اقتباسات علي مصطفى حميدي

لم أكن أحتاج إلى أحد ليذكّرني أنّ سلمى أكثر من حبيبة، هي زوجتي مع وقف التنفيذ منذ عامين ونصف بعد حبّ أعوام، لكنّني أحتاج إلى تذكيري أنّ الحياة لن تقف على ما حصل معي ومعها وما يحصل، وأنّ مآسينا ربما أخفّ من مآسي الناس.

❞ يقول أبي: «لا تشغل نفسك بالنهايات، اشتغل فقط بالطريق إليها، فهو الممتع، اللذّة هي المحاولة، لا الوصول بذاته، كل شيء ينتهي عندما تبلغ الهدف، لكن قبل ذلك يكون كل شيء جميلاً وممتعاً حتّى وأنت على وشك أن تلامس حلمك، يكون ❝

وحدي معلّقاً ويسيل الوقت حولي ببطء ومكر؟ لماذا تعاد لي نسخ من صور الحياة المؤلمة كأنّني لم أُشبع، أو كأنّني مُيّزت بالأسى؟!

أنا وحدي، ولست وحدي، أشارك من حولي هموهم، ووحدي لي خصوصيّة بمزيد من الهمّ

أنا وحدي، ولست وحدي، أشارك من حولي هموهم، ووحدي لي خصوصيّة بمزيد من الهمّ

لن يصير هذا البؤس الممتدّ الشاسع قدراً للمعذّبين يركنون إليه خانعين، ولن تصير هذه الجغرافيا بسمائها المخيفة وأرضها النازفة التي تغصّ بالقبور والخيام

أجل، ابن آدم قويٌّ، ومرنٌ، ويعتاد، لكنّه لا ينسى آلامه وأحزانه، يستقبل الفرح بفرح، والوجع بحزنٍ وصبرٍ وانكسارٍ قبل أن ينهض

من يقول رأيه في هذه البلاد يُعلّق حتّى يملّ الصبر والانتظار ويملّاه، فينزل من تعليقه جثّة، يكمل رحلته إلى قبرٍ ما محمّلاً بكل ما ستحاط به حكايته من زغاريد، ودموع، وخرافة، ومجد، أو يكمل حياته كما أُكملها؛ حيّاً بما يكفي ليحيي قلوب المنتظِرين.

ربما كانت مجاورة الموتى تجعل الخوف من الموت أقلّ، وإن أصبح أقرب.

ربما كانت مجاورة الموتى تجعل الخوف من الموت أقلّ، وإن أصبح أقرب.

كيف يمكن للإنسان أن يحتمل كل الذي يجري حوله من أهوال، كيف يمكن أن يفضّل أرض الويل على النجاة؟ يفضّلها لأنّها أرضه.

تعرف أمّي أنّ الرحيل طريقٌ باتّجاهٍ واحدٍ، لكنْ ما العمل؟

بيوتنا وإن صارت ركاماً مرتع الصبا، وملاهي الطفولة، وأحلامي كلّها

وقد شدّ عليّ حرّ الأيّام، حرّ فقْد الأحبّة، وهجر الدار والأرض، وحرّ اليأس والضياع.

- يا سلمى، من يُحْيي الأحلام وهي رميم؟

‫ - يُحييها صاحبها، من حلم بها، واشتغل لها وعليها.

لا أقوى حتّى على الحلم، وأنا من كانت الحياة تمدّ يدها إليه مقبلةً

وكأنّ الحياة أصبحت بلا معنى. من أفرغ موتنا من قدسيّته وجلال حزنه وجعله عاديّاً، نحن أم هُم، أم الحرب؟

تفضح عيوننا خيباتنا، وتفصح عن انكساراتنا الكبرى،

ولم يخطر في بالي أنّ هذا البؤس كلّه كان يكبر بينما كنت أذوب في الزنازين.

أشعر أنّ روحي متعبة؛ أتعبتها المآلات، وأرهقها خذلان الناس وحالهم.