كانت بداية معرفتي بالكاتبة المبدعة منى سلامة، وتلاها حفلات توقيع ومقابلات معرض الكتاب ولقاءات والحصول على جميع إصداراتها سنة ورا سنة

قزم مينورا من الروايات اللي ممكن اقرأها اكتر من مرة ، وكل مرة ارجع لها هقراها بعمق اكبر وبفهم مختلف، لان مع الزمن عقولنا بتنضج وتفكيرنا بيتغير واستيعابنا بيكون أوضح واشمل ودي من الروايات اللي فيها مكاسب وفوائد عظيمة

بداية انبهرت بالإبداع الواضح في اللغة والأسلوب فقد صاغت الكاتبة كلماتها بمفردات قوية وأنيقة تعكس تمكّنها العميق من اللغة، وأظهرت ثقافة واسعة وجهدًا كبيرًا في الإلمام بتفاصيل الموضوع الذي تناولته.

جاءت الحكاية مزيج متوازن من المتعة والخيال والمعرفة، فتجد نفسك في النهاية أمام عمل متكامل يُشبع فضول القارئ، ويمس حواسه وعقله في آن واحد.

الحقيقة مع كل عمل أقرأه لها يزداد يقيني أنها لا تختار مواضيعها عبثًا، بل تبنيها على دراسة ووعي واهتمام بالغ ما يثري أعمالها ويجعلها محل تقدير وإعجاب لدى القراء. في قزم مبتورًا اجتمع العلم بالإنسانية، وانعكس ذلك في لمحة سياسية رفيعة لم يغب معناها عن القارئ المتأمل

لتمنح الرواية عمقًا أكبر يتجاوز حدود القصة.

كما أنني دائمًا أجد في كتاباتها إشارات دينية راقية، تومض بين السطور برقة ودون مباشرة، فتربط الأحداث بواقعنا الروحي بطريقة مؤثرة، وهذا يلقى استحسان كبير مني فهي تخاطب جيل واسع من المراهقين والشباب ومن الرائع أن نزرع بطريق غير مباشر القيم والمعرفة وسط المتعة التي نقدمها لهم.

شكرًا للكاتبة على أفكارها المميزة، ولغتها الراقية، واحترامها لعقل القارئ، فقد منحتنا عملًا يثري الفكر ويُمتّع القلب في الوقت نفسه.