اقتباسات بيرل باك

مصيبة هؤلاء الأطفال إذا استطاعت أن تجعل الناس يدركون أن أكثر هذه المأساة هو حدث غير ضروري، فإن حيوات هؤلاء الأطفال، على ما هي عليه من خيبة، لن تكون خلوًا من المعنى ‫ وأقولها ثانية: إنني أتحدث باعتباري خبيرة، وما ينبئك مثل خبير.

34 في المائة من أولئك الذين أجريت لهم عمليات جراحية أبدوا تحسنًا عقليًّا أكيدًا، يضاف إلى هذا العدد أن 51 في المائة قد تغيروا إلى ما هو أحسن من قبل من ناحية اليقظة، والضبط العضلي، ومدى الولع، ومن ناحية الشهية للطعام،

تسعة عشر نموذجًا من الأعمال أو المهام التي يمكن أن تؤدى من قبل شاب لا تتعدى عقليته عقلية طفل عمره ست سنوات. إن عشرين في المائة من كل الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية تؤدى من قبل عمال غير ماهرين.

إن عدد أمثال هؤلاء الأطفال يجب أن يتناقص سنة بعد أخرى إلى أن تزال أسباب النقص العقلي، تلك الأسباب التي يمكن إزالتها إن الحاجة في هذا الباب ملحة أكثر مما يدرك جمهور الناس إن مؤسساتنا الحكومية محتشدة احتشادًا خطيرًا،

إنني أتحدث باعتباري خبيرة ‫ ومع هذا فليس منا من يعيش في الماضي، فيما إذا كنا لا نزال نحن أنفسنا أحياء، إن الآباء، الذين لا يزالون في مقتبل الحياة، يعانون في حياتهم مرة ثانية الألم المبرح القديم واليأس القاتل، عندما يودع أطفالهم بين أولئك الأطفال.

عندما يولد طفلك الصغير غير سليم، لا كما كنت تأملين، ولكنه ملتف على نفسه أو مشوه منقوص في جسمه أو عقله أو ربما في كليهما، فتذكري أنه، مع كل ذلك، طفلك أنت. ثم تذكري أيضًا أن للطفل حقًّا في الحياة.

وهناك أب آخر- يضاف إلى هذا أنهم ليسوا دائمًا آباء- يرغب من ولده أن يشتغل بما يخص الأبقار إنني أرى ذلك الصبي أحيانًا، إنه فتى وسيم أنيق إنه موجود دائمًا في زريبة الأبقار، يعتني بها، ويفرشها بغية التنظيف، ويحبها .

أكرس نفسي وطفلتي لكل ما نستطيع أن نقوم به لنمنع مثل هذه المصيبة أن تصيب الآخرين ‫ هناك ولد صغير واحد في مدرسة طفلتي، وكنت أذهب غالبًا لأراه أقول ولد صغير لأن عقله لا يتجاوز ذوي السابعة من العمر أما جسمه فلرجل بلغ الأربعين

فالروح الإنسانية لم تبلغ دائمًا ذروة سموها بسبب الشبع والرخاء، ولكنها في الغالب حققت ذلك بالحرمان… ولا يعني هذا أن الأسى خير من السعادة، وأن المرض خير من الصحة، وأن الفقر أفضل من الغنى، ذلك أنني لو خيرت إذن لاخترت ألف مرة أن تكون طفلتي سليمة صحيحة.

المؤسسة الأولى، كما سبق أن أشرت إليه من قبل، في هذا القطر من حيث استخدام وتكييف اختبار بينيه Binet كما أن في هذه المؤسسة ذاتها قد تطور مقياس النضج الاجتماعي Social maturity Scale، إن جهود هذه المؤسسة فيما يختص بالأطفال الذين يصابون بضرر دماغي عند الولادة جهود مرموقة .

المكان الذي تكون فيه العناية من قبيل أن يكونوا قوامين على الطفل وحسب، فهو محل لا بد وأن يكون ميتًا، حيث تكون الحياة فيه رتيبة على وتيرة واحدة ولا يكفي مجرد العناية بالطفل وحفظه من الأذى، فإن حياته مهما تكن بسيطة تعني معنى ما.

هؤلاء الأطفال هم أطفال دائمًا إنهم محبون متوددون ويحنون لأن يحبوا كما يحن جميع الأطفال إن هناك أطفالًا آخرين يأتون ليخبروني وعيونهم مشرقة وضاءة: «لقد جاء بابا وماما في الأسبوع الماضي لرؤيتي!» حتى أولئك الأطفال، الذين لا يستطيعون أن يتكلموا، يأتون ليخبروني لعبة صغيرة أتى بها والديهم

استطاع علماء النفس الذين شاهدوا هذه العمليات البطيئة أن يكتشفوا كما هي الحالة في الصور السينمائية البطيئة تمامًا، الطريقة التي يكتسب بها الكائن الإنساني المعرفة الجديدة والعادات الجديدة… وأساليبنا التربوية التي نتعهد بها الأطفال الأسوياء قد تحسنت كثيرًا مما تعلمناه من الطفل المتخلف.

مقياس فينلاند للنضج الاجتماعي Veineland Social Maturity Scale شائع الاستعمال اليوم في القوات المسلحة، وفي المدارس والكليات، وفي اختبارات الاستعداد، وحيثما أريد قياس الأفراد الأسوياء فيجب أن نشكر في هذا الباب الأطفال العاجزين لأنهم هم الذين علمونا أن الذكاء وحده غير كاف

على ما يظهر، تدرك الخدعة والمكر ولا تجيزهما ولا تتسامح فيهما إنها طفلة ذات طهر ونقاء عظيمين إنها لا تستسيغ العادات القذرة، كما أن إدراكها للياقة والوجاهة إدراك كامل لا يعوزه شيء ولا يجرؤ أحد أن يهاجمها أو يسيء الأدب معها .كما أنها لا تحتمل القسوة و الضيم.

طفلتي هي التي علمتني أن أدرك بوضوح أن الناس جميعًا متساوون في إنسانيتهم، وأنهم جميعًا يتمتعون بالحقوق نفسها، وليس من أحد منهم يجب أن يعتبر أقل، من حيث هو كائن بشري، من أي فرد آخر كما يجب أن يعطى كل فرد من الناس مكانه و سلامته في العالم😍

الأطفال الأسوياء هم، على كل حال، أكثر فائدة للمجتمع من الأطفال العاجزين ‫ ومع هذا، فإنني حائرة في هذا الأمر فقد علمتني طفلتي العاجزة كثيرًا، علمتني الصبر قبل كل شيء، مع أنني أنحدر من عائلة لا تصبر على الغباوة والبطء .

أكثر النقود التي كنت أستطيع الحصول عليها، كانت قد ذهبت في تحقيق هذا الضمان لها وإني لأشعر بالاعتزاز في هذا الباب؛ ذلك لأنها لن تكون عالة على أحد ما عاشت، عشت أنا أم لم أعش؛ ولأني قمت بكل ما أستطيع أن أقوم به في هذا الصدد.

و لن أنسى ما حييت أنني اضطررت عند مفارقتها إلى أن أدفع ذراعيها الصغيرتين من حول عنقي، وأنني جرؤت على ألا ألتفت إلى الوراء. وكنت أشعر بأن المشرفة كانت ممسكة بها بقوة، كما كنت أدري أنني يجب ألا أرى ذلك؛ لئلا تخونني شجاعتي وجرأتي

ولاحظت أن وجه كل طفل كان يشرق عندما يدخل هذا المدير غرف الأطفال، وأن الأصوات كانت تتعالى بتحيتهم إياه ومناداتهم باسمه: «العم آد»، وهكذا كانوا يدعونه به وقد أمضى بعض الوقت في اللعب معهم، وإن كان يدعهم يتعلقون بركبتيه يضمونهما إليهم.