اقتباسات فيودور دوستويفسكي

كان ذلك في لحظة هدأ فيها المنزل على غير عادته، فسمعت تأوّهات كأنها نشيج مخنوق، ثم سمعت همسات، تلاها نشيج من جديد. كان هناك أحد يبكي ولكن بصوت خافت مزق قلبي أسى وشفقة وقبض صدري شجى وحزناً، ثم لم تفارق صورة هؤلاء البؤساء خيالي لحظة طوال الليل، ولم أستطيع أن أنام إلّا بعد لأي.

كان ذلك في لحظة هدأ فيها المنزل على غير عادته، فسمعت تأوّهات كأنها نشيج مخنوق، ثم سمعت همسات، تلاها نشيج من جديد. كان هناك أحد يبكي ولكن بصوت خافت مزق قلبي أسى وشفقة وقبض صدري شجى وحزناً، ثم لم تفارق صورة هؤلاء البؤساء خيالي لحظة طوال الليل، ولم أستطيع أن أنام إلّا بعد لأي.

وسوف نرى أن ايفان كرامازوف يذهب أبعد من هؤلاء الثائرين أيضاً ‫ لم كل هذا العنف، إذا جاز التعبير؟ ذلك أن الطبيعة إذا كانت فوضى من القوى العمياء، فإن الإنسان هو أيضاً نتاج طارىء لهذه القوى، ودمية في أيديها تلهو به كما تشاء، عرف ذلك أم لم يعرفه وهذا يعني أن الإنسان لا يملك الحرية إنّ «الحتمية المادية» بقوانينها الطبيعية التي لا تلين، وقضائها الأعمى الذي لا يرحم، لهي نكران مطلق للحرية، ونكران لشخصية الإنسان بالتالي بلى، لو أن اللّه موجود، «فالكل إرادته إذن»، بحيث لن تكون هناك حرية أيضاً، لأن إرادة الإنسان لن تجد لها مسرحاً ومجالاً؛ إنه يصبح

ما أتعس أن يظل المرء وحيدًا، وحيدًا تمامًا، حتى إنه لم يحظَ بما يأسف عليه، فليس لديه ما يتحسَّر عليه على الإطلاق؛ لأن كل ما فقده كان عَدمًا، وكل ما ضاع منه هو مجرد صفر غبي، ولم يكن يملك سوى الأحلام فقط!

تلك اللحظات التي يشاهد المرء فيها، حشود البشر تهدر حوله وتدور في دوامة الحياة، ويسمع ويرى حياة الناس الذين يعيشون على أرض الواقع، ويرى الحياة بالنسبة لهم ليست بالطلب أو التفصيل، لا تحلِّق مسرعة مثل الحلم والرؤيا، وأن الحياة تتجدد للأبد، وتظل فتية للأبد، لا تمر بها ساعة واحدة شبيهة بالأخرى. في حين أن الخيال المخيف الرتيب والحزين لدرجة الابتذال، ما هو إلا عبد للأطياف والأفكار، إنه عبد

مسكين… مع أن الأمر الذي عهدت به إليه لم يكن لا هامًا ولا مستعجلًا! هذا إنسان ضاع في سبيل لا شيء…

يخيل إليّ أنني كنت في الماضي أجهل نفسي.. أما الآخرون فإنني لم أعرفهم ولم أفهمهم إلا منذ أمس. كنت حتى هذا اليوم لا أفهم… ولا أقدّر… كان قلبي جافًا يابسًا. إليك كيف حدث ذلك: أنا لم أستطع أن أُحسن إلى أحد في يوم من الأيام، لأنني كنت عاجزًا عن أن أُحسن إلى أحد

يخيل إليّ أنني كنت في الماضي أجهل نفسي.. أما الآخرون فإنني لم أعرفهم ولم أفهمهم إلا منذ أمس. كنت حتى هذا اليوم لا أفهم… ولا أقدّر… كان قلبي جافًا يابسًا. إليك كيف حدث ذلك: أنا لم أستطع أن أُحسن إلى أحد في يوم من الأيام، لأنني كنت عاجزًا عن أن أُحسن إلى أحد

يخيل إليّ أنني كنت في الماضي أجهل نفسي.. أما الآخرون فإنني لم أعرفهم ولم أفهمهم إلا منذ أمس. كنت حتى هذا اليوم لا أفهم… ولا أقدّر… كان قلبي جافًا يابسًا. إليك كيف حدث ذلك: أنا لم أستطع أن أُحسن إلى أحد في يوم من الأيام، لأنني كنت عاجزًا عن أن أُحسن إلى أحد

تريد أن يصير جميع الناس سعداء بين عشية وضحاها. يؤلمك أن تكون وحدك سعيدًا. لذلك تبذل جهدًا كبيرًا من أجل أن تكون جديرًا بهذه السعادة. لا شك أنك مستعد للقيام بعمل بطولي، لا لشيء إلا لترضي ضميرك!..

❞ إني أتصور يا عزيزي أن النضال قد انتهى أخيراً، فبعد العديد من اللعنات والكثير من الصخب والصفير والطنين حلّ السلام وبقي البشر وحيدين مثلما رغبوا أن يكونوا. لقد غادرَتهم الفكرة العظمى العتيقة، وطفق ذلك الينبوع الجبّار من القدرة الذي طالما ❝

الأفكار تنشأ من الألم، والألم ينادي الأفكار، فإذا كان الإنسان سعيدًا لم يفكر قط!

الأفكار تنشأ من الألم، والألم ينادي الأفكار، فإذا كان الإنسان سعيدًا لم يفكر قط!

الأفكار تنشأ من الألم، والألم ينادي الأفكار، فإذا كان الإنسان سعيدًا لم يفكر قط!

❞ إن القلب الانساني «مليء بالقاذورات». ❝

❞ إنّ الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً. هذه عدالة الرب.. عاجلاً أم آجلاً. ماتوشكا، هناك أمور كثيرة أود لو أكلمك فيها. أحس أنني أستطيع أن أكتب إليك كل ساعة، بل كل دقيقة، فأقص عليك كل ما يخطر ببالي، وأسر ❝

أم لعله خُلق كي يظل بالقرب

‫من قلبك ولو للحظة واحدة؟»

«إنني أرى كثيرًا من الناس، ولكنني أظل وحيدًا»

كم آلمني في الماضي أن أبدو مضحكًا، لكن لمَ أجملها فأقول أبدو، كنت مضحكًا بالفعل، أعرف هذا عز المعرفة. هكذا كنت منذ مولدي في أغلب الظن، ولعلي أدركت هذا حين كنت في السابعة، بعدها تلقيت تعليمي بالمرحلة الثانوية يليها الجامعة، وكلما ازددت علمًا زاد يقيني بأنني مضحك، وكأن ثمة غرض واحد مرجو من دراستي بالجامعة، وهو أن تقنعني وتدلل على أنني رغم انغماسي الشديد في العلوم بعمق، إلا إنني بقدر علمي مضحك في كل من العلم أو الحياة.

هل من الممكن للناس ذوي النفوس الضعيفة والذين يملأ البغض قلوبهم أن يعيشوا تحت هذه السماء؟!