تأتي هذه الرواية مكملة لما بدأه مريد البرغوثي في " رأيت رام الله " , ليكمل الابن ما بدأه الأب , هذه المرة الثانية التي يرى فيها رام الله بعد نفيه , ولكنًها الأولى بالنسبة لابنه "تميم" , الذي تدور أحداث جزء كبير من الرواية حول تفاصيل حياته بين "هنا" و"هناك" , يجسّد فيها حياة المغترب و غربة العائد , حيث تنغّص المرارة كل فرح حين تنتقل العودة من مفهومها الجماعي إلى العودات الصغيرة الفردية .
ويكمل مريد البرغوثي سيرته و تاريخه الشخصي في باقي اجزاء الرواية , يتحدّث عن مراحل طويلة في حياته , وعن ذكريات عالقة ابتداءّ بتجربة النكبة ,وبعدها النكسة والنفي من مصر , وانتهاءّ بعودته , وعمله في مؤسسه من مؤسسات السلطة ,ليرى حيتها الفساد المنتشر في هذه المؤسسة ومؤسسات السلطة الأخرى .
هذا النص نص جميل متفرّد ولغته شاعرية تارة وصلبة تارة أخرى , تنقلك ألى تفاصيل حياة المواطن الفلسطيني وتدخّل الاحتلال بالتفاصيل الصغيرة في حياته اليومية وتقليص أحلامه وطموحه .
رواية جميلة , لا بدّ أن تقول وانت تقرأها " حدث معي كذا " .. " وأحسست بكذا " .. فهي الرواية القريبة جدأ من واقع الحياة في فلسطين .