اقتباسات روضة الحاج

أُفتِّشُ في هذه الذاكرةْ

‫ لأعرفَ

‫ من أين يأتي الحنينُ

‫ وكيف تصادِرنُي

‫ لحظةٌ آسِرةْ!

لكِنْ كسَبتُ -وهذي الكبرياءُ معي-

‫ نفسي وفي الصدرِ يبكي المرهفُ الدَنِفُ!

‏مقيدةٌ

‫ ‏بالذي لم أقُلْه

‫ بما قالَني دونَ إِذنِي

‫ ‏بأحبالِ هذا الكلامِ

‫ ‏العييِّ الفصيحِ

لَكَمْ أبدلَ التوقيتُ

‫ مِنَّا مواقفا!

لكنَّني وكعادتي

‫ في الحربِ لا أستسلمُ!

أتألّمُ

‫ وأكادُ من فرطِ الذي في الروحِ

‫ أحياناً -على صبري -

‫ أكادُ من الجوى

‫ أتهشّمُ!

‫ وبداخلي

‫ تتصارعُ الأضدادُ

‫ ترتبكُ الرؤى

‫ ويشدُّني طيني القديمُ المبهمُ

‫ أبني كهوفاً كلَّ يومٍ داخلي

‫ وأدسُّها لتدُسَّني

‫ لكنَّها

‫ تتهدَّمُ!

وهذا الذي قد تبقَّى معي

‫ يقيني وصبري

‫ وقلبي الذي كلَّما اختبَرَته الجراحُ

‫ تسامى عليها

‫ ولم يركعِ

لكنَّ شيئاً ما بروحي

‫ كلَّمَا انبهمَ الطريقُ

‫ أنارَ لي

‫ وأضاءني

‫ وعدا أمامي

‫ واشترى لي بسمةً

‫ شيئاً يُؤانِسُ وحشتي

‫ وبنفحِه أتعطَّرُ!

❞ أوَ ليس حرفَكَ أنتَ أغنيةٌ

⁠‫يردِّدُهَا الصباحَ كأنَّها تعويذةٌ

⁠‫ويُعيدُها عندَ المغيبْ؟ ❝

❞ وأنَّي أُجانِبُ كلَّ الحقيقةِ

⁠‫حين أُسمَّيكَ صاحِ

⁠‫وأدعوكَ بعضي ❝

❞ إنِّي أُحاذِرُ أن نَحَارَ إذا مضينَا

⁠‫ثم لا نَجدُ الدليلْ! ❝

❞ لنا اللهُ يا أصدقَ الشاعرات

⁠‫ويا أشعرَ الإنسِ والجنِ

⁠‫ما ضرَّ (شيخُ عكاظٍ) إذا قالها دونَ لو

⁠‫وماذا إذا جاءَ قبلَكِ

⁠‫أو جاء بَعدَكِ مَنْ كانَ بالسوقِ

⁠‫أو لم يجئْ

⁠‫وهل تنفعُ الشعرَ أو

⁠‫أيا أعذبَ الشاعرات ❝

❞ لي يا سفورَ الحرفِ حين أشاءُ من لُغتي حجابْ

⁠‫لي يا حجابَ الحرفِ حين أشاءُ من لُغتي سفورْ ❝

❞ مُقيَّدةٌ

⁠‫‏بالتفاصيلِ

⁠‫‏والممكنِ المستحيلِ

⁠‫‏وبالخوفِ

⁠‫‏والذكرياتِ التي ما تزالُ مُعلَّقةً

⁠‫‏كالخفافيشِ

⁠‫‏في كهفِ روحي! ❝

❞ تأخَّرتَ

⁠‫توقيتُ اعتذارِكَ جارحٌ ❝

❞ أنا لم أعُدْ غيرَ اضطرابٍ

⁠‫واغترابٍ

⁠‫وانتحابٍ

⁠‫كلَّما أخفيتُه

⁠‫أنبا به عنَّي القصيدْ ❝

❞ وتَثقُلُ بعدكَ الأيامُ خطوا

⁠‫ويثقُلُ كاهلي شَوقاً وشَوقا

⁠‫أُحِسُّ كأنَّ بعضي قد تَهَاوَى

⁠‫وأنَّ القلبَ بالأشجانِ شُقَّا ❝

وأقولُ للفأسِ التي قد أنكرَتني

⁠‫حاولي

⁠‫مهما كسرتِ

⁠‫فإنَّني

⁠‫لا أُكسرُ!

⁠‫أرأيتني؟!

⁠‫بدويةٌ

⁠‫لم تستطعْ هذي المدينةُ

⁠‫أن تُضلِّلَني

ولكنَّني

⁠‫رغم ذلك

⁠‫لم أدرِ

⁠‫من أين ينبعُ

⁠‫هذا الحنينُ

⁠‫وكيف الهروبُ

⁠‫من الذاكرةْ؟!

يفاجئُني

⁠‫أنَّ كُلَّ التفاصيلِ

⁠‫كانت هنالك

⁠‫حتى التي كنتُ أحسبُها

⁠‫عابرةْ