رواية شديدة السوداوية وليست للجميع، تأخذنا الكاتبة في رحلة غوص داخل لاوعي الشخصية الرئيسية، والتي أراها شخصية غير موثوقة، حيث تتداخل الحقيقة بالوهم، والعقل بالهذيان.

اغتصاب الطفولة وبراءتها دمّر بنيتها النفسية، والإحساس بالنبذ من أقرب الناس, أولئك الذين يُفترض أن يكونوا صمّام الأمان ساهم في تفككها الداخلي وانهيارها العقلي.فباتت تبرّر لنفسها القتل، وتبدأ في رؤية قابيل كمرآة تعكس ذاتها. الخطيئة الأولى تتحول إلى الخطيئة الأزلية، كأنها إرث لا مفر منه.

أما الغراب، فليس سوى إسقاط من مخيلتها، يمنحها شعورًا زائفًا بالقوة. تستعيد من خلاله السيطرة التي سُلبت منها في طفولتها، فتُمارس القسوة على الآخرين بالضعف ذاته الذي كانت تتجرعه.

رواية قاسية، نفسياً وفكرياً، لكنها مكتوبة بعمق وتحفّز القارئ على التأمل في المسكوت عنه من التجارب الإنسانية.