إن التاريخ عبارة على حلقة مفرغة كلما ظننت أنك وصلت إلى نهايتها، تجد نفسك تعود إلى البداية، ولكن هل تاريخ العالم حلقة واحدة؟

كلما فتشت في التاريخ تجد أنه يستحيل أن يكون حلقه واحدة وإنما مجموعة من الحلقات تشابك بعضها ببعض حتى وصلنا إلى الصورة الحالية للعالم، وفي كل خطوة تجد أن أثر الفراشة مُصاحب لكل حدث يحدث، فقد بدأت الحرب العالمية الأولى والثانية مخلفه معها دمار، وخراب في بقاع متعددة، ولكن نشأتها كان سببا في اكتشاف المضاد الحيوي "البسلين" وكما أن القنبلة النووية كان سببًا في تدمير مدينة هيروشيما ونجازاكي والتي تسببت في موت الملايين وامتداد أثر الإشعاع عبر الأجيال التالية في اليابان، إلا أنها السبب في جعلنا نرى كوكب اليابان بصورته الحالية، ولكن هل يمكن أن العالم الذي نعيشه كان ليتحول بسبب أحداث "صُدف" حدثت بشكل متأخر أو متقدم عن وقتها الذي حدثت فيه؟

يتناول الكتاب هذا السؤال بعرض بعض الصدف المسببه في الأحداث التي غيرت العالم وقلب موازين القوى، ونشأة أشخاص لن يتنساهم العالم كهتلر وشارل مارتل وغيرهم.

والان لنرجع إلى تسائلنا هل لو هذه الصدف التي ذكرها الكاتب لم توجد كنا رأينا تاريخًا مختلفاً للعالم؟ في نظري خير من أجاب على هذه التسائل هو أفلام العودة بالزمن ومحاولة تصحيح الأخطاء التي يرتقفها المرء، والتي تؤدي كل مرة إلى نفس الواقع، فمثلا لو تم قبول هلتر في كلية الفنون كنا سنجد صدف أخرى تظهر لنا هتلر أخر.

وأخيرا معلومات الكتاب وطريقة عرضها جيدة، ولكن فقط استعمال كلمة "صدف" كمركز أساسي للتاريخ لم يعجبني، فلا شيء يحدث مصادفة ولا بنائا على صدف وإنمت كل شيء يسير وفق ما قدره الله.

التقييم: ٤/٥

#مسابقة_قراءات_قبل_المطبعة

#دار_الرسم_بالكلمات

#ريفيو_٢