اقتباسات أبو حيان التوحيدي

❞ الثَّالثُ فهو الحكيمُ الذي قد وَثِقَ بالمعَاد، واطمأنَّ إلى حُسْنِ المنقلَبِ، فهو يدأب في أخذ العتاد، وإعداد الزَّادِ للحياة الصَّافيةِ الَّتي هي في مقابلة الحياة الكَدِرة، ويكون دؤوبُه ونَصَبُهُ على قَدْرِ استبصاره وشوقهِ إلى الله تعالى في وَزْنِ معرفته بالله ❝

❞ قال أبو سليمان: النَّاسُ في حديثِ الموتِ ثلاثة، فأمَّا الغنيُّ ذو الجِدَّة والقُدْرَةِ والثَّروةِ فهو يكره الموتَ بالبيِّنَةِ، وفي مقابلته الفقيرُ الشَّقيُّ السَّيئُ البَخْتِ المحرومُ المرحومُ. وهذا على الضِّدِّ يتمنَّى الموتَ. ❝

❞ فإنْ قلتَ: وكيف يكون هذا؟ وهل يجوز أن يقتبس حياةً دائمةً من حياةٍ منقطعةٍ؟

⁠‫فهذا أوَّل غفلتك، وأجنى جانٍ عليك. أنت قد تشعل سراجك من سراج آخر قد أشْفى على الانطفاء، فَيَتَّصِلُ الثَّاني وينقطع الأوَّل. ❝

❞ أما الحياةُ السَّابعةُ فهي حياةُ الظَّنِّ والتَّوهُّمِ. أعني ما يغلب على الإنسان من الذِّكْر والصِّيت والشُّهرة بأيِّ وجهٍ كان، ولذلك قال الأوَّل: إنَّ الثَّناءَ هو الخُلْدُ. ❝

❞ اللهمَّ اجعلْ فِكرَنا في مَلَكُوتِ سمائِكَ وأرضِكَ وما بينهما، عائدًا علينا بمعرفتكَ، وبَحْثَنا عَنْ أسرارِ حِكمتكَ، مُحَرِّكًا لنا إلى خالص توحيدِكَ، وَتَصَفُّحَنَا لظاهرِ عِلْمِكَ وباطِنِهِ، مُفضيًا بِنَا إلى الثِّقَةِ بك، واستيحاشَنا عن كُلِّ ما يُبْعِدُنا عنك ❝

❞ وصفه لنا ياقوت الحموي في معجم الأدباء فقال إنه «فيلسوف الأدباء، وأديب الفلاسفة، ومحقق المتكلمين، ومتكلم المحققين وإمام البلغاء .. فَرْد الدنيا الذي لا نظير له ذكاءً وفطنةً، وفصاحةً ومُكْنةً». ❝

❞ كان واحدًا من الذين أعطاهم الله فصاحة لسان، وحسن بيان، وسيلان قلم الإبداع، والتنويع اللفظي؛ فقد كان أديبًا بارعًا، أُوتي قدرة فائقة على استدعاء المعاني اللطيفة، واختيار الألفاظ المليحة، فهو صاحب عقلية من أكثر العقليات الإسلامية خصوبةً ❝

❞ من سابق الدهر كبا‏

⁠‫‏كبوةً لم يستَقلْها آخر الدهرِ‏

‫‏فاخطُ مع الدهر إذا ما خطا‏

⁠‫‏واجرِ مع الدهر كما يجري‏ ❝

❞ يقول حاتمٌ الطائيُّ:‏

‫‏أكفُّ يدي من أن تنال أكفَّهمْ‏

⁠‫‏إذا ما مددْناها وحاجاتُنا معَا‏

‫‏وإني لأَسْتَحْيِي رفيقيَ أن يرى‏

⁠‫‏مكانَ يدي من جانب الزاد أقْرَعا‏ ❝

❞ قال رجلٌ من فزارة:‏

‫‏تنبح أحيانًا وأحيانًا تهِرّْ‏

⁠‫‏وتتمطَّى ساعةً وتقدحِرّْ‏

‫‏تعدُو على الضَّيْف بعودٍ منكسر‏

⁠‫‏يسقط عنها ثوبُها وتَأْتزر‏

‫‏لو نُحرتْ في بيتها عشر جُزُر‏

⁠‫‏لأصبحتْ من لحمهنَّ تعتذرْ‏

‫‏بحَلِفٍ سَحٍّ ودمعٍ منهمرْ‏

⁠‫‏يَفِرُّ مَن قاتلَها ولا تفرّْ‏

⁠‫‏المُقْدَحِرُّ: المتهيئ للسِّباب.‏ ❝

❞ قال ﷺ : «أشد الأعمال ثلاثة: إنصاف الناس من نفسك، ومواساة الأخ من مالك، وشكر الله تعالى على كل حال.» ❝

❞ يا أيُّها الرجل المُزْجِي أذيَّته‏

‫‏هل أنت عن قولك العورَاءَ مزدجِرُ؟"‏

‫‏"إني إذا عُدَّ مِبْطاءٌ إلى أمد ‏

‫‏لا يستطيع حِضاري المقرف البَطِرُ"‏

‫‏"لاقى قناتيَ مِصْرارًا عَشَوْزَنَةً ‏

‫‏لا قادح قد تبغَّاها ولا خوَرُ"‏

‫‏"إنِّي لأصفح عن قومي وألبَسُهم‏

‫‏على الضغائن حتى تبرأ المِئَرُ"‏ ❝

❞ كم إنسان أهلكه لسان! رب حرف أدى إلى حتف. ❝

❞ من استغنى بالله عن الناس أمن من عوارض الإفلاس. ❝

❞ الشقي من جمع لغيره فضنَّ على نفسه بخيره. زد من طول أملك في قصر عملك. لا يغرنَّك صحة نفسك، وسلامة أمسك، فمدة العمر قليلة، وصحة النفس مستحيلة. ❝

❞ قيل: ما التمام؟ قال: بلوغ الشيء الحدَّ الذي ما فوقه إفراط، وما دونه تقصير.‏ ❝

❞ قيل: ما الحلم؟ قال: ضبط الفكر بكفِّ الغضب.‏ ❝

❞ رواه جابر بن عبد الله: هلاك الرجل أن يحتقر ما في بيته أن يقدِّمه إلى ضيفه، وهلاكُ الضيف أن يحتقر ما قُدِّم إليه.‏

⁠‫‏ذكر الأصمعي أن أعرابيًّا خرج في سفر ومعه جماعة، فأرمل بعضُهم من ❝

❞ إذا ازدحم الجواب خفي الصواب. الكريم للكريم مُجِلٌّ. موتٌ في قوةٍ وعزٍّ خيرٌ من حياةٍ في ذلٍّ وعجز. عدل السلطان خيرٌ من خصب الزمان. من توقَّى سلِم ومن تهور ندم. من أسرع ❝

«إذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون.»‏