العشاء الاخير لما ل ماركس عنوان يوحي اننا أمام لوحة فنية متقنة سنستمتع بها وتمكن الكاتب من بروزتها كما ينبغي..

رواية ليست طويلة لكنها متخمة وثقيلة فكريا.. ثرية من كل بحور الادب والفكر تراقصنا على وقع الفلسفة وموسيقى الأوبرا.. تعيدنا لقرن مضى واحداث لاتزال آثارها للآن شاهدة..

رومانسية في رسائل زوجة ماركس وحب صادق يلامس الافئدة المحبة..

جعل الكاتب من روايته حلبة مصارعة فكرية بين التيار الماركسي الاشتراكي بصوت ماركس ومنافسيه متمثلين في النظام الفرنسي المستعمر للجزائر انذاك وضيوفه.. عرى الكاتب تناقضات الفكر الأوربي حينها بين الثورة الفكرية والاقتصادية والاجتماعية في دول أوربا وامريكا وبين مايُمارس من قمع واستغلال وعنف وقمع في المستعمرات.. وناقش بعض أفكار ماركس المغبشة او المشهورة ولكن لم تُفهم كما ينبغي "برأيه" لنجد امامنا تعريب لتلك الأفكار او إسقاط على واقع معاش بشكل ما..

امتع ما سنواجهه في الرواية اللغة السلسلة والقدرة على ترجمة الأفكار وترتيبها وايثارة الأسئلة.. تدعوك الرواية للبحث عن الكثير من الأسماء والأحداث التي حدثت في القرن 19 وكان لها وقعها ومكانتها وبالطبع ستثري رصيدك المعرفي.. إلى جانب جمال الجزائر وروحها القابعة بكل صفحة والأهم تسليط الضوء على بعض من تاريخها العريق..

في الاخير رواية تُقرأ لأكثر من مرة لكل من يحب الفلسفة والجدال الفكري...