اقتباسات ميلان كونديرا

بتينا أخت الشاعر برنتانو, زوجة الشاعر آرنيم, عاشقة بيتهوفن, عضو الأسرة الرومانسية, كانت صديقة غوته, هذا هو وضعها الذي لا مثيل له: إنها مليكة مملكتين.

باعتبار أن الموت والخلود يشكلان زوجًا لا ينفصم من العشاق, يصبح الشخص الذي يختلط وجهه بوجوه الموتى, خالدًا وهو حي.

تذكرت آنيس بأنها فتنت في طفولتها بفكرة أن الله يراها, ويراها بدون توقف شعرت حينئذ للمرة الأولى بلا شك بتلك المتعة, ذلك التلذذ الغريب الذي يشعر به البشر لأنهم يرون

إن "الحبّ البريء" هو الصورة التي بقيت فينا بمثابة ذكرى من الجنة: لم تكن الحياة في الجنة تشبه الرحلة ذات الخط المستقيم التي تقودنا في المجهول، ولم تكن مغامرة. بل كانت تتحرك في سير دائري وسط أشياء معروفة، ولم تكن رتابتها ضجرًا بل سعادة.

سبق لي أن قُلْتُ آنفاً إن الاستعارات خطيرة وإن الحب يبدأ من استعارة. وبكلمة أُخرى: الحب يبدأ في اللحظة التي تسجَّل فيها امرأة دخولها في ذاكرتنا الشعرية من خلال عبارة

لكل انسان سيرتان جنسيتان .و لا يجري الحديث في الغالب الا عن الاولى التي تتالف من قائمة علاقات و لقاءات غرامية .غير ان الاهم و بلا شك ,هي السيره الاخرى : موكب النساء اللواتي رغبنا فيهن ,و لكنهن افلتنا منا , اي تاريخ مؤلم للامكانات التي لم تتحقق.

ما لا يُطاق في الحياة ليس هو وجود المرء، بل هو أن يكون أناه.

«الحياة معركة» إنها عبارة لابدّ أنها عند نطقها للمرة الأولى، نُطقت كتنهيدة كئيبة ومذعنة.

هل الحب ممكن من دون ملاحقة المحب القلقة لصورته في ذهن المحبوب؟ بمجرّد ما نكفّ عن الاكتراث بصورتنا لدى الآخر، فمعنى ذلك أنّنا لم نعد نحبّه

قد يفسّر لنا الفلاسفة أن رأي الغير لا أهمية له، وأن الاهمّ هو ما نحن عليه، لكنّ الفلاسفة لا يفهمون شيئًا. طالما نحن نعيش بين بني البشر، فسنكون ما يتصوّرنا الآخرون. ولمّا يسعى المرء جاهدًا لكي يبدو في ألطف صورة، ولا يكف عن السؤال عن صورته لدى الآخرين

لكن لا شيء ألهمه ربّما، رغم شبابه، مثلما ألهمه الموت، الموت الساحر، الموت المتحوّل إلى كحول شعري.

وكان يفكر ان السؤال الاساسي ليس : هل كانوا عارفين ؟ بل : هل هم ابرياء لأنهم غير عارفين ؟ أيكون الغبي الجالس على العرش منّزه عن كل مسؤولية فقط لأنه غبي ؟

إن كلمة شفقة توحي عموما بالارتياب، وهي تُعنى بشعور يعتبر أقل منزلة ولا علاقة له بالحب إطلاقا. أن نحب أحدا شفقة به فهذا يعني أننا لا نحبه حقا.

وحدها الصدفة يمكن أن تكون ذات مغزى، فما يحدث بالضرورة ، ما هو متوقع و يتكرر يوميا يبقى الشيء أبكم، وحدها الصدفة ناطقة .

جميعنا في جزء ما في أنفسنا نعيش وراء الزمن، ربما لا نعي عمرنا الا في لحظات استثنائية، اننا معظم الوقت أشخاص بلا أعمار .

لا توجد وسيلة لنتحقق اي قرار هو الصحيح ، لأنه لا سبيل لأي مقارنة .

قال فرانز في أحد لقاءاتهما الأولى وبنبرة مميزة : سابينا ، أنت امرأة .. لم تكن فاهمة لماذا أعلن لها على هذا النحو الاحتفالي وكان کریستوف كولومبوس يعلن لتوه عن اكتشاف أحد سواحل أميركا . ولكنها فهمت فيما بعد أن كلمة امرأة التي تلفظها بفصاحة مميزة لم تكن تعبر بالنسبة له عن صفة تميز أحد جنسي النوع البشري ، وإنما كانت تمثل قيمة . إذ ليست كل النساء جديرات بأن يدعين " نساء " .

– الحب هو فضيلة الفضائل، فهو يفقدنا الوعي بما هو أرضي، ويملؤنا بما هو سماوي ، وهو بذلك يُخلصنا من كل شعور بالذنب

لا أفهم الحب الذي يدعو "للثقل" ولا أفهم العلاقة الطردية بينهما. الحب إن لم يجردك من كل ثقل فهو ثقل إضافي في حياتك لا يعوّل عليه، الحب هو الخفة، وأنا في الحب كائن لاتُحتمل خفته.

‏"وحدها الصدفة يمكن أن تكون ذات مغزى فما يحدث بالضرورة ما هو متوقع ويتكرر يوميا يبقى شيئًا أبكم وحدها الصدفة ناطقة".