سيادة القاضي > مراجعات رواية سيادة القاضي > مراجعة Mahmoud Toghan

سيادة القاضي - نور عبد المجيد
تحميل الكتاب

سيادة القاضي

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

1️⃣ الموضوع : قراءة نقدية

2️⃣ العمل : رواية " سيادة القاضي "

3️⃣ التصنيف : إجتماعي واقعي

4️⃣ الكاتبة : Noor Abdulmajeed

5️⃣ الصفحات : 205 Abjjad | أبجد

6️⃣ سنة النشر : 2024 م

7️⃣ الناشر : الدار المصرية اللبنانية

8️⃣ التقييم : ⭐⭐⭐⭐⭐

▪️مقدمة:

ـ يقولون: "من رحمِ المعاناةِ يُولَدُ الأمل"،

لكن ، ماذا لو وُلِد الأخيرُ مريضًا ، به عِلّةٌ تُطفِئُ من أنواره ، وتَطغى على إظهاره؟

ماذا يكون البديل؟ ومتى يَشفى العليل؟

هل تكمن النجــاة في قلب المعانـــاة …؟

ـ يُقال: "إنّ مع العُسرِ يُسرًا"، بل "يُسرين"

لكن ، ماذا لو كان الأخيرينِ هما الأمرّين؟

يقف العَسيرُ حَسيرًا ، لا يرى ولو بصيراً ، لا يسمع ما يُقال ، لا يقوى على الجدال .. بلبه يَضطرب الفكر ، بقلبه يَخفت الذِّكر ، وتُصبِح الشمسُ في عينيه كَالظّلام ، والواقع كالأحلام ، يَعتليه الهَمّ ، ويعيش بالغَمّ ، ولنفسه يَذُمّ ، ويُنهيه بالدمّ.

▪️حول براعة الكاتبة:

ـ كعادتها .. تُغرّد نور عبد المجيد ، في المناطق الشائكة ، لأنها رسالة تؤديها ، وتدور فيها دورة فائقة ؛ لأنها تستهويها ، حول ما يتفشّى فينا من أمراضٍ ، وما يستتبعه من أعراض ، وعِللٍ لا طِبّ لها ولا دواء ، لا مصل لها أو شفاء ، لأننا ببساطة في دار البلاء .. إذا كست أوكست ، وإذا حلت أوحلت ، وإذا أينعت نعت ، فكم من عاشق للسلامات ، فلما سلا قلبه ... مـــــات .

ـ تدخل في خِضَمِّ بيوتنا كمصريين ، في أحداثها ، في مشاكلها ، فتقف موقف الأب، والأم، والأخ، والأخت، والجد، والجدة، والزوج، والزوجة ، موقف الرجل والمرأة، تخبرك أنه خلف كل حقيقة مرة ما هو أمر ، وخلف كل شر ما هو أشر ، ولو ظهر لك الخير مرة ، فقد خفي عنك الأضر .

ـ تتقلد كل الأدوار ، وتعيش في عين الحوار ، وتَنقل المعاناة و الأنات ، وتسمعك صمت الصرخات ، بطريقةٍ الرواية بأساليب دقيقة ، تغلفها الحكاية وتصدمك الحقيقة .. تمطرك بالدموع إن قصت شروراً ، وتغمرك بالسعادة إن ألقت سروراً ، وتكويك بالألم إن حكت قهرًا ، وترميك بالوجع إن حكت مرضًا.

▪️حول القصة:

ـ رجائي صابر العطار ، محكوم عليه بالإعدام ، يكتب رسائله إلى قاضي التنفيذ ، لا يدافع عن نفسه ، بل يروي حكاية عمره — تلك الحكاية التي عشناها جميعًا ، وإن اختلفت تفاصيلها وتشابهت جراحها.

ـ قصة تقلبنا فيها بين أبوين وأخوين ، بين حبٍ وصمت ، وغيرةٍ وحيرة ، بين حربٍ وسلام ، بين طبٍّ وإيلام ، بين نجاحٍ وفشل .. فماذا حصل؟

ـ يسرد رجائي حكايته ، يكتبها إلى القاضي ، عسى يقرأها الأخير أو ينقلها إلى أخته — تلك التي كانت شريكة كلامه وصمته وفرحه وحزنه غرفته وطفولته ، حتى اختطف قلبها فؤاد .... فخفت البهاء وحل الحداد !

ـ صابر العطار...عاشق لفاطمة ، سكنت بين يديه حين ولدت ، ضمت شفتيها كأنها ترسل قبلة لأبيها .. حبٌّ فطري ، صامتٌ وجهري ، تخفيه الجفون وتطلقه لهفة العيون ، ينقلب جحيماً في عذابا ، حين ترحل فاطمة إلى بيت زوجها ، بلا إياب.

هل أخطأ صابر حين عشق ابنته بجنون؟

أم تمردت فاطمة حيــن اختارت الزواج؟

كلاهما — ربما !!

لكن من يُقال له هذا الكلام ، ومن ساعتها يلام ؟

ـ يتزوج رجائي من "وديده" ، يشعر "صابر" بالفقد والغربة فيجزم أن يغير الأحداث .. تحمل زوجته الصامتة "سيدة"، وتلد في عمر الخمسين "الطيب صابر العطار"، ثم تتلوه ابنة أخيه "صفاء رجائي صابر العطار".

ـ يموت صابر..

ويبقى رجائي — كأبٍ لطفلين وُضعا فجأة بين يديه ، تستبد أمه بالأمور ، تسيطر على المال والبيت والمصير ، وكما اعتاد ، لا يجد رجائي مفرًا إلا السكون والتبعية .. فهل يقيه ذلك من ويلات الزمان ؟

ـ تتوتر العلاقات بين فاطمة و أهلها إنها على صفيح ساخن كل ذلك يشعرك بالمرار ولكن تأتي النهاية ، لكنها ليست خاتمة معتادة، بل فاجعة، بشعة، دامية…

هي الأشر من كل ما قيل.

لأنها، ببساطة… ليست خيالًا.

إنها نقلاً واقعياً عن أحداث حقيقية.

▪️حول براعة الرواية :

ـ بأيِّ لغةٍ كُتبت هذه الرواية؟

هل أستطيع أن أقول إنَّ مِدادَها كان الدموع ، وتشكيلَها من الدماء ، حروفَها من الألم ، وكلماتِها من الشقاء؟..تَفيضُ شاعريةً، وحنانًا، ومَرارةً، وعُذوبةً، ورِقّةً، ودقّةً، ومشقّةً، وسَلامًا، وألمًا، وأملًا، وعُنفًا، وخُلفًا، ونَهَمًا، وهممًا ..

ـ عربيةٌ فصيحة ، دقيقة مليحة ، واضحة صحيحة ، سلسةٌ رغم فصاحتها ، بسيطةٌ رغم حصافتِها ، كبيتٍ من زُخرُف ، قِوامه الجَزالة ، أركانُه البيان ، وبنيانه البديع ، متماسك الأركان .. مظهرُها مُبدِع ، ومخبرُها مُمتِع ، جَوهرُها مُشبَع ، وكِيانُها مُقنِع ، كأنَّ الكاتبةَ مهندسٌ يُطوِّر ويطوع تحت يدَيه كُلَّ أدواتِ اللغة ، ويُسيّرها حيثُما يشاء، أو كيفما يريد.

ـ توصل لك المعنى العميق بالنص الظاهر ، وتنقلك لنهاية الطريق بالسرد الماهر ، تبعث لك المعنى بالبيان الواضح ، بالتوري غير الفاضح ، ترسله لك كثيراً كبيراً ، بعبارات بسيطة هادئة ، وتُدخلك إلى عالم الحقيقة المُرّة ، مرة تلو المرة ، فتعيش المعاناة لا كمُعايِنٍ للأحداث ، بل كمن شعر بها ، كمن اكتوى بنهارها ، كمن وقعت عليه أحداثها ، كمن كان بين أبطالها.

ـ تسرد حين تسرد فتُغري عقلك ، تغترف من بحر الخوف والرجاء ، والمعاناة والحنان ، والقوة والوهن ، والقهر والمحن ، والصبر والأنين ، والجبر المبين ، والحرب والسلام .. تجمع كل هذه المتضادّات ، وتُصهرها في قالبٍ اجتماعي ودراماتيكي رهيب ، تُصوّر كلَّ ذلك في مشهديّةٍ مُبهرة ، فتسلب قلبك ولبّك ، وجوارحك وأركانك.

▪️بعض الاقتباسات:

ـ ❞ المرأة سر الله في الأرض، لهذا جعل الحياة، كل الحياة من رحمها تخرج.. ❝

ـ ‏❞ جميعنا في الحزن نبكي، في الخوف نصرخ، في الألم نتأوه ونئن، وفي الحب نطير.. إلا الغياب!!

‫ نعم.. للغياب قوانين أخرى!! ❝

ـ ❞ الحمقى أيها القاضي وحدهم حين يعجزون عن إدراك الرسائل وقراءتها، يتذرعون بالصدف!!

‫ لا شيء يحدث صدفة.. ❝

ـ ‏❞ «لو» حرف حسرة.. أداة ندم..

‫ لا الحسرة تفيد ولا الندم من جوع يسمن!! ❝

ـ ❞ كل الكلمات دروس وخبرات.. مصابيحُ دروب وقناديل طرقات..‫ كلمات الشاعر نشوة.. كلمات الراوي شهقة.. وكلمات الحقيقة صحوة..

‫ إلا كلمة «العدل» وحدها نارٌ وسعير!! ❝

#أبجد

#سيادة_القاضي

#نور_عبد_المجيد

#مراجعات_محمود_توغان

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق