سيادة القاضي > مراجعات رواية سيادة القاضي > مراجعة Youmna Mohie El Din

سيادة القاضي - نور عبد المجيد
تحميل الكتاب

سيادة القاضي

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

مراجعة لرواية سيادة القاضي – تأليف: نور عبد المجيد

تُعد رواية سيادة القاضي من الأعمال الأدبية المميزة للكاتبة نور عبد المجيد، حيث تسرد القصة من خلال صوت رجائي، الشاب الذي يصغر فاطمة العطار بعدة أعوام. فاطمة، ابنة العطار المدلّلة، نالت من والدها حبًا واهتمامًا استثنائيًا، على عكس رجائي الذي عانى من قسوة الإهمال إلا أن قلبها كان معلقًا فؤاد المالكي، خريج كلية الهندسة الميكانيكية، الذي تزوجته لاحقًا وسافرت معه إلى خارج البلاد.

الرواية تُسلط الضوء على قضايا عائلية شائعة، مثل التفرقة بين الأبناء، والاضطرابات العاطفية، وتراكم مشاعر اللوم والغضب، بجانب وجود الحب الصادق والعطف. علاقة العطار بابنته فاطمة تتجاوز المفهوم التقليدي للأبوة؛ فقد كان يرى فيها امتدادًا لروحه، إلا أن الزواج والسفر فرّقا بينهما، لتدخل القصة لاحقًا في منعطف جديد من الألم والخذلان.

شخصية "وِيدة" أُضيفت ببساطة إلى العمل، وهي فتاة فقدت والدها، مما زاد من ثقل الطابع الإنساني للرواية، التي كُتبت بلغة عربية فصحى، امتزج فيها السرد بالحوار بأسلوب مشحون بالعاطفة، وبلغ من الشفافية أن حمل القارئ على التماهي مع الشخصيات.

العيوب الفنية في الرواية:

من أبرز الملاحظات على العمل غياب الوصف التفصيلي لملامح الشخصيات وحركاتهم الجسدية، مما أضعف من جودة التصوير الفني. كذلك، لوحظ تكرار بعض الكلمات، خاصة لفظ "القاضي"، مما أبطأ من إيقاع السرد وأثر على حبكة الرواية، التي بدت ضعيفة نوعًا ما.

ومع ذلك، لا يمكن إنكار ذكاء الكاتبة في رسم المشاعر ونقل الأحاسيس، حيث تألّقت في التعبير عن أعماق شخصية رجائي، الشاب الوسيم الذي عاش اضطرابات منزل العطار بكل تفاصيلها، مع أنه لم يكن فردًا من العائلة.

ورغم أن الرواية كُتبت من وجهة نظر واحدة، فإنها كانت لتغتني أكثر لو تناولت الأحداث من زوايا شخصيات أخرى مثل فاطمة، والأم، والأب، لتكتمل الصورة ويُترك الحكم للقارئ لا لما يروى، بل لما يُعاش خلف كواليس المنزل.

تعاني الرواية من بعض القصور الفني، مثل غياب الأوصاف التفصيلية لملامح الشخصيات وحركاتهم الجسدية، وهو ما أضعف من حضورهم البصري في ذهن القارئ. كما تكررت بعض المفردات، خصوصًا لفظ "القاضي"، مما أثّر على تنوع اللغة. كذلك بدت الحبكة في بعض المواضع ضعيفة، وتعرّض السرد للإبطاء بسبب الإفراط في التفاصيل دون تطور فعلي في الأحداث.

إن أبرز ما يميز هذه الرواية هو عمقها الدرامي والاجتماعي، حيث تلامس الواقع بتفاصيله المؤلمة، وتُجسّد المقولة الشهيرة: "لا يوجد منزل يخلو من المشاكل، كما لا توجد عائلة تخلو من الصراعات."

خاتمة:

على الرغم من بعض التناقضات السردية والتفاصيل المطوّلة التي أبطأت الإيقاع، تبقى سيادة القاضي رواية مفعمة بالإحساس والفن، وتُصنَّف ضمن الدراما الاجتماعية العميقة، التي تُفجّر المشاعر وتُصدم القارئ بنهاية قاسية لا تُصدق. هي تجربة أدبية تستحق القراءة، خصوصًا لعشاق الروايات التي تُجيد اقتحام البيوت والقلوب على حد سواء..

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق