اقتباسات زينب محمد طه

أدرك مراد أن عدم معرفة ما سيحدث في المستقبل هي نعمة يجهلها الكثيرون!

نظرتُ نظرةً أخيرة على الساحة الملكية أُوَدِّع فيها أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم وُلدوا مختلفين عنا. لِمَ لا نتقبل اختلاف الآخرين؟ لماذا نرغب في أن نكون سواسية بلا اختلافات؟ لقد خلق الإله الأبيض والأسود، السماء والأرض، الطويل والقصير. خلق البحار والأنهار، الليل والنهار، الذكر والأنثى، وغيرها من الأشياء المختلفة عن بعضها. لماذا لا نتصالح مع الحقيقة؟ هناك من يختلف عنا وهناك من يشبهنا، وليس بالضرورة أن يكون المرء وغدًا إن اختلف عنا، فكثير ممن يشبهوننا حقراء أخساء!‏

لقد حاولت مرارًا أن أتخطى حبكِ ولكنني فشلت! والآن، أطلب منكِ أن تسمحي لقلبي بأن يعيش بقية حياته سعيدًا! ‏

سيعيش الأمل دائمًا في غياهب اليأس، حتى وإن بحثتِ عنه طوال الدهر ولم تعثري عليه، لا بد أن تشرق الشمس مجددًا لتبدد حُلكة الليل فيتوهج الأمل كالألماس في سماءٍ ملبدةٍ بالغيوم! ‏

سندفع جميعًا ثمن أخطائنا في حق الآخرين، وبالأخص في حق أنفسنا! ‏

‏- الفضول هو الشيء الوحيد الذي يجعلنا نكتشف ونتعلم الأشياء الجديدة بل نبتكرها بحق

هناك جروح يتوجب علينا مداواتها بالكلام الصادق والسلوك الحسن يا سيدي.‏

غمرتني الذكريات كما تغمر مياه الأمطار الزهور الذابلة. لم أكن أعلم أن النسيان وحشٌ مرعب إلا عندما عادت لي الذكريات الحزينة والسعيدة معًا! أيقنت حينها أن المرء ما هو إلا لحم ودم ومجموعة من الذكريات التي تمثل حياته بأكملها! ‏

يستلون السيوف ويضعونها فوق أعناقنا ويذبحوننا وكأننا نعاج تُقدم في الأضحيات. نمشي في الأزقة جائعين تائهين كُتب علينا الذِلة والمهانة وأُصبنا بغضبٍ من البشر أجمعين.‏

فلتقطع لساني يا سيدي حتى ينبثق لي لسانين أنطق بالحق بهما، واكتم أنفاسي حتى أتنفس أكثر وأنا أصارع الشر والظلم، ولتطفئ شعلة حماسي حتى أتوهج ثانيةً لأبيد ظلمك وظلامك معًا، فلتلملم حروف كلماتي المتناثرة في حلقي ثم ألقِ بها في بحر الصمت لأغوص فيه بحثًا عنها لأشكل كلماتي التي ستخترق قلبك كالسيف!

وها هي ذي نعمة أخرى أنعم علينا بها الإله ولكننا لن نُقدِّر قيمتها إلا عندما نفقدها.. إنها نعمة التذكر!‏

لأنني محاربة، والمحاربون لا يرفعون الرايات البيضاء بهذه السهولة.‏

دائمًا ما تكافئني الحياة بأصدقاءَ رائعين.

الماضي والحاضر والمستقبل هم أمور حتمية لا بد من حدوثها كما هي دون التلاعب بأحداثها أو تغييرها، وإلا وقعت الكوارث.

الحياة ليست منصفةً يا نور. لا تنتظري العدل في عالم يموت فيه الأطفال جوعى أو مرضى أو كلاهما معًا!

ولكن هذه المدينة تكرهنا يا أمي، هذه المدينة لم تحنُ علينا أبدًا. إن قتلوني يا أمي، فلا تحزني لفراقي؛ فأنا أستحق الموت لأنني لهثتُ خلف الحُلم السخيف ونسيتُ نفسي فظلمتُها وظلمتُ عائلتي. لقد نسيتُ يا أمي، أنه لا مكان لأحلامنا في المدينة الضبابية،

من يبحث عن الجمال سيعثر عليه دائمًا يا آنستي. فقط من يبحث عنه بقلب صادق!‏

غريبة هي هذه الحياة! تجعلك تحب اليوم من كرهته بالأمس، وتكره غدًا من أحببته اليوم!‏

لم تكن الرسالة مجرد كلمات، بل صيحة خفية من أعماق الظلام. مع كل سطر قرأه، ازداد اضطراب أحشائه، وكأنها تتمرد على وجودها داخله. تصاعدت رغبة التقيؤ بداخله كما لو أن جسده يحاول لفظ ذلك الشر الذي تسلل إليه من بين السطور. للحظة، شعر بأن برد الليل لم يعد يلسع جسده فقط، بل تخلل إلى روحه، جاعلًا إياه أسيرًا للخوف والقلق.‏

حتى في أكثر لحظات السكون، كانت الهمسات تُشاع عن تلك الوجوه الدميمة، كأنها تتربص وراء كل نافذة مظلمة.‏