#شغف_القراءة_الموسم_الخامس

#شغف_القراءة

#المراجعة_الخامسة

لرواية "هل تبكي الأيام للكاتب أنور العبكل"

الصادرة عن دار نشر أقلام عربية..

"بعض الجروح لا تُرى على الجسد، لكنها محفورة في الروح، تعيش بداخلنا كما تعيش الحكايات في حجارة البتراء."

هناك روايات لا تكتفي بأن تحكى ، بل تترك في القلب أثرًا يشبه الندبة، وتعيد إلى الذاكرة أوجاعًا ظننا أننا تجاوزناها.

"هل تبكي الأيام" للكاتب أنور العبكل كانت إحدى هذه الروايات التي لمستني، ولامست جرح الفقد والخوف من الفراق حتى أعادت فتحه.

تحكي القصة على لسان البطلة البتراء، وهذا الاسم لم يأتِ عبثًا؛ فكما أن مدينة البتراء محفورة في الصخر، صلبة المظهر لكنها تخفي في أعماقها حكايات الحضارات والدمار، كانت بطلتنا فتاة تحمل قسوة التجربة وصلابة البقاء، وفي قلبها حكايات لا يراها أحد.

خُطفت وهي طفلة صغيرة، ليأخذنا الكاتب إلى قلب المأساة بصدق موجع، يرسم معاناة طفلة في السابعة كأننا نشهدها أمام أعيننا. مشاهد موت رقية وجمانة لم تكن مجرد أحداث، بل كانت طع/نات شعورية جعلتني أتساءل: كيف لطفلة أن تتحمل هذا الكم من الألم وتظل واقفة؟

أجاد الكاتب في إبراز قبح الج/ناة — الشمطاء العجوز، ومرجان ذو الوجه القبيح، وجواهر التي تشاركهم الملامح والروح المشو/هة — حتى شعرت أن العدالة الإلهية، وإن تأخرت، لا بد أن تأتي. ورغم كل العتمة، كانت النهاية جبرًا عظيمًا، يذكّرنا بأن رحمة الله لا حدود لها، وأن ترتيبه في حياتنا أعظم من كل ما نظن.

اللغة جاءت فصيحة منمقة، والسرد متقن، والحوار مشبع بالإحساس، حتى باتت الصفحات ثقيلة بالمعنى وخفيفة على القلب في آن واحد.