحِ والبدنِ والنفس،
إلا إذا كانت مع كتابٍ تقرأه.
وقد كان.
ـ وهذا الاختيارُ وقعَ على روايةِ "حين يُراقصني الموت"
للكاتبةِ المبدعةِ الخلوقةِ/ إسراء حمدي.
تفنَّنت إسراءُ في أدبِ الرعبِ وعالمِ "الماورائيات"،
وأنتجت جلَّ منتوجاتها الأدبيةَ في هذا الصدد،
إضافةً إلى بعضِ المترجَماتِ التي تميلُ أيضًا إلى هذا النوعِ الأدبي.
وفي مفاجأةٍ منها لقرائها ومحبِّيها،
كان هذا الإنتاجُ الجديدُ في نوعٍ أدبيٍّ مخالفٍ لما عهدناه منها،
نوعٌ أدبيٌّ يصعب توصيفُه،
لأنه اشتملَ على جُملةٍ من الأنواع؛
كونه تاريخيًا، اجتماعيًا، توثيقيًا، نفسيًا، سياسيًا، وكثيرًا.
"حين يُراقصني الموت" هي روايةٌ للكاتبةِ صدرت عن دارِ المحرر للنشر والتوزيع ، في معرض 2025 للكتاب،
وهي أولى مؤلفاتِ الكاتبةِ نزولًا على تطبيق "أبجد" للقراءةِ الإلكترونية،
ذلك الأمرُ الذي جعلَ هذه الروايةَ تصل إلى أيادٍ كثيرة؛
كانت تتوقُّ لقلمِ الكاتبة، وأنا منهم.
ولذلك، فتلك أولى قراءاتي للكاتبة.
دهشةٌ أصابتني، ورعشةٌ حصلت لي من هذا المنتوجِ البديع ، لغة ما أقواها ، وحبكة ما أحكمها ، وقصة ما أجملها ، وبعداً ما أعظمه ، رائعة البنيان ، شديدة الأركان ، قيمة المعان .
روايةٌ مرسومةٌ بدقةٍ وبحكمة؛
فكرتها عبقرية، وكلماتها استثنائية،
وطريقةُ عرضها سديده ، ورؤيتها فريدة،
تجعلك تعيش في عالمها، ولا تُحبُّ أن تخرجَ منه،
رغم كونك تنتقده وتُنعِتُه بأبشعِ النُّعوت.
عادت بنا إلى هناك،
إلى حيث الزمنُ الغابرُ في فرنسا،
زمنُ المحاكمِ التفتيشيَّة، زمنُ الظلمات،
زمنٌ يُؤكِّد أن النفسَ البشريةَ هي أسوأُ نفسٍ على هذا الوجود،إذا تنصّلت من فطرتها الأساسية،ترى منها عجبًا.
زمنُ المحاكمِ التفتيشيَّة،
باسمِ الدين، وباسمِ الكنيسة،
يتمُّ فيه القتلُ والتجويعُ والتخويفُ والحرقُ،
والترهيبُ والتبديدُ والإفقارُ والإعصارُ والدمار.
زمن المحاكم التفتيشية
باسمِ الدينِ والكنيسة،
تُقسَّمُ الناسُ إلى طبقاتٍ عليا ودنيا،
طبقاتٍ سامية ، وأخرى فانية.
زمن المحاكم التفتيشية
باسمِ الكنيسةِ والدين،
كان النبلاءُ ذوو الأصولِ السامية،
وكان الفقراء أو العامةُ خدمًا، بل أقلَّ من الخدم،
لا قيمةَ لهم مجتمعين؛
أقلُّ قيمةً من حيوانٍ لأحدِ النبلاء.
قصةُ ماريان ولوترمان والأب ليوني وغيرهم،
قصةٌ تكررت كثيرًا في مثلِ هذا الزمن،
وهي واحدةٌ من مئاتٍ وآلافِ القصصِ أمثالها.
ولكن تأتي هنا الكاتبةُ بحبكةٍ استثنائية،
أحاطتْها بسياجِ القوة، والمرونة والرقة
وبنتْها بقوالبِ الفنِّ والإبداع والدقة.
▪️الحبكة والبناء الدرامي:
ـ تتناولُ الروايةُ أحداثَ فرنسا قبلَ عامٍ من الثورة، ثم تعودُ رويدًا رويدًا إلى الوراء حتى تكشفَ أحداثًا فظيعةً حدثت وكانت هي وقود هذه الثورة من خلال بناءِ قصةٍ متعددةِ القصصِ والشخصيات؛
الأبُ ليوني والعرافة لوترمان، والفلاح فيكتور، وماريان ، وغيرهم من ذوو الأثر الكبير.
ـ نسجتْ هذه القصةَ كخيوطِ العنكبوت، واهية المظهر ، رائعة الجوهر ، وأعني بذلك أنها بين الكتبِ والرواياتِ مكرورة، وفي كثيرٍ من المقالاتِ مذكورة؛
فهل هناك جديدٌ قد أضيفَ، ربما يُكمِن الجديدُ من وجهة نظري في المعنى العميق للنص،
فإن النصَّ آتاني بظاهرٍ عجيبٍ وباطنٍ أعجب، وقعٍ غريبٍ وواقعٍ أغرب،
تخللَ المرادُ منه إلى روحي ، وأرضى طموحي ، بعد الوصول إلى منتصف العمل ، مرادًا ذو توريةٍ شديدةٍ، ومعان عديدة
نصًّا ظاهرًا تاريخيًا ،ولكنه يشيرُ ويريدُ في معناه الباطني الواقع؛
وعلى يقينٍ، فقد أرادتِ الكاتبةُ أن تسيرَ في فلكِها وأن تضبطَ للقارئ رؤيةً تراها أهدافًا حاولت المرور عليها والوصول إليها من خلال هذا العمل،
ـ ولكن تأتي النهايةُ سريعًا جدًا تُظلم كلَّ المقدمات وكلَّ الرؤية السابقة،
وإن كانت تحملُ دهشةً وآثارًا وعبقرية؛
إلا أن سرعتها الشديدةَ كانت محلَّ نقدٍ كبيرٍ،
فالنهاية عند القارئ ، وعند هذا العمل الذي يتكلّم عن الظلمِ والقتلِ والبشاعة، و و و ...
هي أهمُّ ما ينتظر من تحقيق العدالة، وإن اختلفت صورها،
ولكن كان وقعُها بسيطًا بما لا يتوائمُ مع قوةِ وجماليةِ وكماليةِ العمل.
▪️اللغة والسرد والحوار:
ـ اللغة: العربيةُ في العمل قويةً جديرةً بالاحتفاءِ والإشادة، بين السلسة والقوية، بعيدةً كل البعد عن الخللِ والترابِ والعلل؛
جاءت لتؤكدَ أن الكاتبةَ تمتلكُ من المفرداتِ والأدواتِ اللغوية ما يؤهلها لما تكتب، وينبئُكَ بنبوغِ قلمٍ متميّزٍ يستطيعُ تطويعَ الكلماتِ والمفرداتِ والألفاظِ ليصلَ بك إلى المعنى المرادِ بقوةٍ وجزالةٍ وبيانٍ وفصاحةٍ ودقة.
ورغم ذلك كله، فلم تخلُ الروايةُ من كثيرٍ من الأخطاءِ الإملائيةِ والنحويةِ التي من السهلِ تلاشيها بالتدقيقِ الجيد.
ـ السرد: على نفسِ الوتيرةِ الفصيحة تعددِت فيه الأصواتِ السردية وتنوعِ العرض، إلا أنه ثبتَ على القوةِ والانسيابيةِ والاتساق، بل وجاء متباينًا بتباينِ الأصواتِ، متناغمًا معها، وواقعيًا، ومشهدًيا، وتصويرًا، وتدويرًا، وتحويرًا، وتقريرًا، وتأثيرًا.
ـ الحوار: ثم كانت الحواراتُ، رغم قلَّتها، إلا أنها جاءت بذاتِ القوةِ والفصاحةِ والبيانِ والجمالِ والانسيابيةِ السردية، متناغمةً ومتوافقةً مع الأحداثِ والشخصياتِ، وواقعيةً لا تخرجُ عن الصورةِ التي رسمتها الكاتبة ولا تحيدُ عن فكرتها.
▪️العرضُ التشويقيُّ:
مميزٌ جدًا في روايةٍ تاريخيةٍ من جانبٍ اجتماعيٍة وسياسيٍّة من أخرى ، نفسيةٍ عميقة فلسفية من ثالثة؛
كانت تتلألأ تشويقًا وإثارةً ومفاجآتٍ من أولِ العملِ إلى منتهاهِ،
بل إن الكاتبةَ أبدعتْ حين جعلتِ القارئ متفاعل مع النصِّ ويحاولُ التكهنَ بالنهاية، وإن كانت ظاهريةً، إلا أنها مخالفةٌ لكلَّ التوقعات،
فقلبتْ ودارتْ وحورتْ وبدَّلتْ وعدلت واوجزتْ وأنجزتْ، فأطربتْ وأمتعتْ وأقنعتْ واشبعتْ.
▪️اقتباسات:
❞ لكن، من يقوى على مواجهة القدر إذا أراد كشف ستاره؟! ❝
❞ أين العدل في بلدة أبى كل أحمق فيها إلا أن يعيش ذليلًا، مسلوب الحرية! فباتت القصور الفارهة تحت إمرة الصعاليك، بينما أسياد القوم -خلقًا وعلمًا- خدام فيها. ❝
❞ الظلم زائل والإنصاف قائم، وأن سحب الظلام ستنجلي يومًا ليقص التاريخ حكاية، روتها "مِقصلة العدل" الباقية، بينما اندثر أبطالها وباتت ذكراهم مجرد كلمات، خُطت فوق بضعة سطور ❝
❞ فلكل داء دواء إلا العبودية، إن تملكت من نفسٍ أهلكتها، وإن تسربت بين العقول أفسدتها، وإذا توغلت في روحٍ أزهقتها، حتى إن قُدر لمعتنقها الشفاء بأثمن العلاجات، تكالبت عليه معتقداته الراسخة "فأبطلتها". ❝
#أبجد
#إسراء_حمدي
#حين_يراقصني_الموت
#مراجعات_محمود_توغان
-
Abd El Rhman Nasr
قد يشعر البعض بالدهشة أو تنتابه الحيرة حين أقول إن أقوى ما يميز هذا العمل هو ذاته أكبر ما يؤخذ عليه من وجهة نظري، ألا وهو اللغة.
من حظ الكاتبة—لا أعرف إن كان حظًا جيدًا أم سيئًا—أنني ما زلت متأثرًا بآراء وأفكار الكاتب والصحافي عارف حجاوي حول اللغة وضرورة تجديد استخدامها، تعابيرها ومفرداتها، لتصبح أكثر مواكبة للعصر الذي نعيشه، والخروج من أنماط الكتابة التقليدية أو الاستخدام الجامد لمفردات عفا عليها الزمن، حتى مع تحري الكاتب للفصحى في كتابته. لذلك، جاءت مقدمة هذه المراجعة متأثرة بوجهة نظر حجاوي عن اللغة.
تدور أحداث الرواية القصيرة حين يراقصني الموت للكاتبة إسراء حمدي في العام الذي يسبق الثورة الفرنسية الكبرى، ثم تعود بالزمن عشرين عامًا إلى الوراء، في منتصف الأحداث، لتوضيح بعض الوقائع التي كان لها تأثير كبير في مجريات الأمور في الزمن الأساسي للقصة.
من خلال حياة أبطال القصة—ماريان، ڤيكتور، الأب ليوني، العرّافة لوترمان، وغيرهم— تنقل لنا الكاتبة جانبًا من أهوال هذه الفترة من التاريخ الأوروبي، حيث برزت محاكم التفتيش بأساليبها المرعبة لحماية الدولة من كل ما كان يُعتبر مخالفًا لتعاليم الكنيسة في ذلك الوقت. هذه الأحداث قد تكون معروفة للكثيرين من قراءات أو مشاهدات وثائقية سابقة، لكن السياق الدرامي الذي تم عرضها من خلاله هو ما ميّز هذه الرواية.
الرواية، من حيث الفكرة، جيدة، لكنها—في رأيي—كانت تحتاج إلى جهد أكبر في التناول والمعالجة. فقد جاء عرض الأحداث سريعًا، يمكن وصفه بالمثل المعروف مرور الكرام على بعض المشاهد أو رسم الشخصيات، خاصة في المشاهد الختامية من الرواية.
وهنا تكمن أكبر مشكلة واجهتها أثناء القراءة، ألا وهي استخدام اللغة.
جاءت لغة العمل، سردًا وحوارًا، بالفصحى، وهو ما تسبب في العديد من المشكلات للنص. على سبيل المثال، استخدمت بعض العبارات المستهلكة في وصف بطلة القصة، ماريان:
"يبحثون بين ثناياها وانحناءات جسدها—الأشبه بلوحة فنية مكتملة الأركان—عما يرضي تخيلاتهم الجامحة..."
كذلك، في أحد الفصول، نرى شخصية جاك الرسام تلقي قصيدة من المفترض أن تحمل الطابع الفرنسي الكلاسيكي، وفقًا لزمن ومكان الرواية، لكنها جاءت—للمفاجأة—عربية الطابع بشدة، وهو ما استغربته كثيرًا.
لم تستطع الكاتبة كذلك الحفاظ على النمط اللغوي الذي حاولت اتباعه، فتارة نجد اللغة سلسة، تتدفق بسهولة وانسيابية، وتارة يحدث العكس، إذ تستخدم ألفاظًا لا أعرف تحديدًا إن كانت قد عفا عليها الزمن أم لا، لكنها، على الأقل، بدت نشازًا أو دخيلة على النص، مثل:
"رُضاب" (بمعنى: الريق)، الذي استخدمته مرتين أو أكثر تقريبًا.
"شَنَّفَ" (بمعنى: نظر نظرة كره أو اشمئزاز).
بعض الفقرات بين فصول القصة لم أجد لها فائدة كبيرة في خدمة حبكة الأحداث، وكان من الممكن الاستغناء عنها.
الجدير بالذكر أن أحد العناصر التي تستحق الإشادة —وكنت أتمنى لو تم التركيز عليه وإعطاؤه مساحة أكبر من النص— هو استخدام تيار الوعي، الذي ظهر على استحياء في بدايات الأحداث، لكنه لم يستمر للأسباب التي سبق ذكرها.
وفي المحصلة النهائية، أصبحت تجربة الكاتبة أشبه باستعراض لغوي مصغر —كان يمكن أن يخرج بشكل أفضل— لأحداث معروفة، لم تأتِ بجديد.