تتحدث الرواية عن رفاق خمس، يثابرون على الصحبة واللقاء منذ الصغر رغم اختلاف الطبقات والطباع. ومن خلال الرواية نكبر معهم ونشاركهم تفاصيل حيواتهم وخبايا أفكارهم ونزواتهم وجلساتهم اليومية في ذلك المقهى الصّامد بين الماضي والحاضر "قشتمر".
ربّما تبدو الرواية في بدايتها باهتة، لكنّك لا تلبث أن تتعلق بكل شخص من شخوصها، وتتلهف لتعرف أكثر عن مسار حياته.
كلّ واحد من الأصحاب يمثّل في الحقيقة جانباً فكرياً وإنسانياً واجتماعياً ودينياً من جوانب حياتنا الواقعية.
وتزخر الرواية بكل الخلجات والأحداث والظروف السياسية والعائلية والثقافية، من العلاقة بين الأطفال وأهلهم، والتمرد وصراع الأجيال، وكذا الأحزاب السياسية، وعلاقة الشباب بالحب والجنس والمال، إلى طبيعة العلاقات الزوجية وفتورها في مراحل مختلفة.
إنّها تاريخ مصر بكل عناوينه لسبعين عاماً...
وتاريخ حياة الإنسان بكلّ محطاته من المهد إلى اللحد..
يختتمها بفصل الشيخوخة، حين تتهاوى آمال الإنسان جمعاً، وتعيقه تجاعيد جسده عن مزيد من الطموح، لقد عرف كل شيء، الأرض والقمم، ولم ببق له إلا السماء، يعينه على انتظارها صداقةٌ تأبى الفناء..