نعيش فى هذه الثلاثية قصة أحمد بن طولون ومن هو وكيف وصل لحكم مصر.
الحكاية الأولى - ميسون
صراع كبير على ميسون ابنة القاضى باهرة الجمال والتى يطمع فيها الكل. صراع بين والى الخراج (وزير المالية) وبين انس ابن شيخ الصيادين على من يفوز بميسون والاهم على من توافق ميسون ؟؟؟ على صاحب السلطة والجاه والمتحكم فى كل امور الدولة أم على صاحب العلم والذى يحارب من اجل الفوز بها؟.
يشتد الصراع بين الطرفين ، والي الخراج يتخلص من شيخ الصيادين أبو انس ومن بعده علي أخو أنس ويصبح هناك ثأر شخصى يسعى أنس بكل قوه لتحقيقه.
نشهد ظهور احمد بن طولون الذى لا حول ولا قوة له أمام قوة ونفوذ والي الخراج ، ونشهد سعيه الدؤوب لحكم مصر واتحاده مع أنس ليصل كل منهم الى غايته. أنس تملك منه الكره وسيطرت عليه فكرة واحدة هى الخلاص من والي الخراج والانتقام منه ولو على حساب حبه لميسون التى اختارته هو وفضلته على والي الخراج.
نشهد بناء مدينة القطائع على يد بن طولون وهى مدينة جمع فيها كل أطياف الناس على اختلاف الوانهم وأديانهم لبناء جيش مصرى قوى وحلمه باستقلال مصر عن دولة الخلافة.
الحكاية فى شكلها الخارجي قصة رومانسية بغلاف تاريخى ، لكنها كالعادة مليئة بالرموز والاسقاط على واقعنا المعاصر وعليك قراءة ما بين السطور لتخرج منها بقيمة كبيرة وتستمتع بها ولا تنظر للحكاية على أنها قصة رومانسية وفقط.
الحكاية الثانية - حلم أحمد
هذه الحكاية هى السيرة الذاتية لاحمد بن طولون ، نعرف فيها كل ما فعله من أجل مصر ومن أجل استقلالها عن الخلافة العباسية. بنى جيش قوى ، مصانع ، مستشفيات ، عيون مياه ، حافظ على الأديرة والكنائس والمعابد ، والأهم هو بناء مسجده الشهير.
كل هذا نعرفه من خلال شهادات من حوله ، الكاتب الخاص به ، زوجته المصرية التى تزوجها ليتقرب من المصريين ويكسب ثقتهم ، واحد أعدائه تعرض للظلم على يد بن طولون وأصبح كل همه تدمير سيرة وكل انجازات بن طولون حتى لا يبقى منها أى اثر يخلد صاحبها فى التاريخ.
هذه الشهادات تجعلك فى حيره من أمر هذا الحاكم ، هل هو الحاكم الذى يقيم العدل ويعمل من أجل خير البلاد والعباد أم أنه الحاكم الظالم الذى لا يتورع عن الجلد والسجن لمن يخالفه فى الرأي ؟؟؟؟؟. أعتقد ان هذه الشهادات هى توصيف دقيق لكل انسان يحمل داخله الخير والشر والصراع الرهيب بينهم ومن يطغى على الأخر ويسيطر على نفس صاحبه.
تنتهى الحكاية بوفاة بن طولون ، وتختلف وجهات النظر حوله على حسب موقف وموقع ورؤية الأشخاص الذين تم الاستشهاد بهم فى كتابة هذه السيرة الذاتية.
الحكاية الثالثة - العهد
بعد مرور ٢٠ عاما على وفاة بن طولون ، نجد كالمعتاد إختلاف أبنائه من بعده وصراعهم على الحكم فيما بينهم مما أدى إلى إضعاف هيبة الدولة الطولونية وسمح للمتربصين - وعلى رأسهم أحد أعداء بن طولون الذى أقسم على محو كل أثر لما بناه احمد بن طولون كى لا يتبقى اى ذكر له بعد ذلك - بالزحف والهجوم على مصر لاعادتها للخلافة العباسية مرة أخرى.
وسط كل هذا نجد أصغر أبناء طولون - ابنته عائشة من زوجته المصرية - تاخذ على عاتقها عهد حماية مدينة القطائع ، عن طريق زواجها بأحد رجال قبيلة من القبائل التى كان بينها وبين طولون عهد وميثاق بالدفاع عن القطائع فى مقابل أن تمنحه زوجها كل ذهب القدماء المصريين الذى عثر عليه طولون فى فترة حكمه.
طبعا ماذا تفعل قبيلة صغيرة فى مواجهة جيش الخليفة العباسى الذى اقتحم الفسطاط والقطائع ودمر وسلب ونهب كل ما وقع تحت يده من خيرات وثروات ودمر مدينة القطائع وجعلها دكا ؟؟؟ كل ما استطاع زوجها ورجاله فعله هو الحفاظ على مسجد بن طولون كأخر أثر تبقى من مدينة القطائع وهذا فى حد ذاته كان نصرا كبيرا فى ظل ظروف الحرب والجوع.
هذا العهد كان ثمنه باهظ من دماء أريقت وثروات نهبت وأعراض نهشت ومدينة عريقة تم تدميرها تماما حتى يتم محو اى ذكرى او اثر يدل على ما قدمه بن طولون لمصر خلال فترة حكمه. كالعادة دائما منذ أيام الفراعنة كل ملك أو حاكم يأتى يمحو أثر وانجازات من سبقوه أو ينسبها لنفسه مهما كان الثمن الذى سيدفعه الشعب كالمعتاد. هى جينات متوارثة لا فكاك منها.
فى رأيي الشخصى ثلاثية اولاد الناس هى الاقوى حتى الان ، وفى انتظار قراءة ثلاثية الفاطميين لنرى ما هى أفضل ثلاثية كتبتها الكاتبة من وجهة نظرى.