روايه:عين القرش

الكاتب:أحمد محمد علي

عدد الصفحات:253 صفحة

دار النشر:كتوبيا للنشر والتوزيع

وأنا بفتح أول صفحة كنت متوقعة إني هدخل في مطاردة بوليسية أو جريمة غامضة تتحل في النهاية… لكن الرواية ما كانتش بالشكل ده أبدًا. كانت أعمق أهدى وأكتر وجعًا مما تخيلت.

الروايه بتحكي عن خالد، بس الحقيقة إنها بتحكي عن كل واحد فينا مرّ بمرحلة تشوهت فيها نظرته للعالم. خالد ما بدأش كقاتل. هو بدأ كطفل اتخذل، وفضل الخذلان يكبر معاه لحد ما بقى هو نفسه الخطر.

في كل صفحة كنت بشوف مش جريمة لكن انهيار صامت لشخص فقد السيطرة جواه. وبدل ما يطلب المساعدة قرر يحكم على العالم بطريقته يبصّ له من عين قرش... عين شايفة الكل كفرائس وبس.

الرواية مكتوبه ببراعه في السرد. الكاتب بياخدك ما بين الماضي والحاضر من غير ما تتوه. كل مشهد بيقربك من الصورة الكبيرة، وكل شخصية بتمثل فكرة أو جرح أو لحظة ممكن تقلب حياة شخص من النور للظلمة.

مش بس خالد هو اللي بيشدك فيه شخصيات كتير مرسومة بحرفية. أمه مثلًا، صورة للحب السام. الدكتور حامد، اللي بيحاول يفهم، لكنه متورط أكتر ما هو بيظهر. والضحايا؟ مش دايمًا أبرياء.

اللي حبيته إن الرواية مش بتحاول تبرر ومش بتدين. هي بس بتحكي وبتسيبك إنت تحكم. تحكم على خالد، وعلى المجتمع، وعلى كل تفصيلة ممكن تكون ساهمت في صناعة القاتل ده.

لغة الرواية مش تقيله خالص هي مباشرة وواقعية. فيها نبرة كدا فيها شجن، كأن خالد بنفسه اللي بيحكي. وفي لحظات، بتحس إنك بتقراه مش علشان تعرف مين القاتل، لكن علشان تفهم... إزاي اتولد جواه!

الرواية بتطرح سؤال صعب:

هل العدالة دايمًا بتتحقق بالقانون؟

ولا ممكن حد يشعر إنه مضطر يخلق عدالته بنفسه… حتى لو كانت عدالة غارقة في الدم؟

انطباعي الشخصي:

الرواية مش بس ممتعة، هي مؤلمة بشكل غريب. هتخلصها وأنت مش قادر تقول أنا مع خالد أو ضده، بس هتكون شايفه. شايف الإنسان اللي فشل يهرب من ماضيه، فبقى هو ماضي ناس تانيين.

أنصح بيها جدا لكل حد بيحب يدخل جوه عقل الشخصيات، مش بس يتفرج عليهم من بعيد. واللي بيحب يسأل ليه؟ أكتر من مين؟

اقتباس انا حسيته جدا مستوحى من روح الرواية:

"أسهل حاجة في الدنيا تقتل. الأصعب إنك تعيش وكل حاجة جواك ماتت من زمان!"

#مهرجان_كتوبيا_في_فنجان_قهوة_وكتاب

#اقرأ_وانبسط

#قول_رأيك_واكسب

#عين_القرش

#أبجد

#فنجان_قهوة_وكتاب