‏‏ليلة حب > مراجعات رواية ‏‏ليلة حب > مراجعة Youmna Mohie El Din

‏‏ليلة حب - دينا عماد
تحميل الكتاب

‏‏ليلة حب

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

رواية: ليلة حب – دينا عماد

تُعدّ رواية ليلة حب أولى قراءاتي للكاتبة دينا عماد بعد غيابٍ قصير، تردّدت خلاله كثيرًا بدافع الخوف من الملل والفتور، غير أنّ الرواية بدّدت هذا التوجّس سريعًا، وأعادتني إلى متعة القراءة بشغفٍ حقيقي.

لفتتني شخصية آية منذ الصفحات الأولى؛ امرأة قوية، متماسكة، تنبض بالصبر والإصرار بعد فقدان زوجها زياد، وكأنها تُجسّد نموذجًا للمرأة التي لا تنكسر رغم الفقد. وعلى النقيض منها، حضرت هالة، صديقتها المقرّبة، بشخصيتها الهشّة، المثقلة بالوحدة، وبإحساسٍ قاسٍ بعدم التقدير والتقليل من الشأن، لتغدو صورة مؤلمة لضحايا العلاقات والاعتداءات الإلكترونية، ولتعكس واقعًا اجتماعيًا يمسّ حياة كثير من الفتيات، حيث تتشابه الهموم اليومية وتغيب الطمأنينة، وتبتلعنا دوّامة الحياة دون أن نمنح أنفسنا حق الراحة أو السعادة.

وتتوسّع الرواية في سردها لتتناول نماذج الأمهات المُنهكات، اللواتي أثقلتهن المسؤوليات، واستنزفتهن أعباء الحياة والانشغال الدائم، فتبرز قيمة الصداقة بوصفها ملاذًا إنسانيًا قائمًا على العِشرة، والمشاركة، والقدرة على اقتناص لحظات الدفء وسط القسوة.

أما شخصية سيف، فجاءت مختلفة، حادّة الملامح، قوية في ظاهرها، لكنها مأزومة بضغط الحياة وأخطاء الماضي، وعلى رأسها زواجه المتسرّع من فتاة تصغره بعدة سنوات، وما نتج عنه من صدامات نابعة من اختلاف الطباع، وسوء التفاهم، وتراكم الخيبات خلال سنوات قصيرة. شخصية تعكس بوضوح صراع الغضب والرفض والكراهية داخل النفس البشرية.

في حين تمثّل خلود نموذجًا للجبن الصامت؛ فتاة صغيرة السن، صدّقت والدتها، ولم تمتلك الشجاعة الكافية لمواجهة واقعها، فتقبّلت حياة لا تفهم فيها معنى الأمومة، ولا تحاول أن تكون زوجة حقيقية، بل تعيش كضيفة عابرة داخل بيت وزواج.

وبصدقٍ شديد، شعرت بالغيرة الجميلة من سكّان الإسكندرية؛ تلك المدينة التي وقعتُ في حبها من جديد عبر سطور الرواية. عشت تفاصيلها، ولامست هدوءها، واستنشقت سكينتها وطمأنينتها، تلك المشاعر التي افتقدتها طويلًا وأنا أعيش في صخب القاهرة وضجيجها.

جاءت الرواية خفيفة السرد، مناسبة الإيقاع، غنية بالوصف الدقيق، تتطوّر أحداثها بسلاسة، وتقوم على فكرة مختلفة وغريبة في آنٍ واحد، تُصدم القارئ برحلتها النفسية والاجتماعية، حيث يتقاطع الماضي بالحاضر، ويتصارع الداخل الإنساني مع قسوة الواقع، بينما يبدو القدر وكأنه يُحرّك خيوط الشخصيات كدمى الماريونيت بذكاءٍ ودهاءٍ لافتين.

بدأت القراءة بحماسٍ واضح فور صدور الرواية عن دار الرسم للنشر والتوزيع، ولم يكن اختياري لها محض صدفة؛ فقد جذبني تصنيفها الاجتماعي الذي أفضّله. ورغم أنني لا أميل عادةً إلى الحوار بالعامية، بل أتحفّظ عليه، فإنني تقبّلته هنا، إذ جاء مناسبًا لطبيعة الأحداث اليومية، وقريبًا من نبض الشخصيات وواقعها.

أحببت دينا عماد لأسلوبها السلس، ولقدرتها على الغوص في التفاصيل الإنسانية دون افتعال، فهي كاتبة متميزة في الأدب الاجتماعي، وهو النوع الأقرب إلى ذائقتي. وكانت هذه القراءة لحظة خاصة، لا سيما أنها جاءت في أوقات الفراغ بنهاية العام، لتكون ليلة حب آخر رواية أختِم بها سنة، وأستهلّ بها أخرى جديدة، متأملة غلافها الدافئ بوصفه أحد أحدث أعمال الكاتبة.

أعادتني الرواية إلى أجواء العائلة، والأصدقاء، والمشكلات الاجتماعية البسيطة والعميقة في آنٍ واحد؛ تلك الأجواء التي نفتقدها كثيرًا. ويسعدني أن أكون من أوائل من كتبوا عنها، وأن أختم بها عامًا قرائيًا بتجربة صادقة تستحق التقدير.

ختامًا، ليلة حب رواية جديرة بالقراءة والتجربة، بكل صدق. شكرًا للكاتبة دينا عماد على هذا العمل الإنساني الدافئ، وفي انتظار اقتناء وقراءة باقي أعمالها الأدبية بشغف.

❞ أحيانًا، لا تُعيدنا الحياة إلى ما كُنّا عليه، بل تمنحنا فرصة أن نبدأ من حيث كُسرنا، فنصير أقوى، وأنقى، وأكثر امتنانًا للنور الذي خرج من قلب العتمة.‏ ❝

‏اقرأ الكتاب على @abjjad عبر الرابط:‏****

#أبجد

#ليلة_حب

#دينا_عماد

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق