"لا يمكن لأحدٍ أن يعرف أين وُلِدَت الريح، وإلى أين ستذهب، من الجبن محاولة إيقافها، ولا منطق في محاولة اتِّباعها، لا يبقى سوى تركها تجول لنكتشف، بمجرَّد أن تتوقَّف، كم هو حزين الاستمرار دون أنفاسها المنعشة!"

نيلّي بلاي هي صحفية أمريكية رائدة من القرن التاسع عشر، اشتهرت بكونها أول من مارس "الصحافة الاستقصائية" على الأرض فعلياً وإبهارها للعالم في زمنها بافكارها الإبداعية كتسللها لمصحة عقلية لكشف وضع المريضات، ورحلتها حول العالم في ٧٢ يوما في تحد منها لشخصية إيلياس فوغ الخيالية وأيضا فكرة ان السفر الطويل كان حكرا للرجال. كانت جريئة، متمردة، وسباقة في كسر الصور النمطية عن النساء في الصحافة والمجتمع، هذه الفكرة التي كانت الدافع الأقوى لها، أن تثبت أنها تستطيع ان تعيش وتعمل وتبدع كالرجال بل وأفضل منهم.

قراءتي للكتاب كانت تجربة مختلطة فبين أسلوب السرد الذي كان جميلا وهو أقوى العناصر في رأيي وبين شعوري بأن الكتاب باهتاً نوعاً ما، لم يجذبني الكتاب فهناك الهوامش التي لم تخدم الكتاب والقارئ وتمنيت لو تم

استخدامها لتلخيص تاريخ بعض الشخصيات الثانوية لخففت من التشتت أثناء القراءة.

الكتاب يبرز شخصية نيلي بلاي وإنجازاتها بشكل جيد اقرب للمثالية، واستشعرت هنا إعجاب المؤلف الشديد بها من خلال تلميعه لشخصيتها، محاولة الكاتب لتخيل مشاعرها وعواطفها رغم قلة المصادر الموجودة عنها كانت جيدة لكنها لم تنقل عمق تجربتها النفسية بشكل قوي، ومع هذا اقر بأن الكتاب قد يكون مدخلا جيدا لمن لا يعرفونها.

الكتاب ليس لمن يبحث عن سرد درامي عميق او مشاعر مكثفة لكنه بالتأكيد لمن يهتم بتاريخ الصحافة، بشخصية نيلّي بلاي، أو بالتحولات الاجتماعية في تلك الحقبة.