اقتباسات محمد موافى

فهل اليقينُ سهلُ النَّوالِ، أم أن مُنتهاه عينُ المُحال؟ قيل لنا: «من طلب المُحال لا يحظى بنوال، وإن أَجَلَّ النوال ما وصل قبل السؤال». فهل تعجلتُ في سؤالي اليقينَ، أم أخطأتُ في ابتغائي المُحالَ؟‏

أبشع البشر من يلاحقوننا بالملام، ولم يتعرضوا لرُبع ما عانينا وعاينّا، ينصحونك وأيديهم في الماء البارد،

‫ إذا أردت كسب صديق، فكن صديق نفسك، جرِّدها من كل شاغلة، وخاطبها أو خاطبك، ستكون صديقا لك، وتهبك الحياة أوفياء.‏

قبل أن تنام سامح الجميع. ابدأ بمن ظلمك، فتمنّ له الخير، وسلمها لله.‏

«الخلاص في إعمال العقول، وإطلاق الروح من قيودها. فالإخلاص نجاة، وليس أخطر على الرؤوس من رغبة أو رهبة».

دنيا بلا روحٍ موتٌ وعَبَثٌ، وأن روحًا بلا حُبٍّ حياةٌ بلا ماء، وأن قَدَرَ الجاهلين الشيءَ نُكرانُه وعداوتُه.

من يحتمل حمل الأسرار، ومن يقدر على توصيل رسالة في بلدٍ بُني على قاعدة الحذر والشك والحرص

البشر أنواع: منهم من يبحث عن السر، ومنهم من تزوره الأسرار وتبوح له بمكنونها في مناماته، فيبتسم في الصباح أو يُربكه تشاؤمٌ.‏

أو ليس كل شيء إلا الحقيقة خيالا؟ الناس نيام وخيال، الحياة التي يدبون فيها والأشياء التي يمسكونها خيال، اللذة والعذاب، السعادة العابرة والمرارات السافرة خيال،

لي طلعتان، واحدة مؤقتة لا تتعدى ساعات من توقيتاتكم، ومرات قليلة امتدت لثلث يوم أو أقل من يوم الحق ولي طلعة طويلة شاقة شاهقة صعبة ومرهقة، لا توصف ولا عودة لأغلبنا نهائيا بعدها إلّا يوم التغابن وربما بعضنا يعود، أو

وفي صباح من ألف صباح بيوم عمل قصير، صادفت صاحبا فيه مني شبه، ويفصلنا أخذٌ للإرادات بقوة، وتمسنا من المياه قطرات مسكونة بالشوق لمن كان ولم يكن شيء معه ولا قبله.

جماعاتٌ من سعداء الحظ، هم مختارون ومصطفون وأخيار. يتوسطهم آخرهم الذي هو أولهم. كيف أصفه؟ وهو أضوأ من قمر مبتسم لإتمامه أربع عشرة. بسّام كنهر عذب يتدفق في جنة رضوان.‏

وارتفعت غماماتٍ مُنَدّاةً مثقلةً بالمحبة، وثُلة أخرى أقل قليلا لم تكتفِ بالارتفاع، فارتقت وعَلَتْ حتى سكنت حواصل طير جميل شفّاف البطن، وراحت تطوف حول عرش مهيب فوق الماء، ويسكنها تدفق مُحاياة. فوقها ارتكنت مطمئنة

بيني وبين إخواني تشابه وتنافر، وبيننا ما بيننا من تفجر طاقة وتموج ارتقاء. منا من يسكن فوق خد نهر عذب

ويْحَ هؤلاء البشر، دنيا خيالٍ لا تتوقف آلتُها الحربيةُ والهدم، من ظَهْرِ خيلٍ لجوفِ دبّابة، من السيف إلى النار، إلى ما فاق حد تصور التدمير. دفعٌ بدفعٍ، وما زالت تسير بسنَّة كونية مقدورة، وفي دائرة مُحكمة.‏

الحقيقةُ واضحةٌ كنور هذا الشروق. حيث صباحٌ منتشٍ بعافيةٍ، مفعمٌ ببهجةِ نورٍ، دائبٌ بكائنات الحياةِ، مبتسمٌ بذراتِ نسماتِ أسرارٍ ممزوجةٍ ببُخارِ مُحَايَاةٍ.

فتحسسَ جسدَه ليدركَ إن كان وجودُه حقيقةً، أمْ هو طيفُ عين ذاتِ خيالٍ؟ فاحتار: هل هو مُختارٌ؟ أم بنفسه عطبٌ، وبعقله مسٌّ من جنون؟ إنه بقدر معرفتك، يشتد بؤسك.‏

في محنته تمنى أملًا. في أمله خاف حُلمًا. في حلمه قرر اختلاءً. لما اختلى اجتلى،

الابتسامة أجر، والغضب أبو الشر. فطوبى لمن يلتمس العذر، ويجبر الكسر، ذلك الذي لا يُعرقله ارتباك، ولا يستخفه غرور.‏

العقول الكبيرة بحورٌ كبيرة تهتم بنفسها ولا تحقد على فروع أنهار تصطدم بها. لو انشغلت بقلبك، لما شغلتك عقائدُ مخفيةٌ في صدور الناس.‏