اقتباسات علي مصطفى حميدي

لا أعرف كيف تُودَّع البيوت والسقوف التي آوت وقتلت يوم طاحت، ربّما بالدمع المعصور، أو بدفن ما كان تحتها من أحلام وأجساد

كانت البيوت منتهى أحلام الفقراء، وغاية مناهم، «سقف يؤويك» هو ما يُسعى إليه في هذه البلاد المنكوبة؛ وها هي السقوف وقد شيّدت وآوت، تطبق على أصحابها وأحلامهم.

وأريد أن أودّع البيت. لا أعرف كيف تودَّعُ الدورُ، هل بمصافحة حجارتها أم بالقُبَل؟

وأريد أن أودّع البيت. لا أعرف كيف تودَّعُ الدورُ، هل بمصافحة حجارتها أم بالقُبَل؟

أشقياء نحن، وأكثرنا شقاء من عبأَ بالحب فآلمه الشوق ألماً

رعشات الخوف والبرد واحدة.

لا يحبّ الإنسان البرد بفطرته، يلجأ إلى جسده فيستخدمه بالتكوّر، والتقلّص الشديد، والاحتكاك ليشعر بالحرارة، يخاف من السجن، والبرد، والوحدة.

القتل بالإهمال والترك للانتظار الطويل، ووأد الأحلام، تلك التي تنحصر في لقمة زيادة، مساحة أوسع، ثوان إضافية للتبوّل، وحلم مستمرّ بالخلاص بموت هادئ من دون مزيدٍ من ألم

فالأزرق لون الألم. الأجساد المعذّبة زرقاء، والجثث تميل إلى الأزرق، وأثر السياط على الأجساد أزرق، ولون الشفاه العطشى والميّتة في الأقبية أزرق، والبحر أزرق.

مات أبونا، وبقيت تفاصيل حياته غامضة كأنّها سرّ بين اثنين دُفنا معاً

أحنّ إلى كل شيء كان في حياتي، أحنّ إلى حياتي.

وأنا إذْ نجوت لم أدرك كيف نجوت، وبعد أن وصلت هنا أفكّر: لماذا نجوت؟

سكت وأعاد عناقي بقوّة، لم ينطق مجدّداً، لكنّه كان يقول أشياء كثيرة كالأخرس الذي اختار العناق ليقول كل شيء مرّة واحدة.

يتفنّن المعتقل بمحاولات التسلّي والنسيان حتّى يتبلّد تماماً، ولا يثيره سوى التعذيب وأصوات المعذّبين حوله

يعتاد على كل شيء، وتصبح يوميّاته جزئيّات لم تكن تخطر في البال؛ يراقب شقوق الجدران، ويعدّ شعر يديه، أو ساقيه،

يعتاد على كل شيء، وتصبح يوميّاته جزئيّات لم تكن تخطر في البال؛ يراقب شقوق الجدران، ويعدّ شعر يديه، أو ساقيه،

يعتاد على كل شيء، وتصبح يوميّاته جزئيّات لم تكن تخطر في البال؛ يراقب شقوق الجدران، ويعدّ شعر يديه، أو ساقيه،

في كل مرّة كان يمكن أن أكون أنا الشهيد فعلاً، لكنّني نجوت؛ ليس بقوّتي، بل لأنّ لي عمراً كتبه الله، وها أنا أقضي بقيّته تائهاً حائراً مصعوقاً من كل ما يدور حولي من أحداث.

عامان لم أعرف الصباح من اللّيل، الأوقات متشابهة، الأيّام تمرّ من دون حساب

عامان لم أعرف الصباح من اللّيل، الأوقات متشابهة، الأيّام تمرّ من دون حساب