الجريمة والعقاب الجزء الأول > مراجعات رواية الجريمة والعقاب الجزء الأول > مراجعة Mohammed Makram

الجريمة والعقاب الجزء الأول - فيدور دوستويفسكي, حسن محمود
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

ما العقل إلا خادم الأهواء

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ

راسكولنيكوف الشاب الجامعى الذى يخطو على طريق العلم ليكون قاضيا أو رجل قانون أو كاتبا لامعا أو عالما أستاذا يشار له بالبنان ذو العقل الراجح و اليد المعطاءة و القلب الذى يتمزق إذا رأى صاحب حاجة لا يستطيع أن يلبى حاجته.

هو فقير ماديا فقرا اضطره لترك دراسته و التقوقع على نفسه لكن راسكولنيكوف رغم بقاءه وحيداً في جميع اﻷحيان تقريباً، لا يفلح في الوصول إلى الشعور بالوحدة.

لا يكفي أن يكون المرء ذكيًا حتى يتصرف بذكاء و كما نقول نحن هنا في هذه الجهة من العالم: تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن.

راح يتقدم في طريقه دون أن يبصر شيئاً مما حوله حتى وجد نفسه في طريق الجريمة التي لا فكاك منها حتى إذا ما بلغ الطريق, تخلى عن مخاوفه, أو هي تخلت عنه

هل تدرك يا سيدي العزيز ما معني أن لا يعرف

الإنسان إلي أين يذهب؟ ذلك أنه لابد لكل إنسان أن يستطيع الذهاب إلي مكان ما

إن كل إنسان يا سيدي بحاجةٍ إلى ملجأ يشعر فيه فيه بالحنان والشفقة

إن الشفقة في أيامنا هذه يحظرها العلم ، البؤس رذيلة ، يستطيع المرء في الفقر أن يظل محاظفاً على نبل عواطفه الفطرية، أما في البؤس فلا يستطيع ذلك يوماً ، وما من أحد يستطيعه قط ، إذا كنت في البؤس فإنك لا تطرد من مجتمع البشر ضرباً بالعصا ، بل تطرد منه ضرباً بالمكنسة بغية إذلالك مزيداً من الإذلال.

نعم اننا نستطيع عند اللزوم أن نخنق حتى احساسنا الأخلاقي! إننا نستطيع عند اللزوم أن نحمل إلى السوق كل شيء فنبيعه فيها: الحرية، الطمأنينة حتى راحة الضمير ! فلتتحطم حياتنا إذا كان في ذلك سعادة لأولئك الذين نحبهم! وأكثر من ذلك أننا نلفق لأنفسنا عندئذ سفسطة خاصة فنريح ضمائرنا إلى حين، مسوغين أعمالنا قائلين لأنفسنا: إن ما فعلنا هو ما كان ينبغي لنا أن نفعله مادمنا نعمل في سبيل هدف نبيل وغاية شريفة

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق