نيران توبقال

الكاتب :فيصل الأنصاري

هناك روايات تمر بك مروراً عابراً ، وهناك روايات تسكنك، تبقى معك حتى بعد أن تطوي صفحتها الأخيرة، تماماً كما فعلت هذه الرواية التي مزجت التاريخ بالفانتازيا، والحقيقة بالخيال في نسيج واحد متين من الغموض والسحر والإثارة.

منذ الصفحات الأولى، يأخذنا الكاتب إلى عالم يضج بالأسرار واللعنات القديمة، عالم يقف فيه الساحر مراد بين رغبة السلطة و بين لعنة تورّث ودم يراق لأجل الخلود. ومع كل صفحة، تتوالى الأحداث في إيقاع لا يعرف الملل، كأنك تشاهد ملحمة تروى على لسان الزمن نفسه، أحداث شيقة فكل قطرة دم تراق تقرّب الشر من اكتماله، وكل رغبة في المجد توقظ لعنة كانت نائمة منذ قرون ،عند سفح جبل توبقال حيث تصرخ الأرواح وتتمزق السماء، يُكتب الفصل الأخير بين السحر والقدر.

مئة روح تتحد في وهجٍ واحد، يزحف كأفعى من نار تبحث عن سيدها هناك أمام نافذة المصير تتجلى حقيقة الإنسان ليس ما يراه في الغيب، بل ما يخفيه في أعماق نفسه ،فهل سيتمكن الإنسان من لجم شرور نفسه أم سيكون تابعاً لها؟

ما يجعل هذه الرواية مختلفة حقاً ليس فقط أحداثها، بل الوصف البديع للمغرب،بمدنها وشوارعها وأسواقها القديمة، بضاعتها ومشغولاتها، قصورها ومنمنماتها التي جعلتك ترى صورة حية وكأنها تعرض أمامك حيث تتصارع الأرواح

والنيات .

شخصيات الرواية مرسومة بعناية كل منهم يحمل بين جنبيه طمعه وضعفه، إيمانه وخداعه، وبين الصراع على المصير والخلود تتفتح أسئلة كثيرة عن النفس والقدر، وعن الثمن الذي يدفعه الإنسان حين يحاول أن يتجاوز حده.

رواية تنبض بالتشويق والغموض والعبرة.

عند توبقال لا معركة بين الخير والشر بل بين الإنسان ونفسه.

اقتباسات راقت لي :

❞ رُبَّمَا لم تكن دمائي هي التي تجري في عروقه، غير أن خصال ذلك الشابِّ تكاد تتطابق مع الخبائث التي في نفسي ❝

❞ رغم ما أنفق أولئك الراقدون في الضريح من أموال لينمِّقوا حقيقة الموت، فإن الجَمَال لم يُفلح في هزيمة صدق الفناء، ورغم ما يدبُّ في أحياء الفقراء من حياة وتدافع أنفس، إِلَّا أن الفقر أبى أن يعيش هو والجَمَال في مكانٍ ❝

❞ انصرفت وأنا أُدرك أني أترك خلفي رجلًا لا يشبه ذاك الذي رأيته في بني عباس، رجلًا لا تمنعه عقبات الإيمان عن المضي في دروب السيادة، رجلًا تقوده نافذة المصير إلى منتهاها ليقود أتباعه إلى مزيدٍ من الهلاك ❝

‏#مسابقات_أبجد

#مسابقة_نيران_توبقال_على_أبجد

#أبجد

#نيران_توبقال

#فيصل_الأنصاري

Abjjad | أبجد

Hamad Bin Khalifa UniversityPress

‏