أذكار الموت > مراجعات رواية أذكار الموت > مراجعة Bahaa Atwa

أذكار الموت - حسن الجندي
تحميل الكتاب

أذكار الموت

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

"لا تخفي ما فعلت بك الاشواق وارحم هواك فكلنا عشاق "

ليست اول قرءاة لاعمال حسن الجندي ..فحين تقرأ اسمه علي الغلاف ستعرف دائما ان هناك موسيقي او اغنية ستحضر في خلفيةةالاحداث وربما تصير بطلة في بعض الفصول وعندها ستدرك انك لن تستمع لها مثل اول مرة ثانية .

رواية ممتعة -جزئيا- كعادة حسن الجندي لكن هذه المرة مدي الاتقان في فرد خيوط الرواية والوصف الدقيق لكل شخصية ودوافعها وتكوينها والوصف المتقن لعقلية الشخصيات التي تجعلك تتوقع من كل واحد منهم شيء في الاحداث تجعلك تريد ان ترفع القبعة في العديد من المواضع علي المجهود المبذول في تضفير الشخصيات.

الافكار النفسية وخلفيات المرض النفسي والعضوي التي جعلت من شخصية داوود -بحرفي الواو وليس واحد فقط - تجعلك تظن ان وراء الرواية بحث وتمحيص في اعراض الامراض وما تسببه من هلاوس او ضلالات او مجرد تأثيرات ذهنية بل وتجعلك تجدد افكارك عن المشي اثناء النوم وما مدي السلوك في هذه الحالة وهل يملك الانسان فعلا السيطرة علي نفسه وقتها ام لا في الجزء الاول من الرولية وفي الجزء الثاني او في الرواية الفعلية يجعلك ترى مدي اختلاف ان يكن فقدان السيطرة علي السلوك مرضي او نفسي او مس مثلا.

الرواية بها تعقيد بسيييط ممزوج بلمسة حرفة في كيفية جعل القارئ يستخلص من الذي يتجدث ومدي افكاره وهل هذا في الرةاية الاصلية ام في الرواية داخل الرواية التي كتبها داوود عن كاتب رومانسي يصبح من كتاب الجريمة قاتل متسلسل يعود به الزمن بعد وفاة زوجته..وهل يصبح هو بطل الرواية كما اراد ام هو مجرد كاتب كما حكي واظهر لمن حوله وساعتها انت ستتداخل معك الافكار من القاتل وما الذي اوصله لهذه المرحلة .

يفكك معك حسن الجندي من خلال الاحداث في الرواية المذكورة علي يد الكاتب اسباب أخلاقية واجتماعية تنعكس علي الحالة النفسية واثرها علي المريض وعلي السير اثناء النوم ومدي تعقيد العقل البشري وعلاقته بالماضي وكيف لاثر الفراشة انه يدوم وتإثيره ممتد لما يزيد عن عقدين من الزمن ..فبجانب انه لا يُرى هو حتما لا يزول .

جودة الكتابة في هذه الرواية انه يغزو عدة مجالات للعب بأوراق الكتابة في عالم الجريمة والغموض وايضا في عالم تحضير الارواح الذي حاول الجندي اقحامه بلا سبب وكأنه لازال متمسك بطرف عباءة الماورائيات في كتاباته ويعود بك للتأرجح بين المرض النفسي والمرض العضوي في هيئة السرطان -عفانا الله واياكم - وما يسببه من سلوكيات ترتبط بالمرض النفسي والعضوي سويا ..وكيف لشخص يشعر بالوحدة وعدم التقبل من الاهل يمكن ان يمضي باقي عمره محاولا اثبات العكس ومعاودة تلقي القبول ولو بعد زمن .

الرواية ليست صعبة ولا معقدة لكن غموضها مفكك ومتوقع في اغلب الاوقات انك ترى الحل لكنك ايضا تُخدع معهم هو يمنحك القيادة مرة ثم يسلب منك الافكار الواحدة تلو الاخري ..عليك التركيز في تفاصيل الاشخاص اوصافهم صفاهتم في جزء الرواية الاول- الذي لو اكتملت الرواية بنفس وتيرته لكانت ملحمة ادبية -ويكأنه ينبهك إلا ان ضع هذه في يدك ولا تفلتها لها استخدام مهم مستقبلا.

الغلاف واسم الرواية ينبأك بأحداث عظيمة رغم انه علي قبيل الصدفة كما نعرف من الاحداث لكنه مناسب جدا وشارح للقصة بشكل لطيف وهل يصح وصف لطيف في رواية دموية لحد ما ..داوود كان لطيفا خفيف الظل ساخر كما اظهر للجانب الآخر من شخصيته وكما ذكر لابد ان تظهر جانب آخر من شخصيتك يتذكروك به.

نقاش داوود مع صاحب دار النشر عن انواع الكتابة والطريقة التي يتعامل بها دور النشر مع الكتاب سواء الجدد او القدامي هي قضية من ضمن عدة قضايا نوهه لها الجندي بصنعة لطافة كي يسلط الضوء عليها فقط وعلى من اراد الفهم ان يبحث.

في كل مرة اقرأ/استمع لكتابات لحسن الجندي .. تنتابني ابتسامات محبة في وسط الكتاب من باب رفع القبعة والاحتفاء بحنكة وحرفة الكاتب حين يبهرك ببساطة دون اللجوء للفلسلفة في الكتابة او الاجبار علي الاطالة والمط ..حسن الجندي يمنحك الجملة ويحسن استخدامها ادبيا ودراميا وهذه ميزة احبها واقدرها في كتاباته جدا..لكن في هذه الرواية ندرت الابتسامات للاسف .

النهاية اتت صادمة وكأنك وان تقبلت دس سم تحضير الارواح في عسل الامراض النفسية والالتباس بين الرةاية المقروءة والمكتوبة من داوود ستقبل بالنهاية المتسرعة فاقدة الحبكة وكأن الكاتب اقتبس من داوود حالة الاستعجال قبل موعد التسليم للدار فآثر ان يجعل النهاية بهذا الشكل السهل الهرئ .

بما اني استمعت للرواية علي ستوري تل فأود ان احيي قراءة أ.محمد العربي المتقنة علي مستوي النطق والممتع على مستوي هبوط وصعود وبطئ وتسارع الاحداث .

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق