انتهيت من قراءة كتاب أم كلثوم: من الميلاد إلى الأسطورة لحسن عبد الموجود، وهو كتاب يتناول خمسين قصة وموقفًا من حياة كوكب الشرق، بأسلوب خفيف ولطيف. أعتبره مدخلًا جيدًا لمن لا يعرف الكثير عن أم كلثوم، خاصة وأنه قدّم صورة قريبة من الإنسانة خلف الأسطورة.

رغم ذلك، شعرت أحيانًا بضعف في اللغة في بعض المواضع، مما أضعف وقع بعض القصص. كما لاحظت غيابًا تامًا للمصادر، وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى صحة وموثوقية القصص والمواقف التي وردت، خصوصًا في سيرة شخصية بحجم أم كلثوم. كذلك، افتقدت لذكر التواريخ أو ترتيب زمني واضح للقصص، مما جعل السرد مشتتًا أحيانًا وصعب المتابعة.

من الواضح من أسلوب الكاتب أنه عاشق لأم كلثوم، وهذا الحب انعكس في طريقته في تناول شخصيتها، لكنه في بعض القصص اكتفى بعرض الموقف دون تعمّق أو إسهاب، مما قد لا يشبع فضول القارئ الذي لا يملك خلفية عن سيرة أم كلثوم.

أعجبتني شخصية أم كلثوم كما ظهرت في الكتاب؛ امرأة تمتلك حس فكاهي جميل، وشخصية قوية، لا سيما حين غنّت في باريس دعمًا لجيش وطنها أثناء الحرب، أو حين فتحت بيتها لأهلها بكل كرم وشهامة.

بشكل عام، أقيّم الكتاب بثلاث نجوم من خمس. هو كتاب خفيف يشكّل مدخلًا أوليًا لأسطورة أم كلثوم، لكنه لا يكفي وحده لمن يبحث عن سرد موسوعي أو موثّق لتاريخها.