"أن البشر كالبحر في تقلبهم، لا يصح أن تجزم بطيبة أحدهم أو خبثه، كل شيء قد يتغير في ثوان، ثم يعود إلى سيرته الأولى في ثوان."

لم أنهي بعد ما وراء الطبيعة وتبقى لدي فيها أعداد قليلة أحاول قراءتها على مهل ودون تسرع، أخاف أن تنتهي السلسلة بالتزامن مع ذياع صيت سلسلة "لاشين" وتقاربها الشديد لسلسلة ما وراء الطبيعة، وبمجرد تصفح أول الصفحات تجد أن التقارب ليس فقط لأن كلا السلسلتين محورهما الماورائيات، ولكن قد تقاطعت شخصيات من ما وراء الطبيعة مع لاشين، بلفتة ذكية وطريقة غير مُصطنعة، وكأن سلسلة "لاشين" إمتداد حديث لما وراء الطبيعة، وذلك ما قرأناه في العدد الاول.

جاء العدد الأول من سلسلة "لاشين" للكاتبة والمترجمة المصرية "شيرين هنائي" بعنوان "عهد الدجالين"، وتبدأ بالموسم الثاني للبرنامج الإذاعي "بعد منتصف الليل" مع ثلاث شخصيات رئيسية يبدو أنهم سيكملوا معنا لفترة لا بأس بها، "مهاب عمارة" مُقدم البرنامج، "سهير زاهر" المُتخصصة في تصوير الموالد الشعبية ورصدها للماورائيات، و"آدم لاشين" الذي له حكاية أخرى، شخصية ولدت من صراع الحلال والحرام، الدجل والشعوذة، الرغبة في الانتقام، رأينا منها لمحات عديدة طوال الأحداث.

"الرعب ليس شعورًا، الرعب طُفيل يتغذى على أرواحنا، وبخوفنا ينمو."

وجدت أن العدد الأول قد كفى ووفى من ناحية التعريف بخلفية الشخصيات، مع عرض بعض الحكايات المُثيرة للاهتمام، مع الإنهاء على حدث يجعلك متلهف لمعرفة المزيد، طريقة السرد كانت بالتوازي بين الحكايات والشخصيات وعلى الأخص شخصية "آدم لاشين"، وما قدم في جزئية الماورائيات والخوارق يعد بأن الكاتبة لديها أكثر مما قُدم، فالسعي نحو تبرير مسوغات ودلائل للماورائيات يشي بجهد في الكتابة وليست خوارق موجودة في المطلق، هي موجودة بسبب، ولسبب، الرعب كان حاضراً وكابوسياً، وشعرت أن ظلامية سلسلة "لاشين" أكبر من سلسلة "ما وراء الطبيعة".

وإلى العدد الثاني مع "أبناء ديهيا".