غرفة إسماعيل كافكا > مراجعات رواية غرفة إسماعيل كافكا > مراجعة Doaa Wagdy

غرفة إسماعيل كافكا - شيماء هشام سعد
تحميل الكتاب

غرفة إسماعيل كافكا

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

فكرة عبقرية أن تدور أحداث رواية كاملة في مكان واحد، مع بطل واحد، تساءلت في البداية كيف يمكن أن ننسج أحداث من غرفة واحدة؟ أين الإثارة والحوار في وجود بطل واحد؟ لكنني تفاجئت أن كل ركن في الغرفة ينطق ويتحدث عن نفسه وله دور مؤثر في الأحداث!

كيف يمكن للجمادات في الغرفة أن تكون أبطالًا للرواية..الأمر مثير حقًا !

خرجت بأسئلة كثيرة تأرقني...لماذا يشعر إسماعيل بكل هذا الذنب؟ لماذا يشعر بأنه وحش وهو لم يظلم غير شخصية واحدة، وحتى هذه الشخصية كان يمكنها التحرر منه لكنها كانت سلبية متهاونة في حق نفسها.

كنت انتظر أن أعرف الجانب المروع في حياة اسماعيل، الجانب الذي يستحق كل هذا التأنيب الذي يشعر به..لكن أعتقد أن إسماعيل مثلنا كلنا يدرك أننا لانستطيع المكاشفة عن كل ذنوبنا، حتى أمام أنفسنا، أحيانًا نخجل من مواجهة أنفسنا بحقيقتها، لكننا مع ذلك ندرك حجمها الحقيقي..

كنت أتحرق شوقًا لأعرف ماذا حدث لنانا؟ هل مريم شخصية سيئة حقًا؟ هل ستتعلم أي درس في النهاية؟ هل ستحاول إصلاح أي شيء؟

لكنني في النهاية أدركت أن المغزى من القصة أن إسماعيل مات منذ زمن، فلن يشكل موته الحقيقي الآن أو بعد حين أي فارق في حياة من حوله، إسماعيل بالنسبة لهم كلهم غير موجود منذ زمن، فكانت هذه الإجابة على كل شيء..

انتظرت أيضًا أن أعرف لماذا أصيب إسماعيل بالشلل؟ صاحبناه منذ طفولته فلماذا لم نعرف سبب حدث جوهري مثل ذلك؟

الفضول يغلبني، لكنني رغم ذلك أجد أن القصة نجحت للغاية في شد إنتباهي حتى النهاية دون الشعور بملل لثواني، وأن الأسئلة الكثيرة التي راودتني بعد القراءة دليل على نجاح الكاتبة في أن تدخل بعمق في عقل القاريء.

بكيت عدة مرات عندما تحدث إسماعيل عن الاشياء التي يفتقدها في حياته، الاشياء العادية البسيطة، التي نفعلها يوميًا، حمدت الله كثيرًا، شعرت أنه يعدد النعم التي ينعم بها الأصحاء دون أي انتباه.

لأول مرة أحمدُ الله على قدرتي على الشعور بكل جزء في جسمي، على القدرة على الحديث، على النظر إلى السماء، على المشي، على لمس كل شيء، يالله! كم هو صعب أن تكون محبوسًا في جسدك، وأن يحبسك أقرب الأقربين في مكان واحد كل هذه المدة.

من داخلي كنت أتوسل لهم أن يخرجوه مرة واحدة ليرى السماء، ماهذا الجحود؟ كدت أبكي عندما علمت أنه لم يتحدث معه أحد منذ سنوات طويلة، لم يقرأ له أحدهم اي كتاب، لم يحدثونه عن المستجدات التي حدثت في الدنيا..فلتدعوه حتى يرى وجهه مرة واحدة في المرآة!

لم يستطع قلبي تحمل كل هذه القسوة من ابناءه! ماذا فعل لكم لكل هذا التجاهل؟ لماذا لم يحبه أي شخص منكم؟

هل يمكن لأي شخص أن يتخيل أن كل هذه الأحداث وأكثر يمكنها أن تخرج من غرفة صغيرة لشخص لا يتحدث؟

الفكرة حقًا حقًا عبقرية!

متحمسة جدًا لقراءة المزيد والمزيد للكاتبة، أعتقد أننا فُزنا بروائية من العيار الثقيل تستطيع من غرفة صغيرة أن تخرج بك إلى عالم أرحب وأوسع.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق