اقتباسات طارق إمام

فعندما يخسر الإنسان شيئاً، يبحث عمَّا يُعوِّضه وليس عمَّا يستحقُّه.

هكذا علمتنا الحياة: لا بد دائمًا أن يموت أخٌ ليحيا توأمه.

يفسد المطرُ السيجارةَ في ركن فمي، ويُشوِّشُ رؤيتي بينما يحوِّل أحلام يقظتي لجثةٍ كبيرةٍ بلا دماء.. بلا نظرة رعب ولا شحوب

أن من يكشف عن قاتل حقيقي هو بالضرورة ـ وكما تَعلَّمنا ـ قاتلٌ مبيَّت.

أن فلسفة القاتل هي نفسها آثار جرائمه.. اللحظة التي يستطيع فيها شخصٌ أن يعرف كيف تفكر ـ وليس كيف تُنَفِّذ جرائمك ـ هي دائمًا اللحظة التي تموت فيها

«إذا أردت الانتقام من ألد أعدائك، دعه يحيا». هكذا تركت لديَّ الحياةُ بعضَ حكمتها. لم أعرف شخصًا قبل ذلك عاقَبَه الموت.. بينما أستطيع أن أُحصي لك عشرات، بل مئات.. آلاف.. ملايين الأشخاص ممن تكفَّلت بهم الحياة.

جميعهم قتلة متوحِّدون، غارقون في منامات خطرةٍ مثله، لا يرون وجه الله سوى بعيون مغلقة.. وقد عرفتُ دائمًا ـ دون أن أحتاج لجهد كبير ـ أنني واحد من هؤلاء.

أن تاريخ الدماء هُنا بدأ من حكاية ناسك، كان يسكن قبوًا قامت فوق أطلاله فيما بعد تلك البناية الزجاجية الضخمة التي صارت رمزًا للمدينة الشاحبة.

وخذ بقيةَ ما أبقيتَ من رَمَقٍ

‫ لا خيرَ في الحُبِّ إن أبقَى على المُهَجِ

‫ ابن الفارض

❞ لماذا حين تُفكر في اللذة تشعر بقرب الموت.

⁠‫ثم عادت لتؤكد: لا.. ليس الموت على وجه الدقة، بل الخواء. ❝

❞ النسيان قدر كل شخص اختار أن يبني مملكته في الظل ❝

❞ مكتبُك الآن خالٍ بمقدار كرةٍ أرضية، والأطفالُ في الشارع يقتتلون بعد انتهاء اللعب، يريد كلٌّ منهم أن يعود بالكرة التي بلا صاحب إلى بيته.

⁠‫يهدأ كلُّ شيء، وحين تُطلُّ من النافذة، تراها، تلفُّ وحدها، بين قطيع جثث. ❝

لم أكن أخشى أن أرى، قدر ما كنت أعرف أن عودة عينيَّ ستجعل مني مرئيًّا، فنحن لا نرى إلا ما يرانا، وقد وطنتُ نفسي منذ الطفولة على أن الضرير هو شخصٌ كفَّت عينا العالم عن رؤيته.

لأنك رفضتَ ورفضتَ ورفضت.. ظلَّت الشوارعُ تتَّسع، مدينةً خالية تقطعها ملامحُك.

‫ رفضتَ، حتى غاضت الدماءُ، وظَهر الناس.

‫ صار وجهُك مأهولًا.

كانت مقتنعة أن عذاب الإنسان

❞ ومثل كلِّ الوقائع الغريبة أو التي لا تُصدَّق، تبدأ بالإنكار، وتنتهي بدمارنا، دمار كامل ونهائيٍّ، إن هي اختفت أو توارت، والثابت الوحيد أن الحياة لا تعود نفسها أبداً. ❝

رفعت رسَّامة الكوميكس الشابَّة وجهها. لم يُرعبْها اكتشافها أن وجه المرأة تغيَّر من جديد فور نطقها لسؤالها (مستعيراً هذه المرَّة وجه مانجا نفسه) فقد كانت مأخوذةً برعبٍ آخر.

بدلاً من أن تُفكِّر مانجا في إجابة، قرَّرت أن تطرح سؤالاً، لم تكن تعرف أنه سيكون سؤالها الأخير.

‫ - .. والمدينة؟

‫ انتظرت مانجا إجابة من موضع الفم المتخيَّل، لكن المسز هزَّت كتفَيْها، وكأن هذا كلّ شيء.

فإن منسي عجرم يحظى بأنصار، يصعب حصرهم، يملك كلٌّ منهم صورته المتخيَّلة له، فضلاً عن أعداء سيُرحِّبون بتجديفٍ كهذا، لأسبابٍ لا علاقة لها بالفنِّ، فالتجسيد، في بعض الحالات، لا يكون فحسب نوعاً من الاستفزاز، لكنه قد يغدو أحد أشكال الإنكار ..

إن المسز، حسب تأويلي الخاصِّ، كالمدينة، هي الجميع، لكنها، وبالقوَّة نفسها، لا أحد.