حين اقتنيت الرواية لم أتصور أني سأكون أسيرها ، ولم أتصور أنها ستترك في نفسي كمية تساؤلات لا تنتهي ، ولم أتصور أن أجد قلما يعيد إلى مخيلتي الأحياء الشعبية في القاهرة .
هي أحلام ممنوعة ، وأفكار ممنوعة ، ومشاعر ممنوعة ، وحياة ربما تكون ممنوعة ، فالممنوعات كثيرة في الفقر ، والمحرمات كذلك ، رغم أن الفقير ربما يعتبر أسمى في جوانب كثيرة ، وببساطة لم تشوهه الأموال ، ولم تسيطر عليه بعد ، فالجوع أكبر بكثير .
تتناول الرواية قصة عائلة ، بكل تشعباتها ، ثم تتشعب أكثر وتنتقل إلى محيط تلك العائلة ، ثم تتقوقع من جديد ، وتتقلص وتعود لتلك العائلة ، في انتقال جميل ومشوق بين مراحل الرواية المؤلمة ، وبين نبضات الأمل الكثيرة ، التي لا تتحقق ، وبين الأمنيات ، والأحلام ، وبين الواقع الذي يدمرها دون رحمة .
العاطفة في الرواية قوية جداً لدرجة أنك تشعر أن تلمس تلك المشاعر العنيفة ، وكذلك الألم الذي يعتصر القلب ارتسم في ثنايا الرواية ، حين تتابع السطور في وصف مشهد مؤلم ، أو محبط أو صادم أو حزين ، لتثير التساؤلات ، لماذا لا يتغير شيء ، لماذا لا تنفرج الأمور .
وتأتي الإجابة في المشهد الكبير ، للثورة المصرية ، لترسم الراوية وتلخص ما تريد أن تقوله ، إن كل ما هو موجود من إحباط وألم وفشل ، هو مفتعل ، ليبقى الشعب تحت رحمة أشخاص معينين ، يكرسون سلطتهم ، ويتحكمون في كل شيء ، ثم تصهر الكاتبة كل شخصيات الرواية في الثورة ، لترسم تلاقي القلوب من أجل الوطن ، وترسم وحدة الهدف للجميع .
الرواية رائعة ، ممتعة , بل إن فيها شيئاً من الخمر ، فتستزيد وتستزيد ، حتى تنتهي الرواية ، ورغم أن الكثير من المشاهد لم تضع لها الكاتبة نهايات ، إلا أني أظن أن مشاعر الحب التي رسمتها في الصفحات الأخيرة ، تجسد ما كانت عليه مشاعر المصريين .
رواية تستحق القراءة أنصح بقراءتها .

