يمكن أن يكون للصحافة معنى إذا ساهمت في تحسُّن حياة الأفراد، لهذا لم تتراجع قطُّ عندما يتعلَّق الأمر بإدانة الظلم أو الدفاع عن قضايا الضعفاء، كما في حالة التحقيق الذي أجرتْهُ في مصحَّة بلاكويل أو في إضراب بولمان. يمكن محاربة اليأس بالمعلومات، ما يهمُّ حقّاً هو النظرة التي نرى بها الأشياء والحكايات، إذا فعل الصَّحَفِيُّ ذلك بطريقة واعية، واضعاً نفسه مكان مَنْ يقرأ، فهو على الطريق الصحيح، القارئ سيدرك ذلك، وسيمنحه ثقته.
تحميل الكتاب
حيثُ تولدُ الرِّيح
نبذة عن الكتاب
سبتمبر1887، قرعت فتاةٌ باب السيد جون كوكريل، مدير صحيفة «The New York World» التي يملكها جوزيف بوليتزر، وطلبتْ أن تكون مراسلة صحفية. لم تصل امرأةٌ إلى هذه الجرأة من قبل، اسمُها إليزابيث كوكران، تبلغ من العمر 23 عاماً وتكتب لصحيفة «أنباء بيتسبرغ» تحت الاسم المستعار (نيلِّي بلاي - مراسلة صحفية). لم يكن أحد قد سمع من قبل بمراسلةٍ صحفية امرأة ولكن عملها السابق في الكتابة تحت ذاك الاسم المستعار، عن ملجأ شهير للنساء في مدينة نيويورك، أقنعَ السيِّديْن كوكريل وبوليتزر. تحصل إليزابيث على العمل لتنجز تقريراً استقصائيَّاً سيغيّر عالم الصحافة إلى الأبد. ولتغدو نيلِّي بلاي كابوساً حقيقياً للسياسيين والمتطرفين، وتسافر حول العالم، وتعيش الحب والفشل، وتؤكد على أن الصحافة ينبغي أن تجعل حياة القرّاء أفضل. كتابٌ عن حياةِ امرأةٍ شجاعة وذكيَّة فهمت قبل عصر شبكات التواصل الاجتماعي أنَّ الكتابة يمكنُ أن تبقينا مُتّحدين وتُغيّر عالمنا. من الكتاب: أمسك من جديد بالخطاب بين يَدَيْه، وألقى عليه بنظرة سريعة، بالنسبة إليـه يمكنـه أن يُلقَى به في سلَّة المهملات، ولكنْ هذه المرَّة شيءٌ ما منعه، وأقنعهُ أنَّه يجب أن يُطلع المديرَ الشابَّ جورج مادين عليه، ليقرِّرا معاً إن كان سيُلقيانِ به، ربَّما كان السَّبب ذلك التوقيع غير المعتاد: فتاة وحيدة يتيمة. قرأ مادين الخطاب بحرص، نظر إليه ويلسون، وقال له: يبدو لي أن فيه بعض الأخطاء النَّحْويَّة ... رفع مادين عينَيْه، وهمس: ولكنها موهوبة، ربَّما بعض الأخطاء الإملائية هنا وهناك، ولكنْ، فيما عدا ذلك، كلُّ شيء واضح، وجذَّاب، وإذا تركنا هذا جانباً يا إيرازموس، فهو يردُّ نقطةً بنقطة على نظريَّتكَ، ولكلِّ الوقائع، كما يجب أن يفعل الصّحفيُّ الماهر. لم يجد ويلسون ما يقوله. أصرَّ المدير: لا بدَّ أن نتَّصل بهذه الفتاة، ما اسمها؟ أجاب ويلسون: اقرأ التوقيع في النهاية. -فتاة وحيدة يتيمة، ولكنْ، أيُّ نوع من الأسماء هذا؟ على كلِّ حال يعجبني. هذه الصَّبِيَّة الشبح تعجبني.عن الطبعة
- نشر سنة 2020
- 364 صفحة
- [ردمك 13] 978-88-32201-67-3
- منشورات المتوسط
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
239 مشاركة
اقتباسات من كتاب حيثُ تولدُ الرِّيح
مشاركة من سماء
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
نوف محمد
"لا يمكن لأحدٍ أن يعرف أين وُلِدَت الريح، وإلى أين ستذهب، من الجبن محاولة إيقافها، ولا منطق في محاولة اتِّباعها، لا يبقى سوى تركها تجول لنكتشف، بمجرَّد أن تتوقَّف، كم هو حزين الاستمرار دون أنفاسها المنعشة!"
نيلّي بلاي هي صحفية أمريكية رائدة من القرن التاسع عشر، اشتهرت بكونها أول من مارس "الصحافة الاستقصائية" على الأرض فعلياً وإبهارها للعالم في زمنها بافكارها الإبداعية كتسللها لمصحة عقلية لكشف وضع المريضات، ورحلتها حول العالم في ٧٢ يوما في تحد منها لشخصية إيلياس فوغ الخيالية وأيضا فكرة ان السفر الطويل كان حكرا للرجال. كانت جريئة، متمردة، وسباقة في كسر الصور النمطية عن النساء في الصحافة والمجتمع، هذه الفكرة التي كانت الدافع الأقوى لها، أن تثبت أنها تستطيع ان تعيش وتعمل وتبدع كالرجال بل وأفضل منهم.
قراءتي للكتاب كانت تجربة مختلطة فبين أسلوب السرد الذي كان جميلا وهو أقوى العناصر في رأيي وبين شعوري بأن الكتاب باهتاً نوعاً ما، لم يجذبني الكتاب فهناك الهوامش التي لم تخدم الكتاب والقارئ وتمنيت لو تم
استخدامها لتلخيص تاريخ بعض الشخصيات الثانوية لخففت من التشتت أثناء القراءة.
الكتاب يبرز شخصية نيلي بلاي وإنجازاتها بشكل جيد اقرب للمثالية، واستشعرت هنا إعجاب المؤلف الشديد بها من خلال تلميعه لشخصيتها، محاولة الكاتب لتخيل مشاعرها وعواطفها رغم قلة المصادر الموجودة عنها كانت جيدة لكنها لم تنقل عمق تجربتها النفسية بشكل قوي، ومع هذا اقر بأن الكتاب قد يكون مدخلا جيدا لمن لا يعرفونها.
الكتاب ليس لمن يبحث عن سرد درامي عميق او مشاعر مكثفة لكنه بالتأكيد لمن يهتم بتاريخ الصحافة، بشخصية نيلّي بلاي، أو بالتحولات الاجتماعية في تلك الحقبة.
