اقتباسات لاسلو كراسناهوركاي

"ويبدأ المطر من جديد بينما تضيء السماء في جهة الشرق، سريعًا مثل ذكرى، قرمزية زرقاء شاحبة متكئة على أفق متموج، منتظرة أن تأتي الشمس في أعقابها، تنتظر مثل متسول يشق طريقه لاهثًا كل يوم إلى مكانه على درجات المعبد، مفعمًا بالبؤس وبانكسار القلب… مستعدة لجلاء عالم الظلال، ولتفريق الأشجار إحداها عن الأخرى، وللنهوض متعالية على تلك الوحدة اللامتمايزة المشوَّشة المتجمدة… وحدة الليل الباردة التي كانوا عالقين فيها مثلما تعلق ذبابات في شبكة عنكبوت… أرض وسماء بمعالم واضحة، بحيوانات وبشر واضحين… ولا تزال الظلمة هاربة عند نهايات الأشياء، في مكان ما عند ذلك الأفق، في أقصى الغرب حيث تختفي أهوال لا حصر لها، واحدًا بعد الآخر، مثل جيش مشتت مرتبك مهزوم. "

❞ لقد أدخل كل شيء في حسابه: التقدُّم في السن، والإحساس بالوحدة، واحتمال الخوف من الموت، والإحساس بالتوق إلى ما يتجاوز حالة الهدوء التام، وفكرة وقوعه في قبضة ذعر خانق عندما يرى تحقُّق توقُّعاته الرهيبة، وكذلك إمكانية أن يكون قد جنَّ، ❝

❞ انطلق فبدأت البيوت وأسيجة الحدائق تمر به، لكنه كان يحسّ اندفاعها المحموم أكثر مما كان يراه، لأن عينيه كانتا غير قادرتين على رؤية أي شيء، ولا حتى بلاطات الرصيف المربّعة تحت قدميه. أشجار تمر به سريعًا، بجذوعها المائلة وأغصانها العالية ❝

❞ قل له إنني لا أحبّ الإكثار من الكلام. سوف أتركه يخرج بشرط واحد، أريد أن يظلَّ فمه مطبقًا من غير أن يقول كلمة واحدة. عليه أن يكون صامتًا كأنه قبر ❝

❞ كيف يمكن أن يختفي مثلما يختفي «لحن رقيق في خضم نغمات متنافرة» ❝

❞ الشجرة التي يظهر أنها ضجرت كثيرًا من التشبّث بالتربة فأرخت قبضتها عنها وسقطت، مثلما يسقط عملاقٌ طيبٌ ❝

❞ كان فالوسكا قابضًا على حقيبة الملابس بإحدى يديه، وعلى ورقة صغيرة بيده الأخرى، فبدا كمن يحاول الاختباء خلف ظلِّه، أو كأنه يحاول الاختفاء بين طيّات معطف ساعي البريد الواسع الذي لا يخلعه أبدًا ❝

وتعطَّلَتْ عاداتُ المرءِ اليوميَّةِ في ظل مناخ من الفوضى المضنية المنتشرة في كل حدب وصوب، تلك الفوضى التي جعلت المستقبل أمرًا يصعبُ توقُّعُه، وجعلتِ الماضي أمرًا يصعبُ تذكُّرُه، وجعلتِ الحياةَ العاديَّةَ منْعَدِمَةَ النِّظام على نحوٍ جعلَ الناسَ يفترضون أن من المحْتمَلِ حدوثَ أيّ شيءٍ غيرِ متوقَع…

❞ أيّ شخص آخر قادر على الالتقاط الدقيق لتحرُّكات عقله التي كان لا يفهمها، كما أقرَّ هو نفسه، إلا فهمًا غامضًا في أحسن الأحوال ❝

❞ أيّ شخص آخر قادر على الالتقاط الدقيق لتحرُّكات عقله التي كان لا يفهمها، كما أقرَّ هو نفسه، إلا فهمًا غامضًا في أحسن الأحوال ❝

❞ ما كان هناك مَنْ يستطيع أن يفسِّر له هذا، ولا حتى من يتحدَّث معه عنه؛ وذلك لأن عامَّة الناس كما هي نزعتهم عادة ليست ميَّالة إلى الإصغاء إلى ما تعتبره «ثرثرةً كسولًا». ❝

❞ ما كان لديها أي سبب يدعوها إلى السخط على جارتها الوفية التي لم تكتفِ بتهوية الشقَّة كلَّ يومٍ، بل كانت حريصة أيضًا على الانتباه إلى الأزهار التي تعتني بها صاحبة البيت كل عناية: كانت تربة الأصص رطبة رطوبةً لطيفةً ❝

❞ خطر في ذهنها فجأة «الشيء المهم» الذي كان ينقصها: الأزهار! كانت لديها نبتتان بلاستيكيتان ونبتة أسبرج دبقة جلبتها معها من بيتها القديم؛ لكن هذا أقل مما يلزم لإرضاء ما كانت تشير إليه باسم «غريزة الأمومة» التي انبعثت لديها من جديد. ❝

❞ جزءًا من اعتبارها نفسها ضحيّة غافلة، بريئة للكون العدواني كلِّه، الذي لا سبيل مجديًا إلى الدفاع عن النفس في مواجهة صقيعه المطلق. ❝

تلك الفوضى التي جعلت المستقبل أمرًا يصعبُ توقُّعُه، وجعلتِ الماضي أمرًا يصعبُ تذكُّرُه، وجعلتِ الحياةَ العاديَّةَ منْعَدِمَةَ النِّظام على نحوٍ جعلَ الناسَ يفترضون أن من المحْتمَلِ حدوثَ أيّ شيءٍ غيرِ متوقَع… لن يُفتحُ البابُ حتّى لو لم يكنْ في البناء بابٌ غيرُه، وسينمو القَمْحُ إلى الأسفلِ متغلغِلًا في الأرضِ لا خارجًا مِنها!

❞ بعد بضع اهتزازات خرقاء-… توقَّف القطار مترجرجًا وكأن الأمر الذي سمح لهم بالانطلاق قد ألغي على غير توقُّع. إلا أن صيحات القنوط سرعان ما أخلت المكان لضحكات حانقة حائرة بعد أن أدرك الناس أن من المرجَّح لهذا الوضع أن يستمر ❝

❞ فضلًا عن ممتلكاتها الصغيرة كلِّها التي كانت تعرف جيدًا أنها ليست مجرد جزيرة في عالم لا يمكن فيه التنبؤ بأيِّ شيء، عالم صارت عصرياته وآحاده ذكرى فقط؛ إلا أن ذلك البيت كان ملجأً وعزاءً لامرأة وحيدة تعيش حياة منظَّمة محسوبة ❝

❞ فضلًا عن ممتلكاتها الصغيرة كلِّها التي كانت تعرف جيدًا أنها ليست مجرد جزيرة في عالم لا يمكن فيه التنبؤ بأيِّ شيء، عالم صارت عصرياته وآحاده ذكرى فقط؛ إلا أن ذلك البيت كان ملجأً وعزاءً لامرأة وحيدة تعيش حياة منظَّمة محسوبة ❝

❞ جعلتِ الحياةَ العاديَّةَ منْعَدِمَةَ النِّظام على نحوٍ جعلَ الناسَ يفترضون أن من المحْتمَلِ حدوثَ أيّ شيءٍ غيرِ متوقَع… لن يُفتحُ البابُ حتّى لو لم يكنْ في البناء بابٌ غيرُه، وسينمو القَمْحُ إلى الأسفلِ متغلغِلًا في الأرضِ لا خارجًا مِنها! ❝

ما كان قادرًا على أن يتبيَّن أي اختلافٍ عضويٍّ حاسم بين حياته وحياة الآخرين؛